المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

كلمة الحياة الجديدة: “فتح” الأم الرؤوم

“ويلكم أيكم سيأخذ أمه بسهمه”، هذا ما نهر به الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، جنوده عندما أرادوا أن يأخذوا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، سبية، كغنيمة حرب..!! بعدما هزمت في موقعة الجمل، فسكتوا، وتراجعوا نادمين، وقد أدركوا بنهرة الإمام علي، أنه لا يجوز لأحد مطلقا أن يأخذ أمه بسهمه، أي لا يمكن له أن يسبيها، وبات هذا أمرا لا جدال فيه كسبيل تقوى، وسبيل خلق قويم، وينطبق على كل أم سواء الأم الوالدة، أو الأم في الدين، أو الأم الحاضنة، جماعة، أو حزبا، أو حركة .
ونتحدث هنا بصراحة عن حركة “فتح” أم الوطنيين الفلسطينيين، الذين اقتحموا الصعب والمستحيل، في سبيل تحقيق انتصار قضية شعبهم العادلة، وتحقيق أهدافها، وتطلعاتها المشروعة في الحرية، والعودة، والاستقلال.
نتحدث عن “فتح” التي أرضعت أبناءها حليب الوطنية الخالصة، وطنية الثبات والصمود، والهوية الفلسطينية التي لا تقبل الاحتواء، ولا التبعية، ولا المصادرة، ولا إلأرتهان .
نتحدث عن “فتح” أم المشروع الوطني، وحاميته التي شيدت في دروبه- ولا تزال- مؤسسات الدولة وبناياتها المنوعة، وقد أرست مقومات عقدها الاجتماعي، بمختلف هيئاته السياسية والقانونية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية المدنية.
“فتح” التي لطالما كانت هي الأم الرؤوم، لا لأبناء تنظيمها فحسب، بل لعموم أبناء شعبها، وهي التي أساسا لم توقد شعلة الثورة في مطلع عام خمسة وستين من القرن الماضي، إلا لأجلهم، وفي سبيل حريتهم، وعزتهم، وكرامتهم الوطنية، واسترداد كافة حقوقهم المشروعة.
“فتح” لطالما كانت هي الأم الحاضنة، التي بتربيتها وعطائها صيرت لأبنائها مكانتهم، لا في المشهد الوطني والاجتماعي الفلسطيني فقط، وإنما كذلك في المشهد العربي، والإقليمي، والدولي، وليس لأحد من قياداتها وكوادرها أن ينكر، أويتنكر لذلك، فإن فعل، فعليه إثم الغادرين، حين لن يكون غير الذي يريد أن يأخذ أمه، وليس حتى بسهمه هنا، وإنما بسهم خصومها وأعدائها، والواقع من يقبل على نفسه هذه الحال، فإن النظام الداخلي لفتح ألأم الرؤوم، هو من يضع النقاط فوق حروفها، حصنا منيعا من حولها، ليلفظه، ويلفظ كل من يريد أن يرتكب هذه الفعلة القبيحة..!!

رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة

Exit mobile version