المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

شرعنة الانقسام الفلسطيني تعني الفصل وإقامة دويلة غزة

بقلم: عمران الخطيب

دوافع حركة حماس في الانقلاب الدموي على السلطة الفلسطينية وما سمي بالحسم العسكري، من حق المواطن الفلسطيني أن يتسائل حول الأهداف المرجوة في السيطرة على قطاع غزة من قبل حماس رغم الفوز في الإنتخابات التشريعية وتفوق على حركة فتح في الإنتخابات..
الرئيس محمود عباس الإلتزام بنتائج الإنتخابات التشريعية ورفض بشكل قاطع بعض وجهات النظر في إلغاء الإنتخابات. وقد شكل حماية للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الإقتراع .

وكلف إسماعيل هنية رئيس كتلة حماس في تشكيل الحكومة و منذ الفوز وحتى إتفاق مكة المكرمة الأخير بين فتح وحماس كانت القضايا الخلافية تحل بين الجانبين من خلال الحوار. ولكن الموضوع لم يكن خلاف سياسي بين الجانبين. بحيث أن حماس شاركت في الإنتخابات التشريعية تحت مظلة وإتفاق أوسلو ، ولكن الأهداف الإستراتيجية في الإنقلاب الدموي الأسود لحركة حماس بدرجة الأولى قرار يأتي في سياق الفصل الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن أجندات الأهداف “الإسرائيلية” متعددة الأهداف الحيلولة في عدم تمكن الجانب الفلسطيني أمكانية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 ووفقاً للقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ووفقاً لإتفاق أوسلو وملحقاته الذي ينص إعلان قيام الدولة الفلسطينية بعد مرور خمسة سنوات فترة المرحلة الانتقالية لاتفاق أوسلو وبذلك الانقلاب الدموي تمت عملية الفصل بين غزة والضفة حيث ساعد الجانب “الإسرائيلي” حماس في غزة من خلال إعادة إنتشار جيش الاحتلال من قطاع غزة بدون التنسيق مع السلطة الفلسطينية كم كان يحدث حين يتم الإنسحاب من بعض المدن الفلسطينية ، حركة حماس قامت في استثمار ذلك معتبرة انه ما حدث هو إنسحاب جيش الاحتلال نتيجة عمليات المقاومة بدون أدنى شك أن المقاومة في قطاع غزة بشكل خاص كانت وستبقى شوكة في مواجهة الاحتلال منذ سنوات طويلة حيث كانت المقاومة قبل العدوان الثلاثي على مصر عام 56 ونشاط المقاومة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعام 67 وذروة المقاومة كانت بعد إحتلال قطاع غزة بشكل خاص بعد 1967 في تلك الفترة كانت المقاومة المسلحة والفاعلة هي حركة فتح والجبهة الشعبية وقوات التحرير الشعبية الدراع المسلح للجيش التحرير الفلسطيني، الفاعلة في الساحة الفلسطينية ولم تكن حماس موجودة بل عملت وبموافقة الجانب “الإسرائيلي” على إنشاء المجمع الإسلامي في قطاع غزة.

لذلك عملية إعادة إنتشار جيش الاحتلال من قطاع غزة يأتي في سياق الأهداف الإسرائيلية وعلى أثر سيطرت حماس على قطاع غزة إقامة بشرعنة الفصل مع الضفة الغربية من خلال إقامة مكونات السلطة الحاكمة الأجهزة الأمنية القضاء والمحاكم والسيطرة على المعابر الحدودية بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي وتصدي للرئيس ابو مازن خلال وجودها على منبر الأمم المتحدة في نيويورك حين يناشد دول العالم الإعتراف بدولة فلسطين .

كانت حماس تزيل علم فلسطين وترفع علمها الأخضر بديل عن علم فلسطين..
الفصل الثاني من سيطرة حماس قامت في توزيع قيادتها وكوادرها على كافة مؤسسات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة وتعزيز الفصل، المواقف اتجاه الانقسام، وينقسم إلى ثلاثة أطراف بعض فصائل المقاومة الفلسطينية والأحزاب العربية والمعارضة لاتفاق أوسلو اعتقدوا أن سيطرة حماس على قطاع غزة هو إسقاط إتفاق أوسلو ونجاح نهج المقاومة والممانعة الفلسطينية وسوف يؤدي إلى الإستفادة من تجربة حزب الله في جنوب لبنان ، وهناك جهات عربية وإقليمية كانت تعتبر إيجاد موطئ قدم في الساحة الفلسطينية مما يسهم في تحقيق دورهم الإقليمي في الشرق الأوسط وتحقيق كل أهدافهم المنشودة ، التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين يعتبر في سيطرة حماس هو نجاح في إقامة كيان وقاعدة متقدمة للإخوان المسلمين وفي نفس الوقت تكون في خاصرة مصر مما يساعد فى سياسة التغير في إطار الفوضى الخلاقة التي أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندريز ريز بعد حرب تموز 2006في لبنان وتعميم الإرهاب وعدم تحقيق الإستقرار الأمني والاقتصادي في دول الشرق الأوسط بشكل عام ، منذ الحظة الأولى وفوز حماس بدأت أطراف خارجية أمريكية وأوروبية تعمل على المفاوضات والاتصالات المباشرة مع حركة حماس وأصبح خالد مشعل يتجول في مختلف دول العالم في إطار التسويق والبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية وأصبح يقول يا شعب غزة بديل عن كلمة الشعب الفلسطيني أو يا جماهير شعبنا.

خلاصة ما حدث في قطاع غزة يوم 15/6/2007 بداية الفصل الجغرافي بين الضفة وغزة وإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .لكل هذه الأسباب الحقيقية دعمت “اسرائيل” حماس في الانقلاب والسيطرة على قطاع غزة وتسمح بدخول الأموال القطرية كم أكد ذلك يوم 15/6/2020 السفير محمد العمادي،رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، وقال إن دولة قطر تواصل جهودها لإدخال أموال المنحة القطرية لقطاع غزة خلال الأسبوع الحالي أو المقبل وقال إن تأخر أموال المنحة القطرية للقطاع ياتي بسبب الاجراءات المتبعة لمواجهة تفشي فايروس كورونا ونفى العمادي بشدة ما يتم ترويجة حول تعمد قطر تأخير أموال المنحة إلى القطاع أو منعها من قبل الجانب” الإسرائيلي” السؤال المطروح كيف تسمح “اسرائيل” إدخال الأموال الشهرية لحركة حماس..وفي نفس الوقت تحتجز أموال الضرائب الفلسطينية وتحتجز وتمنع السلطة الوطنية الفلسطينية بصرف رواتب الشهداء والجرحى والأسرى الفلسطينيين.

يعني ذلك أن المندوب السامي القطري السفير محمد العمادي المعتمد لدى الجانب “الإسرائيلي” وقد يكون وسيط في إيجاد الحلول للاموال الفلسطينية المحتجزة لذلك لم يكن غريب قيام رئيس الموساد الإسرائيلي بزيارة قطر ويطلب الاستمرار فى تقديم المنحة القطرية الشهرية لحركة حماس كل ذلك يتم في إطار الانحدار الوطني والأخلاقي وتصفيت القضية الفلسطينية،وتنفيذ صفقة القرن وفي مقدمة ذلك ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وأجزاء من الضفة الغربية .

هنا تكمن الأسباب الحقيقية بما حدث في قطاع غزة على أيدي حركة حماس. يوم أسود بتاريخ الشعب الفلسطيني لذلك ما حدث لا يحتاج إلى مصالحة بمقدار ما يتتطلب ثورة شعبية توحد شطري الوطن وتحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتسقط صفقة القرن وتداعياتها من حلال المقاومة بكل أشكالها.

Exit mobile version