المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: ذهب غرينبلات وبقيت فلسطين

غداة إعلان البيت الأبيض استقالة جيسون غرينبلات ، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمفاوضات الدولية، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبينو أمس أن ما يسمى «صفقة القرن» التي زُعم أنها تستهدف حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سوف يتم الإعلان عنها خلال أسابيع، فيما تم كشف عن خليفة غرينبلات في طاقم «الصفقة». وهو مساعد لجاريد كوشنير، يهودي أميركي في الثلاثين من عمره يدعى آفي بيركوفيتش، مما يعني أن هذه الإدارة الأميركية برئاسة ترامب تصر على أن يكون هذا الطاقم مكون منذ البداية من شخصيات أميركية يهودية موالية للاحتلال الإسرائيلي والصهيونية.
إن ما يجب أن يقال هنا أولا أن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وقواه السياسية لا يأسف على استقالة غرينبلات، الذي أثبت على مدار أكثر من عامين منذ تشكيل هذا الطاقم ولاءه المطلق للاحتلال الإسرائيلي وللصهيونية ومعاداته للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، عدا عن استخفافه بالشرعية الدولية وقراراتها التي قال عنها في اجتماع لمجلس الأمن إنها لن تحل القضية الفلسطينية.
لقد تطاول غرينبلات كثيرا على الشعب الفلسطيني ونضاله العادل لانتزاع حقوقه، وتطاول على القيادة الفلسطينية الشجاعة التي تتمسك بالحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا وبالشرعية الدولية وشهد لها العالم أجمع بأنها تعمل من أجل السلام، كما تطاول على شهداء شعبنا وأسراه.
ومهما كانت الأسباب التي دفعت غرينبلات الى الاستقالة فإننا نقول انه ذهب وبقي نضال شعبنا العادل وإصراره على التمسك بحقوقه المشروعة وبقيت قيادته وبقي وفاء شعبنا لشهدائه وجرحاه وأسراه، ولم يرفع شعبنا وقيادته الراية البيضاء أمام ضغوط وتهديدات إدارة القوة العظمى الأولى في العالم المتحالفة مع الاحتلال والموالية للصهيونية.
ونقول باختصار أيضا أن أي قوة على وجه الأرض مهما كان جبروتها لن تستطيع كسر ارادة شعبنا وقيادته ولن تستطيع فرض أي حل لا يستجيب ويلبي الحقوق المشروعة لشعبنا في الحرية والاستقلال واقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين في العودة والتعويض بموجب القرار الأممي ١٩٤.
ومن الواضح أن الصفقة التي يدور الحديث عنها لم تلق دعما وتأييدا سوى لدى الإدارة الأميركية نفسها والدوائر الصهيونية وبعض القيادات الإسرائيلية بينما ستلاقي فشلا ذريعا إذا ما تم إعلانها لأنها تتناقض تماما مع الشرعية الدولية وتستبعد رؤية المجتمع الدولي لحل الدولتين ولا تتعامل مع مختلف جوانب القضية الفلسطينية بموجب القرارات الدولية.
ذهب غرينبلات المؤيد للاحتلال والاستيطان ولتهويد القدس وتشويه نضال شعبنا وبقيت فلسطين بشعبها وقيادتها وفصائله صامدة، وكلنا ثقة أن الفشل الذريع مصير كل أولئك الذين يتأمرون على شعبنا وحقوقه الثابتة ويناهضون العدالة، وسيكتب التاريخ بأحرف سوداء عار كل من وقف مع هذا الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا وحقوقه.

Exit mobile version