المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

عندما يعود الشهيد محلقًا في سماء الوطن !

بقلم: سري القدوة

عندما تحلق روح الشهداء في سماء الوطن وتعود انشودة فجر الحرية لتنشر الفرح والحب والحياة ويعود الشهيد مبتسما، فاعرف ان هذا المكان والزمان هما في فلسطين، وان هذه الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء هي أرضنا، فنحن من يمتلك الزمن ومن يمتلك الأرض ومن يمتلك اللحظة، وهم مجرد سراب، وهم أصلا خارج الزمن، لا يعنون شيء لهذه الأرض، سوى أنهم من احتلوها بقوة السلاح ويفرضون انسفهم بالاتهم العسكرية ورصاصهم القاتل، اما نحن نملتك ابتسامة الشهيد الذي كتب أروع صفحات العطاء ورسم بدمائه الطاهرة معالم الطريق للأجيال، ويعود مجددا محمولا على الأكتاف، وكأن لسان حاله يقول هذا هو طريق الحرية فلا تحيدوا عنه، وهذا هو درب الأحرار فلا تبعدوا عنه، وتمسكوا به فان النصر ات، ولا يمكن مهما استمرت هذه المأساة الا وان تنتهي فصولها وتسجل صفحات الانتصار وتشرق شمس الحرية على فلسطين الدولة المستقلة.

حقا عاد الشهيد ليروى للأجيال قصة النصر وليكتب أروع صفحات العطاء عاد محمولا على الأكتاف في مشهد مهيب تهتز له الأبدان وتصمت النفس البشرية امام عظمة هذا الحدث التاريخي، وليؤكد تلك الرسالة الخالدة بان فلسطين والأردن هم روح واحدة، ووطن واحد، وشعب واحد، لا يمكن للاحتلال مهما تعالت وتعاظمت مؤامراته ان ينال من هذا التصميم وهذه القوة وهذا الإيمان المطلق بحتمية الانتصار والاستعداد الدائم للتضحية وقوة الإرادة الشعبية التي جسدت المشهد في وداع الشهيد، أغلى ما نملك من قيم إنسانية وروحيه والتي تجلت في تلك الدموع التي تسربت أمام عدسات الكاميرات ولم يتمكن احد من إخفائها، فعبرت عن معاني الخلود وعظمة العطاء والإصرار على مواصلة مسيرة الشهداء .

الشهيد الجندي الأردني جاء إلي فلسطين المحتلة ليشارك بالدفاع عن القدس وحمايتها ولكن كانت رصاصات الحقد الأعمى القاتلة ليغيب عن المشهد، ولكن قوة الحق كانت أقوى وأعظم من الهروب والتستر على تلك الجرائم لينهض الشهيد من قبره ويعود برسالته ويعبر عن رفضه لكل تلك المؤامرات وليحاكم الاحتلال على هذا الجرم البشع، ويسجل على رأس الصفحة الأولي أنا عربي أنا ابن لهذه المرحلة، ولتكون رسالته للأجيال أن فجر الحرية ستشرق مهما طال الزمن، فاستمروا ولا تجعلوا اليأس يتسرب إلى نفوسكم، فأنتم أصحاب الحق وستنتصرون .

ان الجندي المجهول استشهد في العام 1967، عقب إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال وإعدامه بشكل مباشر ليتم دفنه بالقرب من بلدة بيتا جنوب نابلس، ولم تعرف هويته بعد وفي توثيق لهذه الجريمة أفاد عدد من المواطنين بشهادتهم التاريخية ان مركبة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أنزلت شابا وأطلقت عليه النار مقابل التلة بعد احتلال الضفة الغربية بأيام وبقي الشهيد في الموقع عدة أيام قبل أن يتم دفنه من قبل المواطنين بالقرب من مكان استشهاده .

وشارك في التشييع بمشهد مهيب لا يمكن أن ينسى نائب رئيس هيئة الأركان الجيش العربي الأردني العميد الركن عبد الله شديفات، وسفير الأردن في فلسطين محمد أبو وندي، ومحافظ نابلس إبراهيم رمضان، وممثلون عن الفعاليات الوطنية والرسمية والشعبية في فلسطين وقد عبر هذا الحدث عن وحدة الدم الواحد بين الأردن وفلسطين وأن الشعب الفلسطيني لن ينسى تضحيات ومواقف الأردن قيادة وشعبا تجاه الدعم المستمر والمطلق وحماية الأراضي المقدسة والقضية الفلسطينية .

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

Exit mobile version