المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

معركة الكرامة الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي

بقلم: سري القدوة

ان مواصلة سلطات الاحتلال تنفيذ سياسة الاعتقال الادراي يعد خرقا فاضحا لكل الاتفاقيات الدولية وتعبير صريح عن استمرار القمع بحق اسرانا في سجون الاحتلال، وبات صمت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إزاء ما يتعرض له الاسرى الابطال من انتهاكات على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية لا معنى له ولا يوجد اي مبرر لهذا الصمت فأين هي منظمات حقوق الانسان الدولية من حقوق الاسري وقضاياهم العادلة، وان المطلوب من هذه المنظمات الدولية وكافة الأطراف المعنية تحمل مسؤولياتها، واتخاذ موقف حازم إزاء ما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، من خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة .

وفى ظل مواصلة سياسة الاعتقال الاداري يقف الاسري الابطال في سجون الاحتلال لا يمتلكون أي سلاح لمواصلة رفض اعتقالهم بشكل تعسفي حيث يخوضون الاضراب المفتوح عن الطعام ضد قرار اعتقالهم الاداري ويواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لهذه السياسة، ويخوض كل من الأسرى المضربين عن الطعام الأسير أحمد غنام مضرب منذ (79) يوماً، والأسير إسماعيل علي (30 عاماً) مضرب من 69 يوما، والأسير طارق قعدان (46 عاماً) مضرب منذ 62 يوما، بالإضافة للأسير مصعب الهندي (29 عاماً) مضرب منذ 7 أيام، والأسير منير باسل صوافطة (36عاماً) مضرب منذ 12 يوم، والأسير أحمد زهران (42 عاماً) مضرب منذ 7 أيام والأسيرة هبه اللبدي (24 عاماً) مضربة منذ 7 أيام، وذكرت تقارير حقوقية ان حياتهم باتت تتعرض للخطر الشديد، فهم لا يخضعون للفحوصات الطبية ويعانون من الاهمال لقضاياهم من قبل ادارة السجون وما زالت حكومة الاحتلال ومدرية السجون العامة ترفض اطلاق سراحهم ضاربه بعرض الحائط كل القوانين الدولية، وان مواصلة الاحتلال احتجاز الاسري الابطال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ورفض ادارة السجون الاسرائيلية الافراج عنهم تعد سياسة ممنهجة وتصفية لا تستهدفهم وحدهم وإنما تطال الحركة الأسيرة كلها، وأن الاسري الابطال لا يخوضون هذه البطولة بشكل شخصى، بل يدافعون عن كل أبناء شعبنا داخل قلاع الأسر وخارجها ويحاكمون الاحتلال على جرائمه ضد أسرانا البواسل .
في ظل هذا الواقع وتلك التضحيات والصمود البطولي لأسرانا في سجون الاحتلال يخوض هؤلاء الاسرى اضرابهم ضد سياسة الاعتقال الاداري حيث يتم اعتقالهم بدون تقديمهم الي المحاكمة، ولذلك بات يلجئ المعتقلين الى الاحتجاج على مواصلة اعتقالهم معلنين الاضراب عن الطعام فى خطوة يكون عنوانها التحدي لهمجية الاحتلال وممارساته القمعية فتحية لهؤلاء الاسرى المضربين عن الطعام والذين يعبرون عن صمودهم ومقاومتهم للمحتل، التحية لكل اسرانا في سجون الاحتلال ولنستمر في مواجهة المحتل حتى تحقيق الحرية والانتصار الكبير، هي تلك البطولة الفلسطينية التي تفوق كل الكلمات، هؤلاء شهداء مع وقف التنفيذ، صامدون وسينتصرون حقا، انها بطولة نقف عاجزين عن وصفها ولا يكون لكلماتنا أي معني امام هذه الارادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين .
ان جرائم حكومة الاحتلال في داخل المعتقلات الاسرائيلية التي تستهدف الاسري في سجون الاحتلال مستمرة حيث أدت لاستشهاد أكثر من 207 مناضلاً، فيما يمارس الاحتلال ابشع أنواع التعذيب والإرهاب بحق أسرى الحرية في 17 معتقلا ومركز توقيف، وان حرب الكرامة التي يخوضها هؤلاء الاسري الابطال ومن سبقهم، هي محطة لمقاضاة الاحتلال على سياسات التعذيب والقهر والإهمال الطبي والعزل، والتفتيش العاري، والتنكيل بأسرانا وأسيراتنا، واعتقالهم الإداري دون محاكمة أو لائحة اتهام، وانتهاكه الفاضحة لمواثيق الأمم المتحدة المتصلة بحقوق الإنسان والاتفاقات الأممية الخاصة بأسرى الحرب.
اننا نتطلع الي ضرورة وأهمية التضامن العربي والدولي ودعم قضايا الاسرى والمطالبة بإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الذي يستخدمهم كرهائن حرب ودروع بشرية لمشروعات الاستيطان والتهويد الاسرائيلي لأرضنا، واننا نتوجه برسالة واضحة للعالم ولكل المنظمات الحقوقية الدولية والي ابناء الشعب الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية من اجل مساندة اسري الحرية في سجون الاحتلال ومن اجل بقاء قضية اسرانا حية ودعما لهؤلاء الاسرى الذين يواجهون خطر الموت من جراء سياسة الاهمال الاسرائيلية وعدم الاستجابة الي مطالبهم العادلة .

سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

Exit mobile version