المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

انتفاضة عالمية ضد العنصرية وإسرائيل تراقب

بقلم: باسم برهوم

البشرية تنتفض ضد العنصرية، وانتفاضتها تتعاظم كل يوم وتمتد لدول جديدة. إسرائيل تراقب عن كثب هذا التطور العظيم، لأنه لو استمر سيصيبها بالمقتل، ويضعها في قلب دائرة الاستهداف.
سجل اسرائيل طويل ومليء بالانتهاكات العنصرية وللقانون الدولي، ولكن ليس هذا السجل ما يقلق تل ابيب، ان ما يقلقها ان تصبح الفكرة التي نشأت على اساسها على اجندة الانتفاضة، خاصة ان الامم المتحدة شطبت قرارا سابقا لها يعتبر الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية. إسرائيل تعلم أنها قامت ونشأت انطلاقا من فكر عنصري ينفي الاخر ولا يعترف بوجوده كشعب.
الصهيونية ليست شكلا من اشكال العنصرية، هي النموذج الاكثر دلالة على العقل الاستعماري المغرق بالعنصرية. إسرائيل هي نتاج تلك المرحلة التي كانت العنصرية فيها مبررا لاستعمار الشعوب واضطهادها واستغلالها واستغلال ثروات بلادها بأبشع الصور، لذلك ليس من الغريب ان تكون إسرائيل هي اخر دولة احتلال، تحتل ارضا وشعبا اخر.
المشكلة، التي يجب ان يتوقف عندها المنتفضون، هي ان هذه الدولة تمعن بالعنصرية ولا ترى في هذا المسلك انه غير اخلاقي. فهي والى جانب الاحتلال والاستيطان وسياسة التوسع والتهويد تقرّ وبكل غطرسة قانون يهودية الدولة الاكثر عنصرية في العالم، وتعلن ومن دون اي وخز ضمير انها ستضم مناطق في الضفة من ارض شعب اخر، وللتذكير فإن قانون يهودية الدولة هو قانون ينفي الاخر ولا يعترف بالفلسطيني صاحب الأرض الأصلي بانه مواطن في الدولة، فهذه المواطنة هي حصرا وحسب هذا القانون العنصري لليهود فقط.
اسرائيل العنصرية، دولة الاحتلال تراقب الانتفاضة العالمية ضد العنصرية وتحاول الإيحاء انها غير معنية، انها تتصرف كالنعامة تدفن راسها في وحل العنصرية وتعتقد ان الانتفاضة والعالم لا يراها. القارة الافريقية التي كانت ولا تزال الاكثر عرضة للعنصرية سترفع طلبا جماعيا لمجلس حقوق الانسان لمناقشة هذا الوباء الكريه، ونحن في فلسطين سندعم بقوة هذا الطلب وان يكون العنصريون كل العنصريين في قفص الاتهام وفي مقدمتهم إسرائيل.
هناك فرصة ثمينة اليوم لتصحيح مسار الظلم، وكما كان شعار ماركس يا عمال العالم اتحدوا، فان شعار المرحلة يا مظلومي العالم اتحدوا في وجه العنصرية.

Exit mobile version