المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“زيتون نابلس” بين هجمات المستوطنين وصمود المزارعين

بسام أبو الرب

في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، توجه المواطن خالد صلاح رواجبة وعائلته من قرية روجيب، إلى أرضه المحاذية لمستوطنة ” ايتمار” شرق نابلس، ليسابق الزمن ويقطف ما يستطيع من ثمار الزيتون.

الوقت ليس لصالحه، فالمستوطنون يتربصون بكل من يصل هذه الاراضي، التي لا يدخلها سوى ساعات وفي أوقات محددة من العام، بسبب إجراءات الاحتلال.

ما هي إلا ساعة حتى انهالت الحجارة على العائلة من قبل مجموعة من المستوطنين بالقرب من مدخل المستوطنة، وحالت إرادة الله دون وقوع إصابات في صفوف العائلة، التي تصدت للهجوم بدورها ودحرت المستوطنين.

يعرض مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، خريطة توضح حجم الاعتداءات التي نفذها مستوطنون منذ بداية موسم قطف الزيتون للعام الحالي، وتصاعدها في ريف نابلس.

لا تمر دقائق حتى يتلقى دغلس مكالمة هاتفية تؤكد تعرض عائلة فلسطينية لهجوم من قبل المستوطنين، اثناء قطفها الزيتون بالقرب من مستوطنة” ايتمار” شرق نابلس، وكان قد أبلغ بعملية إغراق الحقول الزراعية بالمياه العادمة في أراضي دير الحطب من قبل المستوطنين، وطرد المزارعين من الاراضي واحتجاز بعضهم من قبل جنود الاحتلال.

وأكد دغلس لـ “وفا”، انه حتى صباح اليوم الأحد، تم رصد أكثر من 62 اعتداء من قبل المستوطنين منذ بداية موسم الزيتون، منها 7 اصابات جسدية.

وقال، “إن معظم الاعتداءات جاءت بين استهداف المواطنين ومتضامين أجانب، وإصابة بعضهم، وسرقة ثمار الزيتون وقطع الاشجار وحرقها ومنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم”.

وأضاف أن قرية بورين جنوب نابلس سجلت أكثر الاعتداءات التي وصلت إلى 12 اعتداء من استهداف المزارعين وسرقة وحرق الأشجار، فيما سجلت قريوت جنوبا ما يقارب 10 اعتداءات من هجوم ومنع المواطنين من قطف الزيتون.

وتابع: تم رصد اعتداءات في غالبية قرى ريف نابلس، وهناك توقعات بتصاعدات وتيرتها في الأيام المقبلة، تحت حماية جيش الاحتلال وغطاء من قبل حكومة الاحتلال.

ودعا دغلس إلى هبة لمساعدة المزارعين من أجل جني محصول الزيتون خاصة في المناطق القريبة من المستوطنات.

الى ذلك، ذكر تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، أن القرى الفلسطينية تتحول في موسم قطف الزيتون إلى ساحة مواجهة ساخنة أكثر بين المواطنين والمستوطنين.

وأوضح التقرير الذي يغطي مجمل الانتهاكات التي سجلت خلال الفترة من ( 19-25 اكتوبر/تشرين الأول الجاري)، أن هؤلاء المستوطنين يجاهرون بدعمهم لمنظمات الارهاب اليهودي العاملة في الضفة الغربية، ومنها منظمة “شبيبة التلال” المتطرفة، التي ترفض حكومات اسرائيل تصنيفها كمنظمة ارهابية، وتفضل تصنيفها كتنظيم غير مرخص.

وأضاف، أن هذه المنظمة المتطرفة تتفرع منها عددا من المنظمات الارهابية، منها: تنظيم “تمرد”، وهو تنظيم يهودي إرهابي انبثق من حركة “شبيبة التلال” اليمينية المتطرفة الإرهابية بنسخة أكثر تنظيمًا وتشددًا، ويضم شبانًا تتراوح أعمارهم من 16 إلى 25 عامًا يتم اختيارهم بعناية فائقة. ويعمل تنظيم “تمرد” في مناطق الضفة الغربية، حيث يتجمع أفراده في البؤر الاستيطانية، ويعقدون اجتماعاتهم بسرية تامة، ويتزعمهم حفيد الحاخام المتطرف “مئير كهانا”، وهو التنظيم المسؤول عن إحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما، وقتل ثلاثة من أفرادها، وإحراق كنيسة الخبز والسمك على ضفاف بحيرة طبرية، وإحراق سيارات وممتلكات المواطنين في القرى والبلدات المحيطة بمستوطنة “يتسهار” وبؤرها الاستيطانية المنتشرة في المنطقة.

وأكد التقرير ان اكثر من 3500 دونم في محافظة نابلس لا يسمح الاحتلال الدخول إليها إلا بتنسيق مسبق لبضعة أيام في السنة.

Exit mobile version