المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

نتائج الانتخابات الإسرائيلية زادت تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي و صحيفة هآرتس: نتنياهو لم يحظَ بالفوز الذي كان يتمناه

نتائج الانتخابات زادت تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي

ترجمة: غسان محمد

رأت مصادر إسرائيلية، أن المشهد السياسي في إسرائيل لا يزال ضبابياً وأكثر تعقيداً من السنوات الماضية، على ضوء نتائج انتخابات الكنيست، التي لم تحقق فوزاً حاسماً لأي معسكر، واستمرار المنافسة الشديدة بين معسكر اليمين ومعسكر اليسار.
وأشارت المصادر إلى أن النتائج الأولية بعد فرز نحو 99 بالمئة من الأصوات، تظهر أن كتلة يمينية بزعامة بنيامين نتنياهو، تضم أحزاب الحريديم (شاس – يهدوت هتوراة)، وحزب “الصهيونية الدينية” بزعامة بتسلئيل سموتيرتيش، ستحصل على 52 مقعداً، ويمكن أن يصل هذا العدد إلى 59 في حال انضمام حزب “يمينا” بزعامة نفتالي بينيت إلى كتلة اليمين، لكن من دون الوصول إلى 61 مقعداً التي تعتبر شرطاً مهما لتشكيل ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو. وفي المقابل، فإن الكتلة المعارضة التي تضم حزب “يوجد مستقبل” برئاسة يائير لبيد، و”أزرق-أبيض” بزعامة بيني غانتس، و”العمل” بزعامة ميراف ميخائيلي، و”إسرائيل بيتينو” بزعامة أفيغدور ليبرمان، و”أمل جديد” بزعامة جدعون ساعر، و”ميرتس” إلى جانب القائمة العربية المشتركة، ستحصل على 56 مقعداً. في حين أصبحت القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس، بيضة القبان، وهي التي ستقرر شكل الإئتلاف الحكومي المقبل.

صحيفة هآرتس: نتنياهو لم يحظَ بالفوز الذي كان يتمناه
اعتبر المحلل ألوف بن، أن نتائج انتخابات الكنيست تشير إلى أن بنيامين نتنياهو سيكون رهينة بأيدي تحالف الصهيونية الدينية والفاشية. وأضاف أن التغييرات في الخريطة السياسية تأثرت بالعلاقات بين رؤساء الأحزاب ونتنياهو فقط. وهذا كان سبب الانشقاقات التي حصلت في بعض الأحزاب. وشدد بن على أن نتنياهو لم يحظ بالفوز الذي تمناه، بالتالي فإن نجاحه في تشكيل ائتلاف حكومي، يتوقف بالدرجة الأولى على خصمه نفتالي بينيت، الذي سيكون بإمكانه إسقاطه في أي وقت.
ورأى بن، أن خصوم نتنياهو لم ينجحوا في استغلال إخفاقاته من أجل إسقاطه، في حين نجح الأخير في تفكيك القائمة المشتركة، التي كانت تعتبر الجهة المعارضة الأقوى، واستفاد من انخفاض معدل تصويت العرب.

صحيفة يديعوت أحرونوت: نتائج الانتخابات ضربة مؤلمة لحزب “الليكود”
من جانبه، كتب المحلل ناحوم برنياع، أن حزب “الليكود” تعرض لضربة مؤلمة في صناديق الاقتراع، بسبب نتنياهو شخصياً، لذلك لم يسارع قادة “الليكود” إلى إظهار فرحهم بنتائج الانتخابات. وأضاف برنياع، أن الضربة ليست معنوية فقط، فالحديث يدور عن كارثة أيديولوجية، على اعتبار أن “الليكود” إلى رهينة ثُلة عنصرية معادية للديمقراطية، وداعمة للإرهاب، ولن يكون أمام نتنياهو من خيار سوى إدخالهم إلى قدس الأقداس، وإشراكهم في مداولات “الكابينيت” وأسرار الدولة.
وتوقع برنياع أن يسعى نتنياهو إلى إغراء أعضاء كنيست من حزبي “يمينا” و”أمل جديد” لتشجيعهم على الانشقاق عن أحزابهم والانضمام إلى معسكر نتنياهو مقابل حصولهم على مناصب في الحكومة والكنيست.
ورأى برنياع أن الانتخابات لم تحل الأزمة السياسية في إسرائيل. وسواء شكل نتنياهو الحكومة أم لا، سيستمر الشلل في مؤسسة الحكم، طالما بقي نتنياهو على رأسها. وهذه أنباء سيئة لكل إسرائيلي، والأسوأ، صعود زعيم “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش، الذي يعتبر نبأً سيئاً للغالبية الساحقة من الإسرائيليين.

ساعر يرفض التعاون مع نتنياهو
إلى ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية، أن مقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو توجهوا خلال الأيام الاخيرة إلى مقربين من رئيس حزب “أمل جديد” جدعون ساعر، في محاولة لدفع اتصالات بين الحزبين، وبحث إمكانية انضمام ساعر إلى ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو، لكن الأخير رفض ذلك، وأبلغ المسؤولين الذين توجهوا إليه بأنه لا ينوي المشاركة في حكومة نتنياهو، حتى لو كان الثمن البقاء في المعارضة. وأكد انه ينوي إقامة حكومة لا مكان فيها لـ نتنياهو.

صحيفة “إسرائيل اليوم”: نتنياهو يواجه أزمة مصيرية حادة
بدوره، قال المحلل السياسي، أمنون لورد، إن اليسار الإسرائيلي نجح في حملة شيطانية ومسعورة، في قمع ناخبي “الليكود”، لأن هدفه الوحيد هو السيطرة على اليمين، وقمع الاقتراع والدفع في اتجاه مأزق سياسي آخر. في المقابل، نجح نتنياهو و”الليكود” في إحداث بلبلة بين الناخبين العرب، وكانت النتيجة انخفاض نسبة التصويت في البلدات العربية. واعتبر لورد، أن نتنياهو، يواجه، لأول مرة، أزمة مصيرية حادة، مختلفة عن الأزمات السابقة، مثل حرب لبنان 1982، أو أزمة البنوك وانهيار البورصة، حيث تم نقل الكرة إلى لجنة تحقيق.

“الليكود” لم يحقق نصراً كبيراً
من جهته، كتب السياسي الإسرائيلي، يوسي بيلين، أن نتائج عينات الانتخابات، تظهر بوضوح أن “الليكود” لم يحقق نصراً كبيراً، وربما لم يكن هناك نصر على الإطلاق، وحقيقة أنه لا يزال الحزب الأكبر، لا تعطيه إمكانية فرض طبيعة الائتلاف الحكومي القادم.
وأضاف بيلين، أن غالبية الجمهور تؤيد تقسيم البلاد لضمان دولة يهودية وديمقراطية، وتعارض الضم أحادي الجانب في الضفة الغربية. كما أن الغالبية العظمى تؤيد فصل الدين عن الدولة. وهناك أيضا أغلبية كبيرة تؤيد حكومة كبيرة تكون مسؤولة عن أمنها وصحتها وتعليمها وشبكة أمانها الاقتصادية. بالتالي، من الصعب النظر إلى هذا على أنه انتصار لقيم “الليكود”. والسبب الذي يدفع نتنياهو للقول بانتصار قيم “الليكود” هو خوفه السيناريو الذي سيطلب منه زملاؤه في “الليكود” إخلاء مقعده، وعدم دفع ثمن إصراره على البقاء، متذرعاً بأنه الوحيد الذي كان بإمكانه تحقيق التطبيع مع الدول العربية، وأن كل ما فعله هو تاريخي.
وختم بيلين قائلاً، إن “الليكود” ربط مصيره بحزب الكراهية والعزلة، الأمر الذي يلقي بظلاله القاتمة عليه. وفي المقابل، بإمكان الذين نعوا اليسار، الذهاب في إجازة.

 

Exit mobile version