المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الشيخ صبحي..و”آية الله” ابو خالد

بقلم: خالد جميل مسمار

تشاء الصدف بل تشاء الأقدار.. أن تفقد حركة فتح اثنين من مستشاري قائدنا الرمز الراحل أبو عمار.. أحدهما لشؤون الطوائف الدينية في لبنان والثاني للشؤون الاسلامية خاصة مع ايران.
الأول فارقنا إلى الرفيق الأعلى قبل أيام وهو المرحوم صبحي نوفل (ابو احمد) الذي عرفته منذ سنين طوال في لبنان ثم في الوطن.. وآخر موقع كان له قبل ان يحال الى التقاعد هو المفوض السياسي لمحافظة قلقيلية.
كان أبو أحمد مناضلا شجاعا من مناضلي حركة فتح التي التحق بها في الأردن تاركا عمله في وزارة الخارجية هناك.
عرفته من خلال أخي المرحوم أبو جميل (اللواء نافذ مسمار) حيث كانا سويا في مدرسة واحدة هي مدرسة الحسين في عمان ومن خلال عمله في التفويض السياسي في بيروت عندما كان نائب المفوض السياسي العام المرحوم عزت أبو الرب (خطاب)، حيث كان مكلفا في العمل بالتوجيه السياسي في جيش التحرير الفلسطيني الموجود في لبنان.
وقبل ذلك اختاره الأخ ابو عمار ممثلا له لدى الطوائف اللبنانية.. فكان ينقل رسائل الأخ أبو عمار إلى البطريرك المعوشي ثم البطريرك صفير أثناء الحرب الأهلية في لبنان.. وإلى الشيخ حسن خالد مفتي لبنان، وغيرهما من ممثلي الطوائف الأخرى.
كان يتخطى الصعاب دون خوف بل بكل شجاعة بالرغم من الحواجز والمخاطر التي كانت تواجهنا في تلك الفترة حتى أصبح يعرف في أوساطنا بالشيخ صبحي.
وعند العودة إلى الوطن بعد اتفاق المبادئ الذي تمّ في أوسلو وبعد الانتشار في محافظات الضفة وتشكيل المفوضيات السياسية هناك، عندما كنت مسؤولا عن مفوضيات الضفة، تسلم الشيخ صبحي (العميد صبحي أحمد نوفل) مفوضية محافظة قلقيلية وكان له نشاط بارز خاصة في المعسكرات الصيفية للاشبال والزهرات وبمساعدة نائبه المرحوم أبو نبيل إلى أن أحيل على التقاعد وانتقل إلى العيش في عمان بين أفراد أسرته إلى أن وافته المنية رحمه الله.
أما الثاني الذي اختاره الختيار للمهمات الصعبة حيث كان يتنقّل بين بيروت وطهران خاصة، وكان يحمل لقب مستشار الرئيس للشؤون الاسلامية فهو اللواء خضر اللحام (أبو خالد)، ومن كثرة تردده على إيران وحمل رسائل الأخ أبو عمار إلى “آيات الله”، خاصة الخميني ومنتظري وغيرهما.. أطلق عليه في أوساطنا لقب “آية الله” ابو خالد.
كانت مهماته في غالبها سرية لا يبوح بها لأحد منّا رغم محاولاتنا استدراجه بأسلوب الفكاهة فهو من الذين يحبون هذا الأسلوب ويمارسونه. أحبه الجميع لدماثته وحبه لمن يعرف.
وافته المنية امس الأول السبت 15/2/2020 في عمان.
وبذلك التحق كادران كبيران من كوادر حركة فتح بالرفيق الاعلى، كانا مستشارين لقائدنا الرمز ابو عمار: الشيخ صبحي و”آية الله” ابو خالد.
الى جنات الخلد.. فأنتم السابقون ونحن اللاحقون.

Exit mobile version