المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

تحركات للوسطاء للحفاظ على تفاهمات التهدئة في غزة بعيدا عن شكل الحكومة الإسرائيلية القادمة

لا يزال الوسطاء المتابعون لملف تفاهمات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، يواصلون تحركاتهم سواء المعلنة أو السرية، من أجل استمرار حالة الهدوء، والدفع باتجاه تطبيق باقي بنود الاتفاق، بعد الكشف عن نجاحهم قبل أكثر من أسبوعين في منع اندلاع “حرب رابعة”.
وتؤكد مصادر مطلعة أن اتصالات الوسطاء ومنهم الوسيط المصري، الذي يتحرك في الجانب الخاص بمنع التصعيد العسكري، أجرى مؤخرا اتصالات مع تل أبيب وغزة، بهدف الحفاظ على استمرار حالة الهدوء، إضافة إلى تحركات الوسيطين القطري والأممي، والتي نجحت خلال الأيام الماضية، في إدخال معدات المستشفى الميداني.
وتشير المصادر إلى أن هناك أنباء عن قرب وصول الوفد الأمني المصري مرة أخرى، ليشرع في عقد لقاءات في تل أبيب وغزة، من أجل التأكيد على استمرار العمل بالتفاهمات السابقة، والتأكيد أيضا على أن هذه التفاهمات غير مرتبطة بالشكل السياسي الجديد لحكومة إسرائيل، خاصة وأن الاتفاقيات تحظى بموافقة أجهزة الأمن، التي لا علاقة لها بتركيبات الحكومة السياسية.
يأتي ذلك بعد أن أكدت معلومات أوردها مسؤولون دوليون وعسكريون إسرائيليون سابقون، أن الأوضاع في القطاع كانت تتجه قبل أكثر من أسبوعين نحو “حرب رابعة”، بعد إعلان إسرائيل إطلاق صواريخ من غزة، على إحدى المدن الإسرائيلية القريبة من الحدود، خلال احتفال انتخابي لبنيامين نتنياهو، وأن تحركات الوسطاء وقتها حالت دون ذلك.
وبشكل علني وبعد صمت دام على مدار الأيام الماضية، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أن مصر بذلت جهودا ضخمة لمنع اندلاع حرب بين حركة حماس وإسرائيل.
ويقوم ميلادينوف إلى جانب كل من مصر وقطر، بوساطة التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، والتي أفضت إلى اتفاق لتهدئة الأمور في القطاع، يشمل إقامة العديد من المشاريع الدولية الاغاثية، وذلك بعد انطلاق مسيرات العودة يوم 30 مارس من العام الماضي، والتي شهدت الكثير من الأحداث والتوترات والتصعيد العسكري، وكادت أن تفضي إلى اندلاع حرب رابعة، آخرها قبل أكثر من أسبوعين.
وتطالب الفصائل الفلسطينية بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 13 عاما، والذي رفع من نسب الفقر والبطالة، كما تطالب الوسطاء دوما بالضغط على إسرائيل لتطبيق بنود اتفاق التهدئة دون تباطؤ أو تلكؤ، وكانت الفصائل في مرات سابقة تلجأ للتصعيد الميداني في مسيرات العودة على حدود غزة، ردا على تلكؤ الاحتلال.
وقبل أكثر من أسبوعين أعلنت إسرائيل أن صواريخ أطلقت من القطاع على مدينة أسدود، التي كان يتواجد فيها بنيامين نتنياهو وسط مؤيديه ضمن مهرجان انتخابي، ليتم على الفور إخلاء نتنياهو لمكان محصن، وإلغاء المهرجان، بعد دوي صافرات الانذار.
وشكلت الحادثة وقتها حرجا كبيرا لنتنياهو بين جمهوره ووسط منافسيه، الذين اتهموه بـ”الليونة” تجاه غزة، وقد دفع ذلك نتنياهو لطلب قادة الأجهزة العسكرية والأمنية على عجل، وطلب منهم البدء بشن هجمات عنيفة ضد القطاع، قد تتدحرج لحرب، غير أن قادة المؤسسة العسكرية نصحوه بعدم القيام بذلك، والاكتفاء بشن هجوم على مواقع كثيرة لحماس.
ويتردد أن تلك الحادثة أدت لانخفاض شعبية نتنياهو، وكانت سببا في حصول منافسه بيني غانتس رئيس تحالف “أزرق أبيض” على أصوات أعلى.
وأشار ميلادينوف إلى أن الناس في غزة في “حالة يأس وغضب”، كونهم يعيشون أوضاعا مأساوية، لافتا في ذات الوقت إلى الجهود الضخمة التي بذلتها القاهرة لمنع حرب بين حماس في غزة وإسرائيل، مؤكدا استمرار العمل بشكل كبير لوقف التصعيد، من خلال توفير فرص عمل مؤقتة، والمساهمة في تخفيف أزمة الكهرباء، والتوجه حاليا لحل المشكلة الصحية.
وقد ترافقت تصريحات المسؤول الدولي، مع كشف تقارير إسرائيلية، قيام الوفد الأمني المصري الذي يتوسط بالتهدئة، بزيارة إلى إسرائيل، والاجتماع مع طاقم مكتب نتنياهو ومع رؤساء الاجهزة الأمنية الشاباك والجيش.
ووفقا لما نشر فإن الوفد الأمني المصري متخوف من الفراغ السياسي الذي تعيشه إسرائيل، وتأثير ذلك على الأوضاع في قطاع غزة، وأن التخوفات المصرية جاءت بعد أن كادت الأمور أن تصل إلى الحرب، الأمر الذي دفع بجهاز المخابرات المصري لإجراء هذه الزيارة في هذا التوقيت الحساس.
يذكر أيضا أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق غادي أيزنكوت قال إن جيش الاحتلال كان قريبا جداً من شن حرب على قطاع غزة قبل أسبوعين.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “ليس لدى إسرائيل قوانين أو ثقافة حول شن حرب، فبالإمكان شن حرب مفاجئة من دون أن يدرك أحد كيف حدث ذلك، وهذا كاد يحدث في غزة، قبل أسبوعين، وكاد يحدث في لبنان قبل شهر”.
وبما يؤكد وجود تحركات كبيرة للوسطاء للحيلولة دون اندلاع الحرب، شهدت الأيام الماضية تحركات أخرى علنية، تمثلت في دخول أموال المنحة القطرية التي توزع على الأسر الفقيرة، كما شهدت أيضا دخول معدات المشفى الدولي الميداني، الذي سيقام شمال القطاع، وورد بناؤه في بنود اتفاق التهدئة.
وكانت حركة حماس أعلنت أن الموافقة على إنشاء المستشفى الدولي شمال قطاع غزة جاءت خدمة للشعب الفلسطيني وليس لها أي دلالات سياسية، وأوضحت أنه أمام المطالب التي قدمتها الفصائل للوسطاء للضغط على الاحتلال، تم الاتفاق على إنجازات تتعلق بالقطاع الصحي من أدوية ومستلزمات طبية، والارتفاع بالقدرة على تحسين الخدمات الصحية كجزء من إجراءات كسر الحصار بما فيها إنشاء مستشفى متنقل لتقديم خدمات طبية لأخطر الأمراض التي يعاني منها أهلنا وخاصة مرضى السرطان.

القدس العربي

Exit mobile version