المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ناصر القدوة والسقوط الأخير

بقلم: بلال حمدان

مخطئ من يعتقد أن الأخ الرئيس هو من فصل ناصر القدوة من اللجنة المركزية وحركة فتح….
فالرئيس هو رئيس لجنة قيادية منتخبه من ١٨ عضوا …
ولو تسعة صوتوا ضد لكان عاشرهم ..وهذا عرف حركي…
فمن فصل ناصر القدوة ؟؟
….هي اللوائح والنظم الداخلية التي تضبط إيقاع العمل في الجسم الفتحاوي الكبير والذي تعهد كل عضو فيها بالالتزام بها كشرط لعضوية الحركة…والتي نقضها ناصر القدوة وخالفها…ورفض الانصياع والالتزام بها مخالفا أسس الديمقراطية الفتحاوية …فأستوجب تنفيذها بحقه بعد إمهاله فترة زمنية للتراجع عن تفرده بمخالفة إجماع الأغلبية المطلقة وإصراره على تميز نفسه عن إخوته في الحركة …والانتقال من قيادي لحركة فتح…إلى خصم ومنافس لها في انتخابات عامة .

اذا….ناصر القدوة فصل نفسه عن إخوته ورفاق دربه وعن هيئة مؤتمر عام إنتخبته وتنكر للجميع الفتحاوي حين قرر فصل نفسه من حركة فتح.

كان بإمكان ناصر القدوة – لو كان صاحب نوايا حسنة – وهو صاحب رؤية وقدرة سياسية أن يقرر نهاية علاقته بحركة فتح بشكل ديمقراطي يبقي له شيء من الود عند كوادر وقواعد حركة فتح لو اختار الشكل الطبيعي والمناسب وهو “الإستقالة” … والخروج بشكل محترم في طريقه لتشكيل أي إطار يناسب قناعاته…وليذهب حيث يشاء وسنبقى نقول : “الأخ سابقا ” ناصر القدوة …..
وليس : الغدار…الخائن…الطاعن بالظهر…ناصر القدوة.

وكان بإمكان القدوة أن يختار الوقت المناسب للحركة ولاخوته في الحركة للإنسحاب وليس الوقت الذي يخدم مشروعه ومشروع خصوم فتح فيقرر أن يوجه طعنة غدر جعلت كل فتحاوي أصيل يشتم ولا يترحم…ويذهب لوضع ناصر حيث هو أراد أن يكون ” خندق الأعداء ” بل أن نذهب بالتحليل للتساؤلات المشروعة والصعبة …”من غرر به”….
“كم دفعوا له”…” بماذا وعدوه”…هل هو مسقط من الموساد….ال سي اي ايه…أجهزة أمنية عربية معادية …تيارات ساقطة خائنة …؟؟؟

هل هذا قراره من بنات أفكاره …أنه إذا الجنون بعينه….فناصر القدوة …لم يكن يوما قائدا في حركة فتح …أو صاحب تيار….أو صاحب مدرسة فكرية أو تنظيمية….وناصر القدوة …لم يكن بارزا إجتماعيا فلم يشارك يوما بتأبين شهيد…ولا إستقبال أسير…ولا شارك جريح أي ألم…ولم يشارك أسرهم لحظات حزن.
وناصر القدوة …لم يصطدم يوما مع محتل غاشم …لا على حاجز…ولا تضامن ولو في زراعة شجرة في أرض مهددة بالمصادرة…ولم يساهم في بناء خيمة على بيت مدمر..أو تجمع سكني مهدد بالطرد….وحتى مثلا الخان الاحمر لم يبقى فلسطيني الا والتقط الصور في وقفة عز وصمود جبار ….الا ناصر القدوة فلم يكلف نفسه عناء الوصول للخان الاحمر …كي أقلها نذكر لمحة نضال لقائد.
وناصر القدوة…وكما يروج أنه صاحب فكر ورؤية …لم نراه يحاجج…ويفند…ويبطل… ويفرض…فكرة وطنية ضد ما يطرح الإحتلال ومفكريه…ضد مخطط ترامب ومحلليه…ضد مؤتمر البحرين مثلا…ضد قرار الضم…صفقة ترامب….وغيرها وغيرها…بل كان دائما في آخر الصف.. الصف الذي رأسه كان دائما الأخ الرئيس.
فعلى ماذا يستند القدوة في إنسحابه وفصل نفسه عن فتح وتأسيس ملتقاه…وعلى من يستند…؟؟

ناصر القدوة … أراه لغزا للان..ولاني حسن النية …ولا أريد أن أذهب للتحليل …أشبهه بمن فقد التوازن وتأرجح وتأرجح رافضا اي يد إمتدت لاسناده …حتى وقع على رأسه .

Exit mobile version