المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الأخطاء القاتلة لـ”ماكرون” التي أسقطت القناع

بقلم: البشير حيمري*

فرنسا التي يعيش فيها أكثر من ثمانية ملايين مسلم تعيش أياما حالكة ،بل كابوسا مرعبا بسبب تصريحات رئيس الدولة عن الإسلام والمسلمين. ونقول دائما ،رب ضارة نافعة. خطاب الرئيس جارح ومؤذي للعقول ،التي تجتهد من أجل الدفاع عن الإسلام الحقيقي الذي يدعو للتعايش والتسامح. ويدافع عن القيم المشتركة التي تجمع الديانات السماوية الثلاثة.

السيد ماكرون الإسلام الذي تصفونه بأنه يعيش أزمة انطلاقا من الواقع الفرنسي ، والمآسي والحروب المدمرة التي تعيشها العديد من الدول الإسلامية ،ماهو في الحقيقة إلا محاولة منكم ومن الإمبريالية للسيطرة على منابع النفط والذي لن يكون نتاجها سوى بعودة الغلو والتطرف والإرهاب ، دفاعا عن النفس والدين .

وانطلاقا من الحروب التي أشعلتم فتيلها في العديد من الدول الغنية بالنفط ،في ليبيا ،في العراق ،وفي مناطق أخرى. إنكم تريدون العودة للحكم من جديد عن طريق وأد الوئام الذي يعيشه المجتمع الفرنسي بكل طوائفه الدينية، وعندما تشرعون الإساءة لنبي الأمة الطاهر الذي يعتبره أكثر من مليار ونصف من المسلمين القدوة، فقد بينتم في الحقيقة أنكم أنتم الذين تعيشون أزمة وليس النبي محمد <ص> الذي أسس أول دولة إسلامية في المدينة وكان حريصا على حماية حقوق أهل الذمة وأتباع الديانات السماوية ولم يبح الإساءة إلى الأنبياء والرسل.

هل لكم الجرأة لانتقاد مايرتكبه الصهاينة من جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه؟أنتم في الحقيقة لاتدافعون عن القيم الإنسانية وقيم التسامح والتعايش، بل تدافعون عن مصالح اقتصادية، ولكم أطماع ومآرب سياسية ،وتريدون العودة بقوة لماضيكم الإستعماري الدموي ، لاستنزاف خيرات الشعوب الإسلامية وترهيبها.

السيد ماكرون أنتم بسياستكم وبأفكاركم تهدمون في الحقيقة الوفاق الوطني التي عاش عليه الفرنسيون المعتنقون للديانات السماوية الثلاثة، عليكم أن تراجعوا مواقفكم وسياستكم فحرية التعبير ليس بإباحة الإساءة للأنبياء والرسل، وإذا كنتم في الحقيقة تؤمنون بالسلام والتعايش والتسامح فعليكم أن تمنعوا ازدراء الأديان والإساءة لرسل وأنبياء الله عز وجل.

الفرنسيون بكل طوائفهم محتاجون للإستقرار، والأمن وإبعاد شبح التطرف والإرهاب وسفك الدماء. لأن الإستقرار يبدأ بمراجعة مواقفك من ازدراء الأديان والإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتغيير الصورة التي أصبحت تحملها عن الإسلام بالدعوة للحوار الحضاري، بين الأديان السماوية، والإبتعاد عن التدخل في شؤون العديد من الدول حماية للمصالح الإقتصادية الفرنسية وليس الإنسانية ولا الروحية.

إن أحسن ضمان للعودة لسدة الحكم من جديد في فرنسا ليس بتأليب باقي المجتمع الفرنسي على ثمانية مسلم فرنسي ،لاتنس أن المسلمين ساهموا في تحرير فرنسا من النازية ولاتنس أن المسلمين ساهموا في إعادة بناء مادمرته الحرب العالمية الثانية، ولا تنس أن شبابا مسلما ساهموا في تحقيق أمجاد فرنسا في مجالات عديدة من بينها الفوز بكأس العالم.

لاتنس السيد ماكرون أن تصريحاتك اليوم تحيي معادات السامية من جديد لانريد أن يكون المسلمون في فرنسا وأوروبا ضحية لما عاناه اليهود في عهد النازية ،عليكم السيد ماكرون أن تسيقظوا من أوهامكم قبل فوات الأوان.

*اعلامي من المغرب يقيم في الدنمارك

Exit mobile version