المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

كتاب الوجه الآخر العلاقات السرية بين النازية والصهيونية

بقلم: أ.محمد حسن أحمد

يحمل المقال عنوان رسالة الدكتوراه للسيد الرئيس محمود عباس في العام 1982م، وتم نشرها باللغة العربية في العام 1984م، حيث تتألف رسالة الدكتوراه من أربعة فصول، أولها بداية العلاقة، والفصل الثاني موقف قيادة الحركة الصهيونية من المذبحة، ويتضمن الفصل الثالث المتواطئون، فيما كان الفصل الرابع بعنوان: الأغبار، وبقراءة متأنية للكتاب نجد أنه من الأهمية بمكان قراءة نصوص المحتوى الذى أشار إليه الرئيس “أبومازن” في زمن توازن القوى في ظل الحرب الباردة موضحًا الفكر الصهيوني والدعاية التي روجت للمذبحة، والتضخيم الذى اعتمد نظرية التضحية باليهود كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية واستعمارية، ليوضح الفصل الأول بداية العلاقة بين قيادة الحركة الصهيونية وحكومة ألمانيا النازية 1933-1939،بدايةً من الاتفاق بين الوكالة اليهودية والحكومة الألمانية عُرِف باسم اتفاقية هعفارا “النقل”، وما شابها من وجهات نظر بين مؤيدٍ ومعارض لهجرة أو تهجير اليهود إلى فلسطين، وفي الفصل الثاني موقف قيادة الحركة الصهيونية من المذبحة، حيث يوضح الكتاب المذبحة التي أصابت اليهود بعد الحرب العالمية الثانية على يد النازية، إذ أن الحركة الصهيونية أخفت المعلومات التي كانت تَرِد من داخل أسوار الجيتو ومعسكرات الاعتقال، كما قامت الحركة الصهيونية بعمليات تحريضية واسعة ضد اليهود الواقعين تحت الاحتلال النازي؛ وذلك لاستعداد النظام الهتلري ضدهم، والانتقام منهم، وتوسيع الإبادة الجماعية، ويتطرق الكتاب إلى الحديث عن القومية اليهودية والعنصرية اليهودية كأساس للفكر الصهيوني لعزل اليهود عن الشعوب التي ينتمون إليها ويضع حاجزًا منيعًا بين الطرفين قائمًا على عدم الثقة، وزعزعة رابطالمواطنيةالتي استمرت بينهما أكثر من ألف سنة ، ويتناول الكتاب مؤتمر ايفيان ومؤتمر برمودا ومؤتمر بلتيمور، وماتوصلت إليه تلك المؤتمرات لتحديد أين تكون هجرة اليهود ومحطتهم الأخيرة، كما تطرق الكتاب إلى بعض الأسماء اللامعة في الحياة الصهيونية؛ لتوضيح الدور الذى قام به كل منهم وهم: رومكو فسكي وميرين وجينز ونوسيغوكاستنر.

إن هذا الكتاب يشكل إضافة نوعية لكل مهتم بالصراع العربي الإسرائيلي؛ كونه يتناول حقائق تحدد ملامح الفكر الصهيوني ومنطلقاته وأهدافه، بما يساعد الكتاب والباحثين والمثقفين التعرف إلى طبيعة الصراع الممتد بين العرب ورأس الحربة الاستعمارية على حساب الحقوق العربية..

Exit mobile version