المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

إلى من ينصبون أنفسهم أساتذة

بقلم: باسم برهوم

منذ نشأت القضية الفلسطينية، كان هناك من ينصبون أنفسهم أساتذة أو أنهم الضمير، وبالمناسبة هذه كانت أسهل أنواع العمل السياسي. ومنذ نشأت القضية، وهي كما هو معروف قضية صعبة ومعقدة ومثيرة للعواطف، كان الشعبويون يقفون إلى جانب الأساتذة ، الذي يسبحون في فضاء المزايدات والشعارات وعبر الشتم والتخوين. والأساتذة والشعبويون كان لهم دور سلبي إما في تشويه الوعي أو في حرفه عن الجهد الوطني الذي يجب أن تكون له الأولوية.
اليوم سيتم تناول الأساتذة الذين يتطوعون لتعليم الآخرين ما الذي عليهم فعله أو أن يمارسوا النقد لأي قرار أو خطوة، وخلال ذلك ينصبون أنفسهم مرة أخرى بأنهم هم أهل الفهم. وهؤلاء يدخلون من المداخل ذاتها في الحديث إما عن غياب الخطط، بالمقابل هو لا يطرح خطة وإن طرح فهو يكرر أفكارا إما جربت وثبت عدم جدواها، أو يطرح أفكارا هو يدرك قبل غيره أنها غير قابلة للتنفيذ العملي، المهم أن أنصب نفسي أستاذا.
يعيش مثل هؤلاء في الغالب لأنهم دائما يجدون من يصفق لهم، وفي الشعب الفلسطيني كما في كل الشعوب هناك مجموعات كبيرة هي لا تفعل شيئا وترى في التصفيق نضالا وينامون ليلهم الطويل.
من بين هؤلاء الأساتذة من يحمل نفس الأفكار ويصف أفكاره، وأنا هنا أكرر ما يقولون، يجب إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، يجب عقد الإطار القيادي، وغيرها من قائمة اليجبات الممجوجة.
وقبل أن تقوم القيادة بفك الارتباط مع الاتفاقيات والالتزامات، كانت اليجب تتركز على وقف التنسيق الأمني، ولكن عندما تم ذلك أصبحت الأسطوانة غياب الخطة وأن ما تم ردة فعل، بالمناسبة لو سألت هؤلاء ما الذي تفعلونه غير اليجبات الجواب لا شيء.المشكلة أنهم يعلمون علم اليقين، ولأنهم أساتذة، أن لا الانقسام يمكن إنهاؤه ولا الإطار القيادي لو اجتمع سيحل المشكلة، لأن حماس لن تغير جلدها الإخواني ولا تقبل بأي صيغة إلا إذا هي منفردة أمسكت بكل شيء، وهم يدركون أكثر من غيرهم أن منهج حماس هو نقيض وليس مختلفا مع منهج منظمة التحرير الفلسطينية، ويتناسى الأساتذة أن حماس منذ تأسيسها وليس منذ الانقلاب هي ظاهرة انشقاقية ولم تقبل ولا لمرة واحدة الوحدة حتى في الانتفاضة الأولى، وعندما وقعت اتفاق مكة وكانت على رأس حكومة وحدة وطنية انقلبت عليها لأنها مرتبطة بأجندات خارجية هي أهم لها من كل القضية الفلسطينية, لأن فلسطين بالنسبة لجماعة الإخوان مادة للاستخدام لتنفيذ الاستراتيجية الأكبر.
الأساتذة يدركون ذلك ومع ذلك يواصلون خداع الشعب وبيعه كلاما كلاما كلاما. من يرد الإساءة فليقل الحقيقة لماذا رفضت حماس دعوة الرئيس لحضور الاجتماع القيادي الذي تقرر فيه فك الارتباط أليس هذا إطارا قياديا وفيه تستطيع قول ما تريد وأن تكون مؤثرا.
أن أهم خطة اليوم أن نتوحد شعبيا ضد الضم وصفقة القرن، وإن نجحنا في ذلك ستكون الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام إمكانية قابلة للتحقيق.. لنكف عن دور الأستاذ وننخرط بالعمل الكفاحي المباشر.

Exit mobile version