المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن وتطبيق الرؤية الفلسطينية

بقلم: ربحي دولــة

حالة من الترقب تسود الشارع الفلسطيني لما ستؤول اليه الأمور بعد انتهاء عهد ترمب واستلام إدارة بايدن الجديدة للولايات المتحدة.
عهدٌ تفنن فيه ترمب بتنفيذ قرارات مست بشكل مُباشر قضيتنا الوطنيىة، حيث نقل سفارة بلاده الى القدس المُحتلة بعد اعترافه بها كعاصمة موحده لدولة الاحتلال بعد ان بقي هذا القرار الذي اتُخذ مُنذ عقود وكان أيضاً مادة مُهمة في حملة أي مُرشح أمريكي للرئاسة، ولم يجروء أي من الرؤساء السابقون على فعله وتنفيذه خوفاً من ردات الفعل التي ممكن أن تحدث نتيجة هذا القرار.
لكن بعد سنوات من التيه العربي وغرقه في صراعات داخلية دعمتها أمريكا من أجل إضعاف هذه الدول وكذلك حالة التنصل الصهيوني من كل الاستحقاقات المفروضة عليه وفق اتفاق الحل المرحلي الذي وقع بين منظمة التحرير ودولة الكيان.
هذه الممارسات الاحتلالية جعلت موقف السلطة الوطنية يضعف وانعدمت الثقة لدى الجماهير الفلسطينية بأي مشروع تسوية مع دولة الاحتلال لأنها وعلى مدار خمس وعشرون عاماً نقضت كل الاتفاقات ولم تفي بالتزاماتها اتجاه السلطة الفلسطينية وتهربت من كل الاستحقاقات، وفي المُقابل كانت تتمسك لما لها من استحقاق علينا تنفيذه .
بعد انتفاضة الاقصى وبعد كل المحاولات التي حدثت من أجل إعادة الأمورلاستكمال المسيرة السلمية للتوصل الى حل نهائي يُنهي الصراع العربي الصهيوني وحل عادل لقضيتنا يفضي الى اقامة دولة فلسطينية على الاراضي التي احتلت في العام ١٩٦٧ .
كل المحاولات باءت بالفشل وبعد فوز “حماس” بالانتخابات التشريعية، أخذت دولة الكيان هذه النتيجة ذريعة واهية للتنصل من التزامتها على اعتبار أن “حماس” حركة ارهابية وحصل الانقسام الفلسطيني بفعل سيطرة “حماس” على قطاع غزة بقوة السلاح.
هذا الانقسام البغيض منح الاحتلال ذريعة جديدة كي يوسع هوة الانقسام والهروب من الاستحقاقات، ومُنذ تلك اللحظة واليمين يُسطر على دفة الحكم في دولة الكيان وعلى رأسه الإرهابي الكبير نتنياهو الذي مارس بحق شعبنا أبشع الممارسات، فشنوا حروباً وعدواناً على شعبنا في قطاع غزة بذريعة التصدي لصواريخ حماس، ودفع شعبنا وقضيتنا ثمناً كبيراً نتيجة هذا الانقسام ونتيجة العدوان ودائماً ماكانت حكومة الاحتلال تلقى الدعم المُطلق من راعيتها أمريكا.
لكن ما تلقته هذه الدولة في عهد ترمب لم تتلقاه من اي إداره أمريكيه سابقة.
نقل السفارة وفتح أبواب الدول العربية من خلال اتفاقات تطويع للأنظمة العربية الهشة مع الاحتلال دون أي ثمن وانما مقابل حماية أمريكيه من عدو وهمي لا مكان له في الحقيقة، ولا يُشكل أي خطر بل على العكس هو حليف باطني للولايات المتحدة وأطلق ترمب خطته التصفوية التي لاقت قبولاً من بعض هذه الدول ورفضاً فلسطينياً قاطع للتعاطي معها باي شكل من الأشكال.
أيام وتنتهي فترة ترمب وستنتقل الإدارة الجديدة الى المنتخب جو بايدن على أمل أن يُغير في سياسة أمريكا تجاه قضيتنا الفلسطينية، بحيث يُلغي خطة الضم ويُعيد افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية وفتح مكتب مُنظمة التحرير وإعادة المُساعدات للشعب الفلسطيني كانت قد تعهدت بها امريكا منذ تأسيس السلطة وقطعها ترمب .
كل هذه الأشياء من شأنها إعادة الثقة بإمكانيه التوصل الى حل يُنهي مُعاناة شعبنا ويتخلص من نير الاحتلال .
أعتقد أن صمود قيادتنا وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس وخلفهم شعبنا العظيم في وجه كل الضغوط التي مورست من قبل أمريكا راعية الاحتلال ودولة الكيان لأكبر دليل على أننا في طريقنا نحو بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف هذا الحق الذي سينتزعه شعبنا وقيادتنا الحكيمة رغم أنف الاحتلال لأن قوة حقنا أكبر من قوة جبروتهم وقوة سلاحهم.

Exit mobile version