المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: تصريحات نتنياهو وضرورة الارتقاء لمستوى التحديات

التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس اثناء افتتاحه العام الدراسي الجديد في مستوطنة «إلكانا» المقامة على اراضي المواطنين في سلفيت والتي تعهد فيها بتطبيق السيادة الاسرائيلية على جميع المستوطنات الاسرائيلية المقامة على الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والتي اعتبرها جزءا من اسرائيل وان الضفة الغربية هي ارض دولة الاحتلال وان اليهود في البلاد منذ الاف السنين ولن تقتلع اي مستوطنة من هنا. هي تأكيد واضح وصريح على العقلية الاحتلالية القائمة على الضم والتوسع والتهويد امام سمع ومرأى العالم قاطبة الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان لكنه عندما يتعلق الامر بدولة الاحتلال، فان هذا العالم لا يحرك ساكنا في الدفاع عن القرارات والقوانين والاعراف الدولية التي تعتبر الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة اراضي فلسطينية محتلة وان الاستيطان في هذه الاراضي غير شرعي ويجب ازالته.ان تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية وكذلك الدعم اللامحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة لدولة الاحتلال. وتشجيعها على انتهاكاتها للقرارات والقوانين والاعراف الدولية خاصة القرار ٢٣٣٤ الذي يعتبر الاستيطان غير شرعي ويدعو الى ازالته جميعها تجعل دولة الاحتلال تتمادى في سياساتها في الضم والتوسع والتهويد في محاولة لتحقيق الرؤيا الصهيونية من ان دولة الاحتلال هي من النيل الى الفرات.
لقد آن الاوان للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية للجم السياسة الاحتلالية العنصرية والاقتلاعية بحق شعبنا في الاراضي المحتلة، لان عدم تحركه الفاعل والعملي وفرض عقوبات على دولة الاحتلال، سيؤدي ان عاجلا ام آجلا الى تفجر الاوضاع المتفجرة اصلا. والتي لا تعرف مدتهاوستكون نتائجها وعواقبها وخيمة ليس فقط على المنطقة وانما على العالم قاطبة وفي مقدمة ذلك دولة ا لاحتلال التي باتت سياستها واضحة لكل انسان باستثناء الذين على عيونهم غشاوة او الذين لا يرون الشمس من الغربال.
فتصريحات نتنياهو في الضم والتوسع لا يمكن اعتبارها فقط مجرد دعاية انتخابية لكسب المزيد من اصوات المستوطنين في الانتخابات الاسرائيلية المقررة خلال الشهر الجاري بل هي سياسة هدفها اقتلاع شعبنا سياسة لا يمكنها ان تنجح امام ارادة شعبنا المصمم على مواصلة نضاله التحرري حتى تحقيق اهدافه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بعد ان يتم اقتلاع الاحتلال من على الارض الفلسطينية والعربية ايضا.
وامام هذه السياسة الاحتلالية الاقتلاعية فان المطلوب فلسطينيا ايضا عدم الاكتفاء باصدار بيانات الشجب والاستنكار كما هو حاصل الان. بل يجب مواجهة هذه السياسة العنصرية والاقتلاعية، بخطوات عملية على ارض الواقع لان دولة الاحتلال اصبحت غير مهتمة بهذه البيانات والتصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
واولى الخطوات الواجب اتخاذها هو انهاء هذا الانقسام المخزي والذي اضر بقضية شعبنا والذي تستغله دولة الاحتلال لتنفيذ سياستها لخلق امر واقع جديد على الارض الفلسطينية.
فهل يرتقي الجميع الى مستوى التحديات والمخاطر التي تواجه قضية شعبنا الوطنية وفي مقدمتها الاستيطان السرطاني والتهويد المتواصل؟

Exit mobile version