المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

التطبيع العربي- الاسرائيلي بقالب رسمي ورفض شعبي

بقلم: ربحي دولة*

ما زال مسلسل الهرولة نحو التطبيع مع دولة الكيان مستمرا بفعل ما تمارسه امريكا ورئيسها ترمب من سياسة ضغط وابتزاز بحق الدول الضعيفة التي تحكمها أنظمة هشة، فيما طوت دول عربية عدة صفحة من العلاقات المقطوعة علنا مع الاحتلال الى علاقة ” انبطاح ” كامل لهذا الكيان، ولعل المناظر التي شهدناها من قبل البعض الاماراتي في كيفية استقبال الصهاينة على اراضيهم وكأنهم يستقبلون أفراد عائلاتهم، وكذلك التهافت على السوق الاسرائيلي من قبل أصحاب رؤوس الاموال من خلال عقد صفقات مع شركات تعمل داخل المستوطنات المقامة على ارضنا الفلسطينية المغتصبة بل وصل الأمر الى أبعد من ذلك، عندما قام احد شيوخهم بشراء نصف أسهم نادي ” بيتار القدس” الصهيوني العنصري الذي يكره العرب بل لا يقبل أن يلعب أي عربي في صفوفه.
هذه الحالة تعبر عن مدى الانحطاط الذي وصلت اليه هذه الانظمة الهشة وبعض من شعوبهم.
المغرب اليوم تستجيب للضغط الامريكي وتحت ذريعة اعتراف النظام الامريكي بأحقية المغرب في الصحراء الغربية وأنها اراض مغربية، هذا الابتزاز السياسي الذي لا معنى له ولا قيمة كون امريكا ليست الجهة الرسمية التي تمنح الشرعية او تنزعها عن اي جهة او دولة وإنما هي دولة ذات توجه استعماري تهدف الى السيطرة على العالم بكافة الطرق.
إن الإعلان عن اتفاق مغربي اسرائيلي يهدف الى إنهاء حالة العداء و فتح علاقات رسمية بينهم ليس بغريب كون المغرب بملكها الراحل كانت اكثر دولة بعد دول الكومونولث تسهيلا لهجرة اليهود المغرب الى فلسطين للاستعمار فيها وتعتبر الجالية اليهودية المغربية من اكثر الجهات الداعمة لليمين المتطرف، حيث أن أكثر الحكومات الصهيونية تطرفا في الوقت الحالي حكومة “النتن ياهو”، هناك عشر وزراء من يهود المغرب وهناك اكثر من مئة مغتصبة صهيونية لصهاينة المغرب،
لكن ما يختلف في حال المغرب عن دول الخليج المطبعة أن هذا الاتفاق سيقابل برفض شعبي كبير لدى شعب المغرب الذي يعشق فلسطين وشعبها ويعشق القدس والمقدسات وسيكون له كلمته في قادم الايام وستبقى هذه الاتفاقية مابين الحكومتين دون انخراط الشعب المغربي فيها.
يبدو أن ترمب وقبل رحيله عن سدة الحكم في الولايات المتحدة وبعد خسارته للانتخابات متوجها نحو تطبيق صفقته التي يهدف منها الى تصفية القضية الفلسطينية وفتح أبواب الدول العربية لدولة الكيان من اجل تغلغلها كالسرطان في هذا الجسم ليسهل السيطرة عليه والتمتع في خيراته.
الامارات والبحرين كانت البداية ودورهم معروف وهو تغطية نفقات هذه الخطة وادخال المستثمرين الصهاينة الى السوق الخليجي للسيطرة عليه وتسويق كل منتجاتهم داخل هذا السوق والذي يعتبر سوقا لا يستهان به لان الخليج العربي بمجتمعه يعتبر مجتمعا مستهلكا غير منتجا وبالتالي من السهل اجتياحه واغراقه بكل منتجات المحتل.
وبعد كل ما وصلنا اليه من تردي للحالة العربية والاسلامية وتخليهم عن دعمنا ودعم قضيتنا وبالعكس اصبحوا يهرولون نحو دولة الاحتلال محاولين كسب ودهم لحماية أنفسهم وانظمتهم يتوجب علينا فلسطينيا العمل من أجل توحيد الصفوف كي نتمكن من مواجهة الاحتلال ومخططاته وحدنا بعد أن كنا نراهن على عمقنا العربي والاسلامي من خلال الإسراع نحو طي صفحة الانقسام والعمل خلف القيادة الفلسطينية الموحدة برئاسة الرئيس محمود عباس اتوصلنا الى الهدف الحقيقي الذي استشهد من اجله الالاف من ابناء شعبنا وقضى خيرة شبابنا مئات السنين خلف القضبان من اجل حرية الوطن والعيش في ظل دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
نعم لا نملك من السلاح سوى إرادتنا وعزيمتنا وقوة حقنا.. نتسلح بها في مشوار التحرير خلف قيادتنا الحكيمة نحو القدس خالية من الاحتلال ودولة كاملة السيادة وقد زال كل أثر لهذا المحتل الغاصب.

* كاتب وسياسي

Exit mobile version