المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

فنزويلا: من هو الرئيس الشرعي الحقيقي؟ نيكولاس مادورو أو خوان غويدو؟

بقلم: بسام صالح

افتخر واعتز بصداقات منتشرة في مختلف بقاع العالم، ولكن افتخر باني صديق لبلدان امريكا اللاتينية خاصة تلك التي تحررت من قيود دائرة النفوذ الامريكي، فانا معجب ومتضامن مع التجربة الكوبية، عندما كانت وحدها في تلك القارة تواجه ومازالت اطول حصار اقتصادي تجاري وسياسي فرضته سياسات الولايات المتحدة على هذا الشعب المقاوم والمتضامن مع الشعوب المقهورة. وازداد اعتزازي واعجابي عندما بدأت دولا اخرى مثل بوليفيا، والبرازيل، الارجنتين، التشيلي والارغواي وفنزويلا بكسر الحصار المفروض على كوبا، والعمل لاقامة اتحاد بلدان امريكيا اللاتينية، التحولات الكبيرة التي حدثت في تلك المنطقة كانت تشدني قوة الارادة التي يتمتع بها قادتها الجدد، وارادتهم للخروج مما كانت الادارات والسياسات الامريكية تسمية الحديقة الخلفية للولايات المتحدة. كان الامل والطموح كبيرا، بان التغيير سياتي من هناك من اجل عالم افضل، خاصة وانها بلدان تقف معنا ومع حق شعبنا في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
الاحداث التي مرت وتمر بها فنزويلا تثير اهتمام الاوساط السياسية والاقتصادية والمختصين بالقانون الدولي ناهيك عن وسائل الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي، التي تقوم بعملية مدروسة وممنهجة لتمرير الرواية المعادية للرئيس نيكولاس مادورو الذي ورث ارث تشافز والثورة البوليفارية، التي واجهت حملات اعلامية عنيفة من الاعلام الغربي وتشكيك بكل ما تقوم به حتى الانتخابات التي تشهدها فنزويلا وما اكثرها، وبالرغم من وجود مراقبيين دوليين لم تقنع العم سام في واشنطن لانها لم تاتي بالنتائج التي تريدها.
خلال فترة اقل من عامين:
– انتخابات الجمعية التأسيسية – 30 يوليو 2017
– الانتخابات الإقليمية – 15 أكتوبر 2017
– الانتخابات البلدية – 10 ديسمبر 2017
– الانتخابات الرئاسية – 20 مايو 2018
فاز بها نيكولاس مادورو وخسرت المعارضة، باستثناء الانتخابات الرئآسية التي لم تشارك بها المعارضة لانها كانت تعلم جيدا انها ستخسر، فاز بها مادورو وحصل شرعية الاغلبية لفترة رئاسية لمدة 6 سنوات اخرى. شارك اكثر من 4000 مراقب دولي من المؤسسات والهيئآت الرسمية في الرقابة على سير العملية الانتخابية في جميع الانتخابات، واعلنوا انها كانت انتخابات نظيفة وخالية من الحوادث او الانتهاكات.
ولكن كان هناك العديد من الهيئآت الغير رسمية والتي تم انشاؤها لاغراض الدعاية المضادة وهي مجموعات مسيطر عليها من الولايات المتحدة، وجهت اتهامات بعدم الشفافية دون تقديم اي دليل، ودون رفع اي شكوى للسلطات الرسمية او للامم المتحدة، بوجود خلل في الانتخابات، هؤلاء مهمتهم خلق الاشاعات ونشرها بصحف يتحكمون بها ومنتشرة في انحاء العالم.
من هو خوان جايدو؟ الذي اعلن نفسه رئيسا ل فنزويلا، شخصية مجهولة تماما حتى قبل شهرين، لم يترشح للانتخابات الرئاسية ولم يفز بها، فكيف يعلن نفسه رئيسا بدلا عن الرئيس المنتخب شرعيا؟
الجوع والأزمة في فنزويلا؟ تواصل وسائل الاعلام تجاهل اسباب الازمة الضرورية لفهم ما يحدث في هذا البلد الغني بموارده وثرواته، لماذا لا تتحدث وسائل الاعلام عن الحرب الاقتصادية والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والتي تمنعها من شراء المواد الغذائية والادوية وتشغيل التحويلات المصرفية، اي الحصار المماثل لما تعاني منه كوبا، والهدف هو شد الخناق على شعب وحكومة فنزويلا لتركيعها امام الجشع الامبريالي. كان ذلك صعباً للغاية في عامي 2016 و 2017 عندما أصبحت الأزمة المستحثة (أو الحرب الاقتصادية) حادة للغاية. بالنسبة لهذه المشاكل ، قامت الحكومة بشراء الأغذية والأدوية من دول أخرى مثل الهند و الصين و روسيا أو تركيا. وقامت أيضا بتحويل الأموال مع هذا التثليث ، للتخلص من العقوبات.
فنزويلا تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم اكثر مما تملكه المملكة العربية السعودية، واحتياطيات الذهب والكولتان والفضة والماس واليورانيوم والمعادن الأخرى الضرورية جدا للشركات متعددة الجنسيات. كما أن لديها احتياطيات كبيرة من المياه العذبة والخشب والأرض. وهذه كلها تريدها الولايات المتحدة تحت سيطرتها، ومن هنا نفهم لماذا سارع او خطط الرئيس الامريكي ترامب لما يحدث في فنزويلا والاعتراف الفوري بمن يدعي الرئاسة. اذا ادركنا ما تريده واشنطن نستطيع فهم ما يجري الان في فنزويلا.
الازمة المفتعلة في فنزويلا هي تدخل سافر من الادارة الامريكية في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ، وتملك نظام انتخابي ديموقراطي طبقه لاكثر من 14 تشافز وفاز بكل الانتخابات، وهي دولة لديها تحالفات اقليمية ودولية، قادرة على دعمها والوقوف الى جانب الاغلبية العظمى من الشعب الفنزويلاني الذي خرج لاعادة شافز للحكم ويخرج الان لتثبيت الرئيس الشرعي المنتخب مدعوما بالقوات المسلحة التي اكدت التزامها بحماية الشرعية والرئيس مادورو المنتخب من الشعب.
لنرفع صوتنا عاليا لحماية فنزويلا، من اي حماقة قد يرتكبها الاحمق القاطن في البيت الابيض.

Exit mobile version