المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

لا إنتخابات دون القدس العاصمة… !

بقلم: د. عبدالرحيم جاموس

تجمع كافة الفصائل الفلسطينية على عدم اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية دون مشاركة القدس العاصمة ..إلا ان حركة حماس التي بدأت تمارس الضغوط وتطالب الرئيس ابو مازن بسرعة اصدار مرسوم الإنتخابات قبل ان تكتمل الشروط الوطنية لإجرائها ، كأنها لامانع لديها من ذلك ،وهي تعلم مدى جدية الرئيس في اجراء الإنتخابات والتي اعلن عنها خلال كلمته في الجمعية العامة في سبتمبر الماضي ..
لكن الرئيس ومعه جميع اعضاء القيادة الفلسطينية وكافة الفصائل الوطنية والمنظمات والإتحادات الشعبية والنقابات المهنية ، وكافة النخب الثقافية والسياسية على اختلاف الوانها واطيافها ، ترفض تحت اي ضغط او اي اعتبار ان يجري استثناء القدس من الإنتخابات أو ان تجري بدونها تحت أي اعتبار.
الإنتخابات يجب ان تجري في القدس والضفة الفلسطينية وقطاع غزة بإعتبارهم وحدة جغرافية واحدة غير قابلة للتجزئة او النقصان ، وإعتبار القدس اولوية خاصة لكونها عاصمة الدولة الفلسطينية ، وتأكيدا لرفض الشعب الفلسطيني وقيادته لكافة الاجراءات الاحادية التي اقدمت عليها سلطات الإحتلال بهدف تغيير الوضع القانوني للقدس وطمس هويتها الوطنية ، كما يمثل هذا الموقف الثابت للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابومازن بمثابة تأكيد جديد على الموقف الفلسطيني الرافض للمواقف والاجراءات التي اتخذتها الادارة الامريكية بإعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني و ما تبعه من اجراء لنقل السفارة الامريكية اليها، ورفضا لموقف الادارة الامريكية بإعتبار ان الاستيطان عملا غير مخالف للقانون ولايشكل عقبة امام السلام ..
هل تدرك حماس ومشايعيها هذا المعنى ، وماذا تعني ضرورة ان تكون القدس مشمولة وفي المقدمة وأولا في اي اجراء يتعلق بالعملية الإنتخابية سواء الخاصة بالتشريعية او الرئاسية او الوطنية..؟!
لذا نقول لحماس وللعدو الصهيوني وللولايات المتحدة ولكافة دول العالم وبالفم المليان (لا إنتخابات بدون القدس ، ولا رضوخ لرغبات ترامب وادارته،ولا رضوخ للإحتلال واهدفه في استثناء القدس من الإنتخابات والتسليم له بمخططاته الهادفة الى ضم القدس واخراجها من اية مفاوضات او تسويات قادمة ،فما ينطبق على الاراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة وبقية انحاء الضفة ينطبق ايضا على القدس العاصمة ).
على حركة حماس ان تدرك هذة الحقيقة ، وان تتصرف على ضوئها و على اساسها كما هو موقف وتصرف الرئيس ابومازن وكافة الفصائل والنخب الوطنية.
ما تمارسه حركة حماس من ضغوط على الرئيس للتسريع بإصدار مرسوم الإنتخابات حسب تصريحات ناطقيها وفي مقدمتهم موسى ابو مرزوق يأتي في غير محلة ، قبل الحصول على الموافقات اللازمة لإجراء الإنتخابات في القدس مثل بقية المناطق الأخرى ، بل يأتي متساوقا مع مواقف العدو الذي يحاول استثناء القدس من اية انتخابات ، لما تمثله العملية الإنتخابية بحد ذاتها من اعتراف واقرار منه بالولاية الوطنية الفلسطينية على القدس المحتلة وسكانها شأنها شأن بقية الاراضي الفلسطينيةالمحتلة.
اذا ما اضيف هذا الموقف المتعجل من حركة حماس الى ما تضمنه خطاب موافقتها على الإنتخابات من اشتراطات في غير محلها ، بل تفرغ الخطاب من مضمون الموافقة الواضحة والصريحة ، فإنها تجعل الكل الفلسطيني في حالة ارتياب من موقفها من الإنتخابات ، ويتأكد ذلك من خلال ما يتم تسريبه بشان تفاهماتها مع العدو ، وسعيها للتوصل لإتفاقات خاصة بشأن تحديد مستقبل قطاغ غزة ، بعيدا عن السلطة الفلسطينية وعن م . ت.ف ، ما يضعها في خندق التساوق مع الأطروحات التي تسربت عن (صفقة القرن الامريكية) وهنا تكمن الخطورة في اشتراطات حماس الواردة في خطابها ،كما في استعجالاتها وضغوطها غير المبررة.
فالقدس أولا ، ولا إنتخابات دونها…

د. عبدالرحيم جاموس

الرياض 17/12/2019

Exit mobile version