المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

جبل الجمجمة يقاوم الاستيطان بشموخه وتشبث أصحابه

يطل جبل “الجمجمة”، شمال غرب حلحول، بمحافظة الخليل، شامخا في أعلى قمة جبلية في فلسطين (يرتفع عن سطح البحر نحو 1030 مترا)، في التصدي لسياسات الاستيطان التي تلف المنطقة، وفي مجابهة محاولات الاستيلاء عليه، لما يشكله من موقع استراتيجي بات محط أطماع الاحتلال ومستوطنيه، علانية.

ولم تنفك جهود أصحاب الأراضي، في الذود عن حمى هذا الجبل، الذي يطمع الاحتلال في نهشه وبتره عن سياقه الجغرافي الفلسطيني الطبيعي؛ حيث زرعوا العشرات من أشجار ثمار الزيتون ترسيخا لهويته، مجابهين اعتداء الاحتلال عليهم لثنيهم عن جهودهم.

ويتمتع جبل الجمجمة بموقع استراتيجي مميز؛ حيث يطل من علوه على العديد من المناطق المحيطة. ويضع الاحتلال عين الاستيطان عليه كونه يطل على ما يسمى مستوطنة “كرمي تسور” المقابلة، وعلى الطرق الواصلة إلى التجمع الاستيطاني المسمى “غوش عتصيون”، وتلك المارة إلى “مستوطنة كريات أربع” شرق مدينة الخليل، ويمثل شريانا للوصول إلى سعير وبيت أمر وبيت فجار.

ويؤكد رئيس بلدية حلحول، حجازي مرعب، أن هذه المكانة الطبيعية التي يتمتع بها جبل الجمجمة، جعلته في مرمى الاستهداف الاستيطاني؛ فمنذ شهور قامت مجموعات من المستوطنين، تقلهم حافلات وسيارات، باقتحامه فجرا ونصب خيم استيطانية بغطاء من قوات الاحتلال.

ويضيف مرعب، إن جبل الجمجمة يشكل موقعا استراتيجيا مهما في مدينة حلحول، حيث يطل من ناحية الشرق على جبال الأردن، ومن ناحية الغرب يُرى من فوقه ساحل البحر المتوسط، ناهيك عن إطلالته على مستوطنات قريبة، ويشكل نقطة مراقبة قوية بالنسبة للاحتلال، نظرا لإطلالته المرتفعة.

ويحاول المستوطنون ومعهم قوات الاحتلال الاعتداء على الأرض والمزروعات واقتلاع أشجار العنب، فيما يصر أصحاب الأراضي على التمسك بالجبل وطرد المستوطنين، ومنعهم من محاولة الاستيلاء عليه وإقامة بؤر استعمارية، في محاولة لمجابهة مطامع المستوطنين الكبرى في الاستحواذ عليه، حيث سبق أن حاولوا السيطرة على الجبل وإقامة مستوطنة عليه.

ويشدد مرعب على أن إجراءات الاحتلال بمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، من خلال محاولات فرض طوق كامل وتحويلها لثكنة عسكرية، لن تثنيهم عن الوصول إلى أراضيهم لحراثتها وزراعتها، والتشبث بأشجارها.

وقال مرعب: “إن المستوطنين يحاولون فرض أمر واقعي، لكننا نؤكد أن هذه المنطقة فلسطينية وستبقى كذلك، فنحن متجذرون في ترابها، ومجبول بها دمنا”.

ويتمسك المواطنون بجبل الجمجمة ويواصلون فعاليات الصمود والتصدي، ولن يتركوه وحيدا في تصديه لمحاولات الاستيلاء، فهو أرض فلسطينية، والاحتلال إلى زوال، ويعملون على زراعة عشر أشتال، كلما حاول الاحتلال ومستوطنوه خلع شجرة زيتون من جبل الجمجمة، كما سائر أراضينا وجبالنا.

الحياة الجديدة- وسام الشويكي

Exit mobile version