المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

في ذكرى رحيل رجل الثوابت “أبو عمار”

القائد الرمز الشهيد ..ياسر عرفات “أبو عمار” حكاية شعب أحد القادة العظام في العالم خلال القرن العشرين خاض نضالا وجهادا لا يلين طوال أكثر من نصف قرن على مختلف الجبهات وهو من أعاد الحياة لاسم فلسطين .

الأب المعلم “المارد الأسود” الرمز ياسر عرفات – أبو عمار بزيه الزيتي القاتم وكوفيته الفلسطينية التي لم يتخلى عنها في أي محفل من المحافل وبشخصيته الكاريزمية شكل ياسر عرفات الذي أصبح رئيسا منتخبا للسلطة الفلسطينية رمزا للنضال الفلسطيني منذ أكثر من أربعة عقود. وقد برهن عرفات الذي يبلغ من العمر75 عاما على قدرة غير عادية للخروج من أشد الأوضاع خطورة ولأن الجبل لا تهزه الرياح أعلنها أبو عمار مدوية ليسمعها القاصي قبل الداني شهيداً….. شهيداً….. شهيداً……. هذا دربي واختياري منذ عقود طويلة.

ستمنعون الشمس والهواء عني لن أتنازل, ستحجبون عني الدواء والغذاء, الله خلقني ولن ينساني, القدس مطلبي, وركعة في المسجد الأقصى المبارك غايتي التي لا تناظرها غاية, الطريق طويل, لكن النفس أطول والهجمة الشرسة تقابلها إرادة حديدية أنتجتها سنوات من اللجوء والتشرد.

إن ذكرت فلسطين . ذكر عرفات . وإن قلت عرفات عرف الروسي والكوبي والصيني والصربي والأثيوبي والأمريكي والباكستاني والهولندي ……… أنك تعني فلسطين .

لقد ظل رئيسنا أبو عمار وفياً للثوابت التي أمن بها , كقضايا القدس واللاجئين والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف حيث لا يختلف أحد من المؤرخين على التاريخ النضالي المشرف لهذا الفلسطيني الذي حمل الهم الفلسطيني فى قلبه وعلى كاهله ,طوال أكثر من أربعة عقود .

أربعون عاماً في رئاسة اللجنة المركزية لحركة فتح وست وثلاثون عاماً على رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعشر سنوات على قمة هرم السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.. خلال هذه المسيرة الطويلة، والتي تشكّل بلا أدنى شكّ مرحلة مهمة من التاريخ الفلسطيني المعاصر، انفردت شخصية ياسر عرفات بنمط خاص في واحدة من أعقد الثورات المعاصرة، نمط قد لا يتكرر كثيراً بطابعه وخصائصه ومفارقاته.. وإشكالياته.

ولد ياسر عرفات في القاهرة في 4 آب من عام 1929، وهو الابن السادس لأب كان يعمل في التجارة، وهاجر إلى القاهرة عام 1927 وعاش في حي السكاكيني، وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره أرسله والده إلى القدس، وهناك بدأ وعيه يتفتح على أحداث ثورة 1936، ورغم أنه اشتهر باسم ياسر عرفات، فإن اسمه الحقيقي هو محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة.

في عام 1937 عاد مرة أخرى إلى القاهرة ليعيش مع عائلته، ثم التحق بكلية الهندسة في جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليا) حيث تخصص في دراسة الهندسة المدنية وتخرج منها عام 1951، وعمل بعدها في إحدى الشركات المصرية، وخلال فترة دراسته كون رابطة الخريجين الفلسطينيين التي كانت محط اهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام المصرية آنذاك، واشترك إلى جانب الجيش المصري في صد العدوان الثلاثي عام 1956.

ويحيط الغموض ببعض تفاصيل حقبة شباب ياسر عرفات، وذلك بسبب ولعه المبكر بالتحلي بصفات الزعامة، واتخذ اسم “ياسر” وكنية “أبو عمار”، أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني استشهد وهو يكافح ضد الانتداب البريطاني؛ وظهرت مواهبه منذ سنوات شبابه المبكر كناشط وزعيم سياسي.

فياسر عرفات خالد في الذاكرة الجماعية الوطنية الفلسطينية والعربية والإسلامية ولدى أحرار العالم كقائد وزعيم وطني فلسطيني عروبى لم ييأس من النصر حتى في أحلك الظروف رفع في بيروت شعار هبت روائح الجنة، عندما اقترب منها الإسرائيليون، ورفع في مراحل عديدة من الجزر الثوري شعار.. “يا جبل ما يهزك ريح”.. شعب الجبارين .. إنه العنقاء.. وطائر الفينيق.. الذي يخرج دوماً من تحت الرماد أقوى واصلب من السابق .. فحين ضرب مقره في رام الله بالصواريخ وحاصرته الدبابات الإسرائيلية قال لشبعنا وللعالم.. “يريدوني أما أسيراً أو طريدياً أو جريحاً وأنا أقول لهم شهيداً.. شهيداً… شهيداً “..وقال اللهم اطعمنى الشهادة في بيت المقدس – ومن الله عليه بالشهادة بعد حصار مكتبه ثلاث سنوات من الصمود الاسطورى فكان شهيد الحق والحرية .

لقد رحلت عنا يا قائدنا ويا معلمنا لقد انتقلت روحك إلى علياء المجد والخلود عهداً علينا أن تبقى حي في ذاكرتنا لن ننسى كفاحك من أجل الحرية رحل التي تربى بين الجبال وفى ساحات المعارك والتي يرقد الآن على مقربة من الأقصى داعياً إيانا أن نواصل العمل على أن نفك الأقصى وأن نجعل من هذه الأرض ساحة للسلام والأمن والاستقرار , لقد غادرتنا مكللاً بالمجد والفخار سنبقى على دربك يا سيدي سنكمل المشوار .

Exit mobile version