المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

المخابرات العامة الفلسطينية تضرب من جديد

بقلم: د. شريف الطاهر

لم يفاجئنا اللواء ماجد فرج وصحبه بهذا الكم من الحب والعطاء والمخاطرة في سبيل اعادة غرس اربع زهرات في حديقة الوطن، في رسالة واضحة للقاصي والدان بأن امن الوطن والمواطن على رأس اولويات جهاز المخابرات العامة الفلسطينية وان بوصلته لن تحيد عن فلسطين.

وليس بجديد على ثلة امنوا بربهم وبشعبهم وبحكمة قيادتهم وعدالة قضيتهم ، وتسلحوا بتعليمات الاب اللواء ماجد فرج ابو بشار، تلك التعليمات والتوجيهات التي تفيض وطنية وحنانا وتصميما على تحقيق المستحيل في زمن المستحيل، في زمن اصبح الممسك بالمبادىء كالممسك بالجمر اللاهب.
جهاز المخابرات العامة الفلسطينية يضرب من جديد، ينثر الحب والامل، يرسم شعاعًا ليعطي شعبنا املا بأن القادم اجمل وأن هناك من عاهد الله وعاهد شعبه على الثبات على وصايا رموزنا التي رسمت طريق الحرية والقدس والاستقلال.

ذات مساء وعلى مكتبه في مقر جهاز المخابرات العامة، وبعد مغادرة ضيف من جبل النار، ذلك الجبل الذي شهد ثورات عدة وقدم شهداء وأسرى وجرحى على مذبح الحرية منذ مائة عام وحتى اليوم، أطرق اللواء ماجد فرج برأسه الذي اثقله ذلك الضيف بالهموم، وحمله امانة اقل ما يقال عنها انها حمل ثقيل يعجز عن حمله اعتى الرجال وأقواهم، لكن الضيف كان يدرك ان اللواء ماجد فرج هو الاقدر والاجدر على تلك الامانة ولن يخيب ظنه فيه.

اطرق مفكرا ومصمما ودارت في رأسه السيناريوهات المختلفة؛ اكثرها كان حالك السواد، فالامانة تمثلت بإعادة اربع زهرات الى ذويهن يتواجدن في اخطر بقاع الارض دموية، في عش دبابير داعش في سوريا، في منطقة عجز التحالف الدولي عن اختراقها واحتوائها، وعجز النظام السوري في اعادة السيطرة عليها، وفشلت جيوش تركيا وروسيا في دخولها.

اللواء ماجد فرج يدرك ان الدخول لتلك المنطقة والخروج منها مهمة مستحيلة، وما يزيد من استحالتها هو كيفية اخراج اطفال لا يدركون حجم المخاطر التي تحيط بهم. وبعد تفكير عميق وحسابات طويلة ومعقدة، غلب عليه الواجب الوطني والمهني والاخلاقي، وبثقته العالية بأداء ومهنية ضباط جهازه، قرر انه يجب اعادة زهرات عائلة مخلوف الى ارض الوطن مهما كلف الثمن.

وبعد اطلاع فخامة الرئيس ومباركته، بدأت العملية المعقدة و السرية لجهاز المخابرات العامة الفلسطينية بتعليمات واشراف مباشر بكل الحيثيات والتفاصيل من معالي رئيس المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، وشاركت
صقور الجهاز في الوطن و الخارج في العملية، وكان العمل موصولا ليلا نهارا، لتنتهي العملية بتحرير الزهرات الأربعة من قبضة يد الإرهاب ( تنظيم داعش الإرهابي) من عقر داره داخل سوريا، بعد خمس سنوات كاملة من الغياب القسري عن فلسطين.

وكعمليات سابقه نجح جهاز المخابرات العامة الفلسطينية بمتابعة أدق التفاصيل لحظة بلحظة على مدار فترة زمنية طويلة و معقدة، و تفاصيل كثيرة حملت مخاطر كبيرة ادت الى اخراج الفتيات الأربعة من سوريا إلى تركيا، و منها إلى فلسطين ليلتم الشمل ويصبح واقعا جميلا رسمه اللواء ماجد فرج بعد ان كان مستحيلا.

سلمت ودمت معالي اللواء ماجد فرج أبو بشار رئيس جهاز المخابرات العامة، وسلمت السواعد التي علمتها معنى الانتماء والتضحية والفداء وغرست فيهم ان لا كرامة لقيادة تكون كرامة شعبها مهدورة.

Exit mobile version