المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: سياسة هدم المنازل لن ترهب شعبنا

لا يكاد يمر يوم دون أن تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بهدم منازل في أرجاء مختلفة من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، في اطار سياساتها الرامية الى التضييق على المواطنين الفلسطينيين في كافة مناحي الحياة وبصفة خاصة سياسة الهدم.
ومن الملاحظ ان سياسة الهدم تتركز في مختلف المناطق، ولكن بالدرجة الاولى في مدينة القدس ومحيطها، وكذلك في منطقة الاغوار التي تحاول دولة الاحتلال ضمها، بانتظار الوقت المناسب والظروف المناسبة لتنفيذ ذلك، للحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف وفق الرؤية الدولية التي أقرت ولا تزال اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران ٦٧ لإنهاء الصراع الفلسطيني العربي مع دولة الاحتلال.
وسياسة الهدم الاحتلالية اما تقوم بها جرافات بلدية الاحتلال، بعد ان تكون قد أوعزت لصاحب المنزل أو البناية بالقيام بهدمها بنفسه، وانه في حال عدم القيام بذلك، فإن جرافات البلدية تقوم بهدمها وتكبده اجرة الهدم التي تكون باهظة جداً لدرجة ان صاحب المنزل يضطر لهدمه بنفسه، لتجنب دفع التكاليف الباهظة التي تفرضها عليه بلدية الاحتلال.
وفي الضفة العربية تقوم جرافات قوات الاحتلال بعملية الهدم وفي معظم الاحيان بدون سابق انذار، أو إعطاء مهلة ساعات فقط.
ولذا كيف تتصور قيام صاحب المنزل الذي بناه من مدخراته خلال سنوات عمله اليومي، الى جانب الاقتراض وبيع مصاغ زوجته، عندما يقوم هو نفسه بهدم منزله.
ان سلطات الاحتلال تهدف من وراء ذلك الى جعل المواطن المقدسي في حالة يأس، من هذه السياسة في محاولة لإرغامه على الرحيل عن القدس، ليتسنى لسلطات الاحتلال مواصلة تهويدها وتغيير معالمها.
وكذلك الامر بالنسبة لعمليات الهدم في الاغوار وباقي ارجاء الضفة الغربية التي ترى دولة الاحتلال فيها، بأنها أرض اسرائيلية أو بالأدق ارض يهودية وفق زعمها، وهو ما يتعارض ويتناقض مع تاريخ المنطقة الفلسطيني – العربي – الاسلامي، وكذلك مع المواثيق والاعراف الدولية التي تعتبرها ارضا محتلة وعلى دولة الاحتلال الرحيل عنها، ليتسنى للشعب الفلسطيني المتجذر في ارضه اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
ان دولة الاحتلال تخطىء ان اعتقدت بأن سياسة الهدم وغيرها من السياسات التي ترتقي لمستوى جرائم الحرب يمكنها ان ترغم الفلسطيني على الرحيل عن ارضه وأرض آبائه واجداده.
فشعبنا مصمم على البقاء فوق هذه الارض، ومستعد لتقديم المزيد من التضحيات الجسام من اجل نيل حريته واستقلاله الناجزين، وانه مؤمن بأن الاحتلال الى زوال كما زالت الاحتلالات الاخرى في العالم، وتحقيق اهدافه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

Exit mobile version