المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

(( رسالة هامة لقيادة الحركة ))

إياكم والرهان على نقمة وسخط الناس على حكم حماس بغزة ، فوحده لا يعني فوز فتح في أي انتخابات مقبلة.

بقلم: عبدالله نمر أبو الكاس ،،

لقد باتت الإنتخابات الفلسطينية مطلب جماهيري وحلم يراود السواد الأعظم من سكان مدينة غزة ليل نهار , ليتخلصوا من الواقع المؤلم والمرير الذي يعانوا منه ولا زالوا إثر الإنقسام الفلسطيني الذي حدث بفعل الإنقلاب عام 2007 وما خلفه من آثار كارثية وظلم واضطهاد وتردي للأوضاع المعيشية بشكل عام ؛؛ وإنعدام للأمن والأمان وتبدد للآمال بمستقبل أفضل وحياة كريمة .
المواطن الغزي يأمل أن تجري الإنتخابات اليوم قبل غدا لعلها تخرجه من عنق الزجاجة وليضمن مستقبل لأبنائه ,, بعد أن تقطعت كل سبل محاولات رأب الصدع , وتحقيق المصالحة الوطنية , التي تتعثر بعد كل إتفاق ,, والتي كان أخرها اتفاق القاهرة عام 2017 ,, وبعد إنسداد الأفق وشبه إستحالة تحقيقها من خلال هذه الإتفاقيات الموقعة والتي جرت بتدخلات من الأشقاء العرب , فالإعتقاد السائد لدى الجميع بأنه لم يتبقى سوى الانتخابات كي يتخلص المواطن الغزي من هذه المآسي التي حلت به بسبب الإنقسام ..
كما يرى الكثير من المتابعين والمهتمين بأن الإنتخابات بالرغم من تأخرها يمكن أن تكون المدخل الحقيقي لإنهاء الإنقسام , وفرصة ثمينة لتحقيق المصالحة بعد تعطلها ,, وهذا بحد ذاته ومن وجهة نظر البعض مجافاة للحقيقة ولم يصيبها ,, كون اتفاقيات المصالحة السابقة تضمنت نصوصا عن اجراء الإنتخابات , وحركة حماس لا تؤمن بها وتمارس الديمقراطية فقط أمام الكاميرات والخطابات ووسائل الإعلام ,, ولكن على أرض الواقع ليس لها أي علاقة بها ,, ولا تعترف بالأخر ولا بمبدأ الشراكة ,, ولا بالتعددية السياسية ,, وحتى وإن شاركت وقبلت الإنتخابات وكانت في غير صالحها لن تعترف بها ولن تقبل نتائجها ولن تسلم غزة ,, وستستمر بالسيطرة بالقوة العسكرية والمسلحة على غزة .
بعد ورقة الفصائل الأخيرة ورؤيتهم لإنهاء الإنقسام والمقدمة لحركتي فتح وحماس ,, أبدت حركة حماس موافقتها وبإنتظار موافقة حركة فتح , ولحتى اللحظة الموقف الرسمي لفتح لم يصدر ولكن ضمناً بات معلوم الرد حسب موقف فتح الثابت من المصالحة وهو أننا لسنا بحاجة لمبادرات ورؤى أو أفكار جديدة ,, وعلى حماس تنفيذ اتفاق القاهرة الأخير إن كانت جادة فعلا بالمصالحة ,, كما اعتبر البعض أن إعلان الرئيس أبو مازن وخلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أعمال دورتها الرابعة والسبعون عن الدعوة للانتخابات فور عودته لأرض الوطن بمثابة رد أخر على الورقة المقدمة ,, وكل ذلك في إطار التكهنات والتوقعات ما لم يصدر الرد الرسمي حول هذه الورقة .
هذا كله في الجانب الشكلي من الموضوع ,, فلو افترضنا جدلاً ما هو موقف حركة حماس من المطالبة بإجراء الانتخابات ؟؟ فحتماً ستوافق من حيث المبدأ العام ،، ولكن ستكون موافقتها مشروطة كالعادة بأن تكون الإنتخابات شاملة وعامة ،، رئاسية وتشريعية ومجلس وطني ،، لتضع العربة أمام الحصان من جديد ,, كون الرئيس أبو مازن يطالب في انتخابات تشريعية أولاً وهذا ما سترفضه حماس وتتمسك بالإنتخابات العامة لتكن لديها ذريعة بالسيطرة على غزة ..
وفي حال موافقة حماس وصدور مرسوم رئاسي بتحديد موعد الانتخابات نأتي للجانب الأخر والموضوعي واستعدادات حركة فتح الأمر الذي يضعنا في جملة استفسارات منها

(هل حركة فتح جاهزة لخوض الإنتخابات ؟؟)

(وفي حال مشاركتها ما نسبة فرصها للفوز ؟؟ )

(وهل نراهن فقط على حالة النقمة والغضب وسخط الناس على حكم حماس بغزة طوال الفترة السابقة وهل ذلك وحده يكفي لفوز فتح ؟؟ )

(وفي حال فازت فتح ما الضمانة لتسلم حماس غزة بطريقة سلسة ولا تستقوي بقوة السلاح مرة أخرى ؟؟ ) .

كل هذه الأسئلة موجهة لقيادة الحركة ومطالبة بالإجابة عنها والتريث قبل الإنزلاق من جديد في متاهة ونفق لا نعرف كيفية الخروج منه .

فمن باب الأمانة الوطنية ,, وتحمل المسئولية التنظيمية والاخلاقية ,, وكون أهل مكة أدرى بشعابها نوجه رسالتنا هذه للقيادة الفتحاوية بكل صدق وإخلاص ,, لا نبتغي فيها سوى الحرص والخوف على مستقبل الحركة ,, وكي لا نعود للمربع الأول ,, ونأمل أن يلقى حديثنا هذا آذان صاغية ,, ويؤخذ بعين الإعتبار , ولا يهم كلام من يقلل أو يشكك بشأن واقعنا الفتحاوي المرير من عدمه ,, ومن ينكر ذلك الواقع فليتفضل ويثبت للقيادة عكس ما نقول وليتحمل المسئولية كاملة في أي إنتخابات قادمة أمام القيادة والجماهير طالما بقيت الأوضاع على ما هي ..

فلو تحدثنا بواقعية حول واقع حركة فتح فللأسف الأوضاع التنظيمية في قطاع غزة سيئة للغاية ,, ويعيش أبناء حركة فتح أسوأ أحوالهم ؛؛ بسبب ما آلت إليه الظروف التي ساهمت قيادة الحركة بخلق جزء أساسي منها ,, ويمكن لهذا الواقع أن ينعكس سلباً على مستقبل حركة فتح ومن غير المستبعد أن نشهد عزوف جزء كبير منهم عن المشاركة في أي انتخابات مستقبلية قد تُجرى ويمكن أن تؤدي إلى نتائج غير مرجوة .
فمنذ تاريخ الإنقلاب قيادة الحركة لم تلتف لحركة فتح ولا لأبنائها ,, ولا تهتم لشئونهم ,, ولا لمشاكلهم ,, ولم تقف بجانبهم ,, ولم تنصفهم ,, ولم تمنحهم حقوقهم ,, ولم تدافع عن حقوقهم أمام الحكومات المتعاقبة ,, وتركت الكل ينهش بهم , وكان الفتحاوي في غزة وحده من يجب عليه أن يكتوي بهذه النار التي طالت عائلته وأسرته ,, وبات في غزة عاجز عن الدفاع عن نفسه ,, ومواجهة الاخرين بالدفاع عن فتح ,, وقيادتنا لا تكثرت لهم ولا لمعاناتهم وهمومهم ,, ولم تصغي لهم يوماً ,, ولم تجب على مطالبهم ولا رسائل المناشدات ,, ولا المطالبات بالإلتفات لهم ,, فكانت حالة التهميش واللامبالاة ,, ولا زالت هي سيدة الموقف إلى يومنا هذا ,, وكانت المبررات غير منطقية حيث كانت تتنصل القيادة من مسؤوليتها بالتذرع بوجود الإنقلاب وكأن فتح هي وأبنائها من تسبب به وتركوا أبناء فتح في مهب الريح يواجهون تارة حماس وقمعها وتارة أخرى الأجسام الموازية التي كانت تعمل في ظل حالة الفراغ التي تسلل منها البعض بسبب قلة الإمكانيات ونقص الموازنات .
لذا يتطلب على قيادة الحركة وقبل الذهاب لأي إنتخابات ولضمان تحقيق فوز ونصر العمل على معالجة كل هذه القضايا ,, وتدليل كافة العقبات ,, وحل الإشكاليات العالقة ,, التي بتركها يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات حال جرت دون حلها ..
ومن أهم هذه الخطوات التي يجب إتخاذها ,, أولاً إعادة ترميم وبناء جسور الثقة من جديد ما بين القيادة الفتحاوية والاطر العاملة والقواعد التنظيمية ,, وتحقيق الوحدة والمصالحة الفتحاوية الداخلية الشاملة كي لا نذهب لأي انتخابات فريقين أو أكثر ولا منقسمين ,, ولا مشتتين ,, لضمان أيضاً عدم مقاطعة جزء من الفتحاويين عن المشاركة في الانتخابات بسبب حالة التيه والإرباك الفتحاوية ,, فلنتمم وحدة فتح ولنتوحد فتحاوياً ,, وليعلم الجميع أن لا قوة للأخرين إلا بضعف فتح وتشرذمها ,, وطالما فتح موحدة وعلى قلب رجل واحد فسيخشاها الأخرون ,, فبوحدة فتح أيضاً نتقدم ونحمي المشروع الوطني ونواجه كل المخططات التصفوية ,, والصفقات المشبوهة التي تستهدف وجودنا ,, وتنتقص من حقوقنا المشروعة .
كذلك يتطلب على قيادة الحركة مطالبة قيادة غزة بحصر كل الإشكاليات التي نجمت عن الإنقلاب وتداعياته ,, ورفعها للقيادة لحلها وفق مدد زمنية محددة ,, ومنها الرواتب المقطوعة وحل عادل وجذري لملف تفريغات 2005 ,, وشركة البحر وتفريغات ما بعد 2005 ,, ودورة قريش ,, والبطالات الدائمة ,, وإعادة العلاوات التي تم وقفها سابقا ,, ووقف التقاعد المالي ,, وتجميد أي إجراءات تقاعدية ,, ووقف الخصومات على الرواتب التي بدأت من راتب شهر مارس عام 2017 ,, وجدولة مستحقات الموظفين ,, والعمل على تصليب عود أبناء الحركة وخاصة العاملين في الأطر التنظيمية الذين على رأس عملهم ,, والعمل على تفريغ العاطلين عن العمل منهم ,, وتسوية أوضاع المفرغين منهم ,, لأنهم الجنود المجهولين وهم الجدار الأخير للحركة في غزة , هؤلاء من عانى ولا زال يعاني إلى يومنا هذا بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة وملاحقة أجهزة حماس لهم ومطاردتهم واعتقالهم في كل مناسبة وطنية أو فتحاوية أو دفاعهم عن الحركة ومواقفها وشرعيتها ,, وهم من سيقع على عاتقهم مواصلة الليل بالنهار من أجل إنجاح قوائم فتح في أي انتخابات .
وعليه نأمل من قيادة الحركة والرئيس أبو مازن وقبل إقرار الإنتخابات التباحث وأخذ رأي قيادة الحركة في غزة وغير ذلك يعتبر استخفاف واستهانة بفتح غزة , وبمثابة النظر لغزة وفتح غزة كأنهم عمال أو عبيد فقط يتلقوا الأوامر وعليهم التنفيذ دون إبداء أي رأي أو موقف ولا كأنهم جزء من الحركة .

إن كل ما ذكر أعلاه لا يعني أننا ضد الإنتخابات أو سنتهرب من مسؤلياتنا بل كنا ولا زلنا متمسكين بالحركة ومحافظين على لحمتها , وسواعدنا لازالت مشمرة , وعملنا وسنعمل في أحلك الظروف وفي الساعات الحرجة رغم القهر والتهميش ,, وسنظل نعمل ونحافظ على فتح مهما كانت تحفظاتنا على مواقف القيادة ,, ونظرتها السلبية لفتح غزة فسنكون عند حسن ظن فتح بنا ولن نخذلها كما خذلونا ،، ولكن وجب التنويه .

والله من وراء القصد

وإنها لثورة حتى النصر وعاشت فتح .

Exit mobile version