في مؤتمرهم العام قبل سنة، وصفت شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي حركة الشبيبة الفتحاوية بـ”شريك وثيق”. لكنها ذهبت هذا العام لما هو أبعد ووصفتها بـ”منظمة شقيقة”، وهو ما أثار انتقادات واسعة ضدها حتى من داخل الحزب نفسه.
بسبب وصفها لحركة شبيبة فتح الفلسطينية بـ”منظمة شقيقة”، تعرضت شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني “يوزوس” لانتقادات شديدة اللهجة من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وكذلك الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) في ألمانيا.
وكان شبيبة “يوزوس” قد انتقدوا في مؤتمرهم العام الافتراضي في عطلة نهاية الأسبوع وجود قوى بين الفلسطينيين ترفض أي تعاون مع إسرائيليين وأعلنوا في قرار: “نعترف بشدة أن منظمتنا الشقيقة حركة الشبيبة الفتحاوية الفلسطينية هي أيضاً تؤيد، بالنظر إلى هذا الوضع الصعب، حلاً سلمياً ومستداماً للصراع” الإسرائيلي الفلسطيني.
يشار إلى أنه بحسب موقع “فيلت” الألماني، فإن عدداً من الجهات في ألمانيا، ومن بينها اللجنة اليهودية الأمريكية في برلين، تعتبر حركة الشبيبة الفتحاوية “حركة متطرفة”.
من جانبه كتب باول تسيمياك، الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، على موقع “تويتر” أمس الاثنين (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020): “يوزوس إلى جانب المتطرفين! المعتبر بالنسبة لنا هو: من يرفض حق إسرائيل في الوجود، يكون خارجاً على إجماع المجتمع في ألمانيا “.
Die #Jusos auf der Seite von Extremisten! Für uns gilt: Wer das Existenzrecht Israels ablehnt, verlässt den gesellschaftlichen Konsens in Deutschland. #Fatah #Antisemitismus https://t.co/kaDWuDDZBE
— Paul Ziemiak (@PaulZiemiak) November 30, 2020
وصرح رئيس اتحاد شبيبة الديمقراطيين المسيحيين، تيلمان كوبان، لصحف مجموعة “فونكه” الإعلامية أن “فتح تشكك في حق إسرائيل في الوجود وتمثل الاشتراكية القومية (النازية) وتقوم منذ سنوات عديدة بدعم الإرهاب”، حسب قوله. وتابع السياسي الألماني: “من يتآخى مع مثل هذه المنظمات ليس بحاجة إطلاقاً إلى إلقاء مواعظ حول معاداة السامية والتسامح والديمقراطية”.
Die #Fatah stellt das Existenzsrechts #Israel infrage, steht für Nationalismus u. unterstützt seit vielen Jahren den Terror. Wer sich mit solchen Organisationen verbrüdert, braucht keine Sonntagsreden über #Antisemitismus, Toleranz und Demokratie mehr halten. @jusos https://t.co/STpsUFC2ZW
— Tilman Kuban (@TKuban96) November 30, 2020
وغرد شتيفان توماي، النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي): “لا يوجد سوى صمت مطبق من قبل رئاسة يوزوس، وهذا مثير للشك لأبعد الحدود. التضامن مع شبيبة فتح يساهم بوضوح في صناعة مشكلة مرعبة من معاداة السامية لدى تنظيم شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي”.
Nur betretenes Schweigen vom Vorsitz der #Jusos. Äußerst bedenklich! Die Solidarisierung mit der #Fatah-Jugend macht ein erschreckendes Antisemitismusproblem bei der Nachwuchsorganisation der SPD deutlich. @fdpbt https://t.co/gy6grmiB6s
— Stephan Thomae (@StephanThomae) November 30, 2020
وعلى “تويتر” أيضاً علق الصحفي ألكسندر كوداشيف، رئيس التحرير الأسبق بمؤسسة دويتشه فيله، قائلاً: “لا يُصدق، الشبيبة الفتحاوية كمستشار لشبيبة يوزوس في الشرق الأوسط”.
unfassbar. Die "junge" Fatah als Berater der Jusos im Nahen Osten.
— Dr. A. Kudascheff (@kudascheffa) November 30, 2020
وبحسب موقع “فيلت”، انتقد أيضاً أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي قرار شبيبة الحزب، وكتب شتيفان شورن، رئيس الجمعية المحلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في إيبيلبورن بجنوب غرب ألمانيا: “يؤسفني بشدة أنني بصفتي اشتراكياً ديمقراطياً لا يمكنني أن أنأى بنفسي عنكم أكثر من 20 ألف كيلومتر، وهي أقصى مسافة في هذا الكوكب”.
Der Juso-Bundeskongress erklärt sich solidarisch mit der „Fatah Jugend“ und bezeichnt sie als "Schwesterorganisation".
Ich bedauere zutiefst, dass ich mich als Sozialdemokrat auf diesem Planeten maximal 20.000 km von euch distanzieren kann.https://t.co/upLlxOoCyt
— Stephan Schorn (@schorn_stephan) November 30, 2020
جدير بالذكر أنه قبل عام في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وصف شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني في مؤتمرهم العام حركة الشبيبة الفتحاوية بـ”شريك وثيق”، وتبنوا حينها عدداً من القرارات، من بينها عدم التصويت ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، ومناهضة قرار الاتحاد الأوروبي بوسم بضائع المستوطنات. هذه القرارات اعتبرتها حركة الشبيبة الفتحاوية في فلسطين انحيازاً لإسرائيل، وردت على تلك القرارات ببيان أشارت فيه إلى قرارها بوقف أي تعامل مع شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، والتقدم بشكوى رسمية ضدها إلى المنظمات الاشتراكية الشبابية في العالم، التي تنتمي لها الحركتان.
المصدر: دويتشه فيله