المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

التدفق في حركة فتح هل ينقطع؟

بقلم: بكر أبوبكر

فكرة أن تقوم حركة فتح من خلال كبار كتابها بالحوار، والمخالفة بالموقف أو الفكرة والنقد هي فكرة الديمقراطية الحقيقية لدينا.

وإن كان للحوار معنى مستحدث هو أن نفكر معا وباعتباره قوة التفكير الجمعي أو استراتيجية مساعدة الناس للحوار معا، فالحوار لا يفترض حصول الموافقة بل يشجع الناس للمشاركة في مساحة المعاني المشتركة ما يقود للقرار ولخطة مشتركة أو لعمل مشترك.

حركة فتح لا تختفي وراء الأزمات، فلا تنكرها ولا تدعي أنها فوق النقد.

إن تلك التنظيمات الفكرانية (الأيديولوجية) التي اختفت وراء أزماتها وفشلها في مفاصل ومواقف وسياسات بل وفي ذات أفكارها امتهنت المظلومية والمحنة وبالتالي نزعت نحو الطهورية والاختصاص بالحق في مقابل الاتهام والاقصاء للمخالف عوضا عن دراسة التجربة والاعتراف بالاخطاء والأمراض وتعديلها.

فتح لا تنكر أخطاءها ومتسلقيها وانتهازييها الكُثُر مطلقا، بل تعمل على أن تتطهر من ذنوبها دوريا فتغتسل.

حركة فتح كما أراها ما كانت يوما عصيّة على الاعتراض، والصوت الصارخ، بل ظلّت بابًا مفتوحًا لصراع الأفكار والإرادات والمفاهيم تلك التي تنهد نحو الهدف الرئيس وهو التحرير لفلسطين وفق أفضل الوسائل التي نختلف بها، ولا نختلف بتاتا على الحوار بشأنها مهما اختلفنا.

فتح ظلت بابًا مفتوحا للولوج اليها بالعطاء والعمل والوعي والابداع هذا في يد، وباليد الأخرى النقد الايجابي أي المقرون بالعمل أو وضع الخيارات التي ينخرط فيها صاحب الفكرة.

حركة فتح في مولجها تتقبل النقد سواء من كوادرها أو من جميع فئات الشعب باعتباره مساحة غير مغلقة بل مرحابة للتعددية بالفكرة وصولا للمسار أو السبيل أو بعرض مجموع السبل والمسارات في سياق التفضيل او الأولوية ما يعني أن في ذلك قطعا قبول ورفض وموافقة واعتراض وهو صلب مضمون النقد والنقد الذاتي في الحركة.

هناك من الآراء التي تفترض أن هذا الموضوع أو ذاك مكانه الإطارالتنظيمي الداخلي اوالبيت الوطني، أوبالمقابل مكانه العلن والجمهور وهذا قابل للنقاش، ويفترض الالتزام بالمباديء والقرار والالتزام بأدب الحوار والاختلاف من الجميع المتحاورين.

وقد يخطيء البعض في العلن لما هو في سياق الإطار وقد يخطئون بالإطار إن قمعوا حرية التعبير وإعطاء أدوارالعمل ضمن الخطة.

إن في عقلية الباب المفتوح والتدفق في منظومة النقد والابداع معًا في حركة فتح إعلاء للكلمة الحرة في سياق الاجتهاد.

متى ما انقطعت أدوات الحوار والنقد والابداع في الحركة تنقطع مياه النهر عن الجريان وهي التي مازالت متدفقة، ومن هنا تأتي القدرة الكامنة في قلب وعقل كل فلسطيني وكل فتحوي صميم حين يعلم ويدرك بكليّته أن الانتماء والولاء هو لفلسطين كما تعلمنا فتح لذا فإن أبواب التدفق لا تنقطع، فالروافد مازالت سليمة، ومصب النهر مازال يتلقى تحية الغيمات الماطرة.

Exit mobile version