المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“سبسطية” في دائرة الاستهداف مرة أخرى

يوم الإثنين الماضي، كانت بلدة سبسطية شمال نابلس، على موعد مع اقتحام جديد لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، لكن هذه المرة كانت لأهداف مختلفة، لشرعنة سرقة التاريخ والآثار، وتخصيص مبالغ مالية لتحقيق أطماع المستوطنين.

ما يسمى بوزير القدس والتراث في حكومة الاحتلال الحاخام رافي بيرتس، عقد مؤتمرا صحفيا فوق أراضي سبسطية، أطلق خلاله مع “رئيس مجلس المستوطنات” يوسي دغان خطة متعددة السنوات “لمحاربة الآثار في المواقع التراثية في يهودا والسامرة” حسب مواقع عبرية، وذلك من خلال تخصيص 24 مليون شيقل، للحرب ضد الآثار على حد تعبيرهم.

وسبسطية التي تمتار بانتشار الآثار فيها، من شارع الأعمدة، ومقام ومسجد النبي يحيى، إضافة إلى الأسقفية الرومانية، ومسارح أثرية، والمحكمة، والمدرج الروماني، ومقبرة الملكية التي تعود للحقبة الرومانية، والبرج اليوناني الوحيد بفلسطين، باتت تواجه اليوم أخطر سياسات التهويد، لتحقيق أطماع الاحتلال ومستوطنيه في هذه البقعة التاريخية، فتشهد هجمة شرسة من سياسات الهدم، والاقتحام اليومي، وتهديد بإزالة العلم الموجود على إحدى التلال القريبة من الموقع الأثري.

الدعوات الكثيرة التي كان يطلقها المستوطنون لاقتحام الموقع الأثري في سبسطية أسبوعيا، توجت بخطة للاستيلاء والإحكام على المواقع الأثرية فيها، حسب ما أفاد به رئيس البلدية محمد عازم في حديث خاص لوكالة “وفا”.

عازم أكد أن الاثنين الماضي قرابة الساعة التاسعة صباحا اقتحمت قوات الاحتلال البلدة ثم تلاها اقتحام لمركبات كبيرة خاصة سوداء اللون للموقع الأثري، وتبين أنها كانت تقل “وزير القدس والتراث” الحاخام رافي بيرتس، و”رئيس مجلس المستوطنات” يوسي دغان، وعقدا مؤتمرا صحفيا داخل المدرج الروماني، لإطلاق خطة لدعم الأثار وحمايتها ومن أهمها سبسطية.

وأوضح عازم “انه عقب إنجاز مشروع “البيدر السياحي” من قبل البلدية في مناطق مصنفة /ب/ والاحتفال به، بإشراف من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، جن جنون المستوطنين، وتصاعدت الحملة من اجل الاستيلاء على المواقع الأثرية، وأصبحوا يعدون برامج لاقتحام البلدة والمواقع بشكل أسبوعي.

وبين أن الخطة التي أطلقها رافي بيرتس وخصصت لها 24 مليون شيقل، تهدف الى تنفيذ حفريات واستكشاف لمواقع أثرية جديدة، إضافة الى توفير الحماية لهذه المواقع من الفلسطينيين، وتوفير طائرات صغيرة مسيرة للمستوطنين من أجل مراقبة هذه المواقع، هو ما اعتبره عاز مؤشرا خطيرا جدا.

وتابع عازم: “الخطورة أيضا من هذه الخطة هو الانتقال من التهديدات السابقة والبرامج التي كانوا يتحدثون عنها عبر الاعلام العبري لمرحلة تنفيذها، وهناك نوايا من أجل إيجاد طرق بديلة للمستوطنين لتأمين دخولهم، تكون على حساب أراضي المواطنين في البلدة، وهي زراعية وملكية خاصة، وتقع تحتها مواقع أثرية عمرها آلاف السنين.

وأشار عزام إلى أن سلطات الاحتلال هددت أنه في حال بقي العلم الفلسطيني مرفوعا في ساحة “البيدر” أو ما يعرف عنها “البازيليكا”، فإنها ستنفذ مخططاتها.

واعتبر أن تنفيذ مخططات الاحتلال في شق طريق خاص للمستوطنين، خطوة أخرى للاستيلاء أكثر على المواقع الأثرية، والتأكيد على تواجد المستوطنين الدائم، ما يعني ضرب السياحة الداخلية والدولية، وحرمان الأهالي من الوصول الى أراضيهم بسبب انتهاكات الاحتلال.

وأعرب عازم عن قلقه من تقسيم المنطقة زمانيا ومكانيا، ما يعني احكام الاستيلاء عليها بشكل كامل، داعيا الى مواجهة هذه الانتهاكات على الصعيدين الرسمي والشعبي لحمايتها من المستوطنين.

ويشار الى أن عددا من الباحثين والمؤرخين، أكدوا أن من أهم العصور التي مرت على سبسطية هو العصر الروماني، والتي اكتسبت اسمها من الامبراطور الروماني الأول “اغسطس”، والتي تعني في اليونانية “سباتوس”، وسميت نسبة اليه “سباستية”.

وفا- بسام أبو الرب

Exit mobile version