المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ميديا لاين الأمريكية (حصري): ناصر القدوة: إدارة ترامب لعبت الدور الأكثر تدميرا للقضية الفلسطينية

قال ناصر القدوة، رئيس مؤسسة ياسر عرفات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وهو أيضًا وزير خارجية سابق في السلطة الفلسطينية، وسفير لدى الأمم المتحدة، بأنه يعتقد بأن هناك احتمالات للعمل مع الإدارة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وأن هناك ارتياح بعد أربع سنوات من إدارة ترامب. وقال الدبلوماسي المخضرم لتجمع صغير من الصحفيين في رام الله في نهاية الأسبوع إن الرئيس دونالد ترامب “تسبب في الكثير من المشاكل والكثير من المتاعب للنفوذ الأمريكي في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لنا نحن الفلسطينيون، كان الجانب الأكثر أهمية في الانتخابات الأمريكية هو من سيترك المنصب وليس من سيتولاه”.

قال القدوة”هناك فرق كبير بين ترامب وبايدن. لماذا؟ لأسباب واضحة ومنها أن الإدارة التي سترحل لعبت الدور الأكثر تدميرا للقضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية …”. لقد قطعت السلطة الفلسطينية جميع الاتصالات مع الإدارة الأمريكية بعد فترة وجيزة من اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في نهاية عام 2017، وغضب الفلسطينيون من القرار لأنهم يروا بأن القدس الشرقية عاصمة مستقبلية للدولة فلسطينية”. وأضاف القدوة: “بينما كانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة منحازة لإسرائيل، فإن إدارة ترامب نقلت الأمر برمته إلى مستوى جديد من خلال تبني الموقف الأيديولوجي المتطرف للمستوطنين الإسرائيليين والصهاينة المسيحيين في أمريكا. بالاضافة إلى تراجع الإدارة المنتهية ولايتها عن السياسة الأمريكية التقليدية بشأن الصراع، وبدأت الإدارة بالتخلي عن حل الدولتين”.

علاوة على ذلك، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية انتهاكًا للقانون الدولي، مما يعكس أربعة عقود من السياسة الأمريكية ويزيل ما كان يمثل حاجزًا مهمًا أمام الضم الإسرائيلي للضفة الغربية وأراضي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

يقول القدوة إن ترامب بذل جهودا “لتصفية” وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) من خلال إنهاء المساعدات الأمريكية لها وقطع ملايين الدولارات من المساعدات للشعب الفلسطيني بما في ذلك السلطة الفلسطينية، وكذلك أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأمريكية، كل ذلك جعل الفلسطينيين يأملون في حدوث تغيير في واشنطن.

لم يكن القدوة راضيا بشأن قضية التمثيل الفلسطيني في واشنطن، والتي أغلقت في عام 2018 وقال: “سأخاطر بإغضاب زملائي بالقول بصراحة، أنا لا أبالي بهذا، وأن الظروف التي سُمح بموجبها لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بالعمل كانت مهينة. لدينا تمثيل يحتاج إلى موافقة رئاسية كل ستة أشهر، والآن أصبحت الموافقة أكثر صعوبة مع تشريع جديد أصدره الكونجرس الأمريكي بشأن قانون مكافحة الإرهاب وقانون تسجيل الوكيل الأجنبي. من يحتاج هذا؟ من الأفضل ألا يكون لدينا هذا المكتب. يمكننا التفاوض على شروط وجود سياسي كريم مع نوع من الحصانة الدبلوماسية”.

في أبريل 2018، اتهم القدوة السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، بالتواطؤ في “جرائم الحرب” الإسرائيلية. كان فريدمان مؤثرا في قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وكان المحفز وراء قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، كان مؤيدًا قويًا للمستوطنات اليهودية. يأمل القدوة بأن تبدأ الإدارة الجديدة بما يمكن أن يعكس سياسات ترامب المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإعادة دعم الأونروا، واستئناف المساعدة الأمريكية للشعب الفلسطيني، وإعادة فتح القنصلية في القدس الشرقية. وبدون التراجع عن هذه التحركات، ستبقى القدس خارج الطاولة… وبالتالي هناك حاجة إلى استعادة جدول المفاوضات من خلال إعادة فتح القنصلية على الأقل. يدعم بايدن حل الدولتين، لكن نائب الرئيس السابق كان جزءًا من إدارة أوباما التي فشلت في دفع المفاوضات إلى الأمام بين إسرائيل والفلسطينيين. يقر القدوة بأن إدارة بايدن ستواجه الكثير من القضايا بدءًا من التعامل مع فيروس كورونا الجديد والاقتصاد الأمريكي، لكنه يصر على أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتطلب اهتمامًا أكبر من الادارة القادمة.

يقول القدوة إن المبادئ الخمسة التي أوضحها وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري في أواخر عام 2016، قبل أسابيع من مغادرته منصبه، “حظيت بتأييد” الرئيس باراك أوباما آنذاك. تضمنت خطة كيري خمسة مبادئ أساسية لإنهاء الصراع: الاعتراف بالحدود الدولية، ودولتين لشعبين، وحل واقعي للاجئين، والقدس عاصمة لدولتين، وضمانات لتلبية احتياجات إسرائيل الأمنية. وأضاف القدوة: “من مصلحة الولايات المتحدة والمنطقة توسيع نطاق المفاوضات والحصول على مشاركة أكبر عدد ممكن من اللاعبين حيث تشارك دول الاتحاد الأوروبي في جهود الوساطة بالإضافة إلى روسيا والصين والدول العربية الرئيسية”.

كما تحدث القدوة حول تقديم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي استقالها حيث ورد أنها مستاءة من قرار السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس بإعادة العلاقات مع إسرائيل دون استشارة منظمة التحرير الفلسطينية. وقال القدوة: “أعتقد أنها حاولت الإدلاء بتصريح سياسي مع استقالتها الأخيرة ، لكنني لا أعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك”. كما أثارت المسائل الدبلوماسية الإسرائيلية الأخيرة التي تجسدت في صفقات التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة والمغرب قلق القدوة بشكل كبير وقال “ما حدث للأسف، وتحديداً مع الإماراتيين والبحرينيين، لم يكن مجرد عكس لمبادرة السلام العربية، بل تطبيع دون انسحاب”.

المصدر : ذي ميديا لاين الأمريكية
ترجمة مركز الإعلام

Exit mobile version