المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

في غياب لقاحات الصغار… كيف نتصرف مع الأبناء بعد تطعيمنا ضد «كورونا»؟

قدم خبراء، عبر مجلة «تايم» الأميركية، مجموعة نصائح للآباء الذين تلقّوا لقاحات ضد فيروس «كورونا» المستجد بشأن كيفية تعاملهم مع أبنائهم في ظل غياب اللقاحات لصغار السن.

وأوضحت المجلة أن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أصدرت، في مارس (آذار)، إرشادات طال انتظارها للأشخاص الذين تلقوا التطعيمات، وأكدت أن بإمكانهم عدم ارتداء الكمامات في أثناء وجودهم بعضهم مع بعض.

ولكن «تايم» طرحت تساؤلاً بشأن العائلات التي لديها أطفال خصوصاً أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً لا يُسمح لهم بالحصول على لقاح وبالتالي لا يمكن توفير حماية كاملة للأسرة، وهل هذا يعني أن الآباء وأطفالهم سيعيشون عاماً آخر من العزلة؟

وقالت المجلة الأميركية إن هناك خبراً ساراً؛ أنه من النادر جداً أن يصاب الأطفال بحالة خطيرة من مرض «كوفيد – 19»، حسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، حيث إن معدلات التعافي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً تعدّ أعلى 80 مرة بين البالغين الأكبر من 85 عاماً.

وتابعت أن معدلات الوفيات لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 85 عاماً أعلى 7900 مرة مقارنةً بالأطفال.

ولكن المجلة أشارت إلى أن هناك دائماً استثناءات مؤسفة، حيث إن هناك أطفالاً توفوا بسبب الفيروس، وهناك بعض الأدلة تشير إلى أن الأطفال، مثل البالغين، يمكن أن يصابوا بأعراض طويلة المدى بعد الإصابة ولكن، بشكل عام، من المرجح أن يكون الطفل مصاباً بحالة خفيفة ويتعافى لاحقاً.

وبشأن كيفية تعامل الآباء مع أطفالهم بعد تلقي اللقاح، قال الدكتور ديفيد كيمبرلين، المدير المشارك لقسم الأمراض المُعدية في مستشفى للأطفال، إنه على الرغم من أن الأطفال معرَّضون لخطر أقل، فإنه لا ينبغي على عائلاتهم أن تسرع في العودة مباشرةً إلى الحياة الطبيعية ما قبل الجائحة، حتى لو حصل الوالدان على اللقاح.

وتابع: «لقد بدأنا في الخروج من الظلام لكننا لسنا في ضوء الشمس الكامل حتى الآن».

وتابعت المجلة أنه مع ذلك يمكن اتخاذ خطوات صغيرة، وفقاً لإرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فيمكن للأشخاص الذين تلقوا اللقاح زيارة أسرة غير ملقّحة بشرط ألا يكون لديها أي مصاب قد يعرّضهم لخطر حدوث مضاعفات، فعلى سبيل المثال، يمكن لأجداد الأطفال الذين تم تطعيمهم زيارتهم من دون ارتداء كمامات.

ولكن الدكتور ريتشارد مالي، كبير الأطباء في قسم الأمراض المُعدية في مستشفى الأطفال في بوسطن، حذّر من أن مثل هذه الزيارة ليست خالية تماماً من المخاطر، حيث لا توجد تأكيدات بشأن هل الشخص الذي تم تطعيمه يعد أقل عُرضة لنشر الفيروس من الشخص غير الملقح.

وبشأن هل يمكن للأطفال اللعب بحرّية مع غيرهم؟ قال الدكتور كيمبرلين إنه لن يدعو أي شخص غير مطعّم إلى المنزل من دون ارتداء كمامة، حيث يمكن أن ينقل الأطفال العدوى بعضهم لبعض، ثم ينقلون الفيروس إلى شخص آخر.

ويتوقع الدكتور أن هذا الوضع سيتحسن بمرور الوقت مع تلقي مزيد من البالغين للقاح، وسيخفض هذا خطر الفيروس في المجتمع.

وتقول الدكتورة جوليز إردم، طبيبة الأمراض المُعدية في مستشفى «نيشن وايد» للأطفال، إنه يجب أن يكون الآباء أكثر حذراً خارج المنزل من داخله.

وأوضحت أن في المنزل لديهم معرفة جيدة بعدد الأشخاص الذين سيكونون هناك ومَن تم تطعيمهم وهذا غير متوفر في الأماكن العامة مثل المطاعم أو دور السينما، والنصيحة هي ضرورة تجنب الازدحام والأماكن التي لا يمكن التحكم فيها.

وبالنسبة إلى الإجازات، أشارت المجلة إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض لا توصي بالسفر حتى لأولئك الذين تم تطعيمهم. ولكن إذا قررت عائلة القيام برحلة، فعليها اختيار وجهة لا ينتشر فيها الفيروس على نطاق واسع، ويفضل أن تكون على مسافة قصيرة بالسيارة حيث إنه على الرغم من أن الطائرات لم يثبت أنها أماكن شائعة لانتشار الفيروس، فإن السيارة العائلية تعد أقل خطراً.

وبشأن ذهاب الأطفال إلى المدارس، فلحُسن الحظ تشير البيانات إلى أن المدارس ليست أرضاً خصبة لتكاثر الفيروس، ما دامت تتخذ الاحتياطات المناسبة مثل التباعد الاجتماعي والتهوية، وستصبح المدارس آمنة بشكل متزايد حيث يتم تطعيم المزيد من الموظفين.

وقالت المجلة إنه على الرغم من عدم وجود لقاحات للأطفال فإنه مع كل فئة عمرية يتم تلقيحها تزداد مناعة القطيع، مما يوفر المزيد من الحماية لأولئك الذين لم يتم تلقيحهم.

«الشرق الأوسط أونلاين»

Exit mobile version