المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

جريمة إسرائيل في شرق خان يونس.. حماس المتفرج

بقلم: باسم برهوم

الحركة الصهيونية، ومن ثم اسرائيل الصهيونية قررت منذ البداية انها تنفي وترفض وجود الشعب الفلسطيني، ولأنه موجود واقعيا، فانه مشروع للتصفية والتشريد وهو لن يكون مواطنا مهما كلف الأمر. الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بدم بارد بحق شاب فلسطيني أعزل شرق خان يونس هي دليل ان ما يحرك المجرم الإسرائيلي، سواء كان جنديا أو ضابطا أو قائدا عسكريا أو سياسيا هو هذا الفكر وهذه الايديولوجيا الفاشية العنصرية العمياء، التي لا ترى بأن الآخر هو انسان.
من شاهد الفيديو، وكيف تصرف سائق الجرافة العسكرية الإسرائيلية مع جثة الشهيد سيصاب بمرض نفسي مزمن لأن ما شاهده لا يمكن ان يمت للإنسانية بصلة، انه وحشي لدرجة لا يمكن معها ان يكون بمستطاع الفرد ان يكرر المشاهدة. المشكلة الأكبر ان من قام بهذا الفعل الاجرامي يفاخر بفعلته ويستخدم الفيديو كدعاية انتخابية له، فالدم الفلسطيني وأرضه وتاريخه وحضارته هو مادة الدعاية الانتخابية لهذا اليمين الصهيوني العنصري، الذي يجهر بفاشيته دون رادع، لقد كان مرعبا وتقشعر ابداننا عندما نشاهد الفيديوهات التي توثق جرائم “داعش”، ان جريمة إسرائيل الصهيونية هي أبشع بكثير.
ونحن نصر ألا تنحرف بوصلتنا عن المجرم الرئيس، فاننا نتساءل عن الراعي الحقيقي لهذا المجرم وحاميه وداعمه، الذي التزم الصمت واصيب بالخرس. ونتساءل: لو كان هذا المجرم اي طرف غير هذا الصهيوني العنصري لكان أشبع العالم ضجيجا على تويتر، وكان حرك تحالفا دوليا لمحاربته، ولكن هو صاحب الفكرة والفكر والمشروع الصهيوني لذلك صمت.
ونحن لا نرغب ولا نريد حرف البوصلة عن المجرم، نتساءل عما يطلق عليه المجتمع الدولي والشرعية الدولية ماذا كانت ردة فعلهم على هذه الجريمة البشعة، وداخليا لماذا صمتت حماس واختفت “مقاومتها”، فالذي لم يكشفه الفيديو ان مسلحي حماس كانوا على بعد 200 متر فقط من الحدث، فرأينا نخوة المواطنين العزل الذين هبوا بصدورهم العارية لنجدة الشهيد أو سحب جثمانه، اما مقاتلو حماس الملتزمون باتفاق رئيس الموساد والدوحة اكتفوا بأن يكونوا متفرجين، مع ان بإمكانهم حتى رمي أسلحتهم ليذهبوا لانتشال الجثمان من بين مسننات جرافة القتل الاسرائيلية.
المشكلة ان اولويات حماس ليست هي اولويات الشعب الفلسطيني، اولويات حماس هي هد البيت الفلسطيني من الداخل وان تنصب نفسها بديلا لمنظمة التحرير حتى لو كان الثمن دمار الشعب والقضية. أولوية حماس هي خدمة الأجندة الإخوانية وما يحقق للجماعة اهدافها، وهدف الجماعة هو ان تعتمدها ادارة ترامب كحليف رقم واحد في المنطقة، لذلك هي تقدم اوراق اعتمادها مع إسرائيل وعبر التنفيذ العملي لـ “صفقة القرن”.
من يعتقد ان هناك أملا بأن تغير حماس مواقفها وسياساتها على صعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية فهو واهم، لأن آخر هم للحركة هو هذه الوحدة، بل العكس هي تقوم بالمهمة الموكلة اليها وهي تدمير الحالة الفلسطينية من الداخل واضعافها ولها ان تستخدم الدين من أجل تحقيق هذا الهدف، وذاته الذي تقوم به على مستوى تفتيت الأمة العربية واضعافها، ودور الجماعة لا يزال ماثلا لنا في سوريا وليبيا واليمن وفي كل بقعة في الوطن العربي يكون لها وجود وتأثير.

Exit mobile version