المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بشأن “لسنا مغتربين بل لاجئون”.. نبيل شعث يَرُد على فوزي إسماعيل

أعرب نبيل شعث، رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، عن استهجانه لما ورد على لسان د. فوزي إسماعيل، رئيس أحد الاتحادات الأربعة للجاليات الفلسطينية في أوروبا، وهو الاتحاد الذي ينتمي إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وقال شعث في مقال وصل “دنيا الوطن” نسخة عنه: “أستهجن تماماً، وأستغرب تكرار المقولة غير المعقولة التي تدعي أن مجرد تسمية الفلسطيني الذي يعيش في الغربة، كمواطن في أوروبا (مغترباً) بدلاً من أن نسميه (لاجئاً) فإن ذلك يفقده حق العودة إلى وطنه”.

وأضاف: “لقد سبق لي أن ناقشت الأخ ماهر الطاهر، القائد الفلسطيني من الجبهة الشعبية، المسؤول عن تنظيمها الخارجي في بيروت، وأعتقد أنني أقنعته تماماً بخطأ هذا التفسير، فالمغترب اللبناني، يستعيد جنسيته فور عودته إلى لبنان، إن كان قد فقدها، ونفس الشيء ذاته ينطبق على المغترب المصري والسوري والعراقي والإيرلندي، ومن حقهم جميعاً التمتع بجنسيتين جنسية الوطن الأصلي، وجنسية بلد الاغتراب”.

وتابع شعث: “مشكلتنا في الاحتلال الإسرائيلي العنصري الذي لا يريد لنا العودة إلى بلادنا، حق العودة هدف رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، تماماً كحقنا في إنهاء الاحتلال (الصهيوني) وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وقال رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية: إن هذا الالتزام الذي يتفق مع القانون الدولي يشمل:

1. كل من أجبر على الهجرة من بلاده وعائلته وأولاده وأحفاده وذريتهم.

2. كل من غادر فلسطين أو لم يكن فيها عندما قامت دولة إسرائيل العنصرية على أراضيها أو ترك فلسطين بعد ذلك وحرمته إسرائيل من العودة إليها، وذلك يشمل زوجته وأولاده وذريتهم.

ويقول شعث: “غادر أبي يافا في العام 1946 نتيجة صراع مع حكومة الانتداب البريطاني، وانتقلنا إلى مصر قبل النكبة، ولم أشك يوماً في حقي بالعودة إليها”.

وأضاف: “لم يغادر النصف مليون فلسطيني، الذين يعيشون في تشيلي فلسطين في زمان النكبة، وإنما في القرن 19 مطلع القرن العشرين، ولكن حقهم في العودة مطلق ولا يستطيع أحد إلغاءه”.

وقال شعث: منظمة التحرير الفلسطينية ، قيادة الشعب الفلسطيني ومرجعيته، أسّست دائرتين: إحدهما للاجئين والثانية للمغتربين، الأولى تعنى باللاجئين في فلسطين، وهم يمثلون 70% من سكان قطاع غزة و50% من سكان الضفة، كما تعنى باللاجئين في لبنان وسوريا والأردن، وجميع هؤلاء مسجلون في منظمة غوث اللاجئين (أونروا)، ويعيش الجزء الأكبر منهم في مخيمات ومعسكرات اللاجئين، وتقوم هذه الدائرة التي يرأسها الأخ أحمد أبو هولي بمسؤولية العمل مع (أونروا) وتمويل وتحسين خدماتها وحل المشكلات التي يواجهها اللاجئون في فلسطين ودول الطوق وبالأخص في سوريا ولبنان.

وتابع شعث: أسست المنظمة دائرة المغتربين منذ 11 سنة وترأسها طيلة هذه المدة حتى العام الماضي الأخ تيسير خالد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ثم تولاها منذ عام الرئيس محمود عباس، وكلفني بإدارتها، وهي تعنى بالفلسطينيين في الغربة خارج فلسطين ودول الطوق، مشاكلهم مختلفة ويعيش جزء منهم في شمال أفريقيا والخليج والعراق وجزء كبير منهم في أوروبا والأمريكيتين وأستراليا، الجزء الأكبر في الدول الأوروبية والأمريكيتين وأستراليا حصل على جنسيات تلك الدول، وأقام وعمل فيها سنين طويلة تدفقوا في العام 1860 ثم في 1916، 1948، 1967، 1982، 1991، 1992، 2015 – 2019 لأسباب مختلفة، جميعهم له حق العودة إلى وطنهم، ولكن مشاكلهم واحتياجاتهم تختلف عن مشاكل واحتياجات أقرانهم في الضفة وغزة ولبنان وسوريا.

وأضاف: هؤلاء قاموا بتشكيل جاليات لهم في بلاد الغربة والتزموا بدعم قضايا وطنهم الأصلي فلسطين، والعودة لها عندما يصبح ذلك ممكناً، وبذلوا الجهد لتنظيم أنفسهم ولتوحيد جالياتهم ولدعم وطنهم فلسطين.

وقال رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية: هؤلاء الذي يعيشون في خارج أوطانهم لاجئين أو مغتربين لهم حقوق ثابتة، هم نصف الشعب الفلسطيني، من حقهم أن يمثلوا في المجلس الوطني الفلسطيني، ويشاركوا في اتخاذ القرارات الوطنية ومن حقهم أن يطلعوا على كل تطور، وأن يزوروا وطنهم وأن يعودوا إليه، لكي يكون ذلك كله ممكناً لا بد من تنظيم وتوحيد جالياتهم وخلق علاقة وثيقة بين هذه الجاليات ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وتابع: لذلك أُسست دائرة المغتربين في المنظمة، تحاول الدائرة توحيد الجاليات؛ لتمكينها من تعميق تواجدها ونفوذها، لتمكينها من انتخاب ممثليها من المجلس الوطني ولربطها المستمر بالوطن، وتمكين أشبالها ورجالها ونسائها من الارتباط بالوطن وزيارته والاستفادة من إمكانياته كافة.

وشدّد شعث في مقاله على أنه لذلك لا بد من إطار ديمقراطي لانتخاب القيادة الموحدة للجالية في إطار التعددية إطاراً لا يقصي أحداً ولا يقتصر على بعض الفصائل السياسية وإنما يشمل الجميع، هذا ما عرضناه على قيادات هذه الاتحادات ومن بينها د. فوزي إسماعيل، رئيس أحد هذه الاتحادات.

وأضاف: “سبق ذلك لقاء مع قادة الجبهتين الشعبية والديمقراطية وفتح في بيروت، واجتماع لقادة الفصائل جميعاً في رام الله.

وأردف: لقد عرضت عليه وعلى الدكتور جورج رشماوي، رئيس الاتحاد الذي تنتمي قيادته للجبهة الديمقراطية، كما عرضت على قادة الفصائل الفلسطينية جميعاً مشروعاً تتبناه دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير؛ لتشكيل لجان تحضيرية في كل قطر تمثل الفصائل الفلسطينية والمستقلين فيه، لكي تشرف على انتخابات ديمقراطية تحافظ على التعددية وتؤدي إلى انتخاب قيادات في كل قطر، ثم تمثل في مؤتمر عام في أوروبا بأكملها لانتخاب قيادةٍ لاتحاد عام واحد للجاليات الفلسطينية في أوروبا ثم تتكرر هذه الانتخابات للوصول إلى اتحاد عام عالمي للجاليات الفلسطينية.

وأضاف: يكون ذلك كله في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وميثاقها وبرنامجها السياسي، بإشراف ودعم دائرتها المتخصصة في خدمة المغتربين.

وشدّد شعث على أننا “قلنا بوضوح للجميع نحن لا نريد إقصاء أحد وللمغتربين جميعاً سواءً انتموا إلى الفصائل أو لم ينتموا إليها، لهم جميعاً الحق في المشاركة في اختيار قيادة الجاليات، ولذلك رفضنا اقتراح الدكتور جورج رشماوي، رئيس الاتحاد المنتمي للديمقراطية، باقتصار الاجتماع على التنظيمات الثلاثة (الجبهتين الشعبية والديمقراطية وفتح).

وقال: فكرة اجتماع اسطنبول المقترح قائمة على فتح الباب للجميع بالمشاركة بما في ذلك المرأة والشبيبة والأطفال والمفكرين والأطباء ورجال الأعمال والتنظيمات السياسية كافة.

وأضاف: “نحن نرفض فكرة د. فوزي اسماعيل برفض تمثيل منظمة التحرير إلا عندما تتطور وتتغير، نحن مع التطوير والتغيير ولكننا لا نغير من انتمائنا لمنظمة التحرير وبرنامجها وميثاقها السياسي ولجنتها التنفيذية ومجلسها الوطني، و نرفض إقصاء أحد، ثم إن ميثاق المنظمة يؤكد أن كل فلسطيني أينما وجد هو عضو في منظمة التحرير، وحدانية التمثيل للمنظمة سلاح قوي لتحقيق الوحدة الوطنية والحفاظ على القضية .

وقال رئيس دائرة المغتربين في منظمة التحرير: لم أفقد الأمل أبداً في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وميثاقها وبرنامجها السياسي وأولوياتها الوطنية.

وتساءل: كيف نواجه النظام العنصري الإسرائيلي الذي يحتل بلادنا برئاسة نتنياهو، وحليفه الأمريكي برئاسة ترامب بدون وحدة وطنية؟ كيف نستعيد الوحدة الإقليمية بين غزة والضفة بدون وحدة وحدة وطنية.

وأضاف: أدرك الصعاب التي نواجهها في استعادة الوحدة الوطنية بين غزة والضفة رغم كل المحاولات لتحقيقها ومساعدة مصر الشقيقة، لكني حقيقة لا أفهم ما الذي يمنعنا من تحقيق هذه الوحدة بين أبناء شعبنا في أوروبا سواءً أسميناهم لاجئين أو مغتربين مع إصرارنا الكامل على حقهم في العودة؟

وقال: ليسمح لي الأخ الدكتور فوزي إسماعيل بسؤاله لماذا لم يسم اتحاده في أوروبا اتحاد اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا بدلاً من اتحاد الجاليات والمؤسسات في أوروبا؟ لكي يكون منطقياً في رفضه تسمية دائرة شؤون المغتربين بهذا الاسم.

وتابع: سوف نواصل كل الجهود لتحقيق وحدة الجاليات الفلسطينية خارج الوطن، وهي جاليات مغتربين فلسطينيين لهم حق العودة إلى بلادهم وحق المشاركة في قرارات قيادتهم، وحق النضال من أجل تحريرها وحق المشاركة في تنمية اقتصادها وحق الضغط على الدول التي يعيشون فيها ويتمتعون بجنسياتها لتعديل سياستها خدمة لوطنهم فلسطين وتثبيتا لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وحق اللاجئين والمغتربين الفلسطينيين جميعاً بالعودة إليها.

وقال شعث: إن الظروف الراهنة التي نمر بها جميعاً وما يعصف بقضيتنا الوطنية من مخاطر محدقة تهددها بالتصفية والإنهاء، يؤكد حاجتنا الماسّة وبلا تأجيل، لتوحيد الجاليات الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية، من الأدنى إلى الأعلى، وصولاً لمؤتمر عالمي موحد للجاليات الفلسطينية في العالم.

وأضاف: أن وجود اتحادات وروابط للجاليات ذات طبيعة فصائلية وحزبية، مع غياب الإطار الموحد والافتقار للحد الأدنى من التنسيق، يبدد الجهود ويشتتها، ولا يمكن له أن يستوعب الطاقات المتاحة والممكنة للجاليات، ويبقي قطاعات مهمة، خارج دائرة النشاط والفعاليات للجاليات، وعليه فإننا نؤكد على استمرار عملنا للوصول إلى الهدف المنشود بوحدة الجاليات الفلسطينية، ونناشد الجميع بالانخراط في مهمتنا الوطنية الكبرى خدمة لأبناء شعبنا وقضيتنا الوطنية، والترفع عن الخلافات الحزبية الضيقة.

دنيا الوطن

Exit mobile version