المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

سلفيت.. اعمال خيرية تحت وطأة الكارثة

لم يعد أحد يشك أن ما تمر به فلسطين، ومثلها العديد من دول العالم “ذات الإمكانيات المحدودة”، هي أوضاع صحية خطيرة جدا نتيجة تأثير جائحة كورونا، حيث الارتفاع المخيف في أعداد الوفيات والإصابات وظهور طفرات جديدة متحورة أسرع انتشارا وأكثر حدة في أعراضها، الأمر الذي يستدعي وقفة الكل، وقفة جدية ومؤثرة.

رأس المال الفلسطيني، رجال الأعمال والشركات الكبرى وحتى الصغرى، هذا هو الوقت لتقوم بواجبها الوطني والأخلاقي تجاه وضع صحي صعب وقاتم وغير قابل إلا لمساندة فعلية وسريعة من قبل كل من يقدر على أن يفعل شيئا.

كارثة صحية، لم نشهدها إلا في الحروب، لكن حتى في الحروب كانت هناك حلول ومنافذ، لكن في هذه المرحلة قد تبدو الحرب ما هي إلا يوم واحد من أيام كورونا الصعبة على أهلنا وأحبتنا وناسنا وطواقمنا الصحية.

بلغت في الأيام الأخيرة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، نسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفيات أكثر من 50%، فيما نسبة إشغال أسرّة العناية المكثفة بلغت ما يقارب 99% في مجمل المحافظات، وهي نسب عالية دفعت إلى إغلاق معظم المحافظات بشكل شامل، تفاديا لانزلاق الأوضاع الصحية إلى مزيد من التدهور، خاصة في ظل تأخر وصول اللقاحات لعدة أسباب.

في محافظة سلفيت، التي ارتفعت فيها وتيرة الوفيات والإصابات خلال الأسابيع القليلة المادية بشكل ملحوظ، كان التنبه مبكرا لحجم ما نمر به من خطر، والتهيؤ بما هو متاح لما قد يكون الأسوأ، فانطلقت برعاية بلدية سلفيت، مبادرة تدعو المجتمع المحلي للمساهمة في توفير أجهزة تنفس اصطناعي متنقلة، ومواد طبية، تخدم المواطن وتخفف عن كاهل الكادر الطبي.

المبادرة جمعت من المتبرعين وهم جميعهم أناس عاديون، خلال يومين أكثر من 50 جهاز تنفس اصطناعي، وأبقت في خزينتها ما يمكن من خلاله شراء أكثر من 50 جهاز آخر، قبل أن تقوم بتوفير مواد ومستلزمات طبية لمستشفى الشهيد ياسر عرفات الحكومي ومركز استقبال حالات كورونا في مدينة سلفيت.

رئيس بلدية سلفيت، عبد الكريم الزبيدي قال لـ”وفا”: على الجميع تحمل مسؤوليته، خاصة من يملكون القرار، والبلديات الكبرى في جميع المحافظات، وأن يبدؤوا حملاتهم للتخفيف عن المصابين وتقليل الضغط على المستشفيات ومساعدة الكوادر الطبية للحد من الأزمة التي تعاني منها جميع محافظات الوطن.

وأضاف: هناك أناس اتصلت لتتبرع بألف شيقل، وأخرى بمئة شيقل، الجميع بحسب امكانياته وظروفه، فوجدنا النخوة والأصالة في ناسنا، حتى أن إحدى النساء تبرعت بحلق أذن من ذهب خاص بها.

وبين، المجالس القروية والبلدية في محافظة سلفيت، قامت بحملات مشابهة، منها: ياسوف، الزاوية، كفل حارس، وكان هناك تفاعل وثقة كبيرة من المجتمع المحلي بهذه المبادرات، لأنه لمس على أرض الواقع النتائج.

بدورها، قامت جمعية “سلفيت الخير” بإطلاق حملة تبرعات وصلت قيمتها إلى (80 ألف شيقل)، حيث قامت بتزويد مستشفى الشهيد ياسر عرفات وجمعية الهلال الأحمر في سلفيت بمعدات ومسلتزمات طبية ملحّة.

وقال المتطوع في “سلفيت الخير” عماد الأمين لـ”وفا”: قمنا خلال الحملة بشراء 10 أجهزة توليد أوكسجين كبيرة “سعة 10 لتر”، و3 أجهزة مونيتور لقياس القلب والنبض، وجهازين تنفس من الأجهزة الدقيقة و4 أجهز لارنج سكوب وهي أجهزة دقيقة لفتح مجرى التنفس، وجهازين بيتيين للتنفس الاصطناعي، وطاولات وخزائن طبية لغرف العناية المكثفة.

وفا – يامن نوباني

Exit mobile version