المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مشروع “نقل حركات الجسد إلى الحاسوب”.. من المحلية إلى العالمية

“نقل حركات الجسد إلى الحاسوب”، هو مشروع للتحكم في حركة “الربوت” عن بعد بواسطة إيماءات اليد، وواحد من مشاريع ومباردات معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا للعام 2021، الذي حصل على المركز الأول على مستوى فلسطين ليشق طريق نحو المنافسة العالمية.

بدأت الفكرة من مدرسة بنات سلفيت الثانوية “الفرع التكنولوجي” الذي يطبق مهارات متقدمة في مجال الهندسة التقنية، توصلت إليها الطالبة ندى باسل محمود أبو عيسى، تحت إشراف المعلمة ولاء كامل عبد الرحمن شتية.

وقالت المعلمة شتية لـ “وفا”: إن الطالبة ندى استوحت فكرتها من المواد العلمية التي تُدرس لها في فرع التكنولوجي مثل: مادة الاتصالات والتقنيات، والبرمجة والأتمتة، والأدوات التعليمية المتاحة، بالإضافة إلى استنادها إلى أبحاث علمية محكمة في مجال الحاسوب والإيماءات الجسدية حتى ابتكرت هذه الفكرة وعملت على تطويرها وتطبيقها على الواقع.

وأضافت، المشروع هندسي، استخدمنا فيه بعض الأدوات الالكترونية متوسطة التكلفة، ضمن إمكانيات المدرسة المتوسطة، استخدمنا بعض التقنيات مثل المتحكمات الدقيقة التي تأخذ إشارات تماثلية وقياس درجة الحرارة والرطوبة، ثم ربطنا أكثر من أداة حتى تولد لدينا مجال كهرومغناطيسي، وقمنا باستغلال هذا المبدأ حتى نولد مجالا كهربائيا على أربعة ألواح يتم استغلالها لعمل إيماءات جسدية ومن خلال هذه الإيماءات والألواح نستطيع تحريك أي شيء عن بعد.

ونوّهت إلى أن أهمية هذا المشروع تأتي في التحكم عن بعد لاستكشاف المناطق الخطرة على سبيل المثال، أو الاستفادة منه من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يستطيعون من أماكن تواجدهم وبحركات جسدية بسيطة اكتشاف ما يجري في الخارج.

وعن آلية عمل المشروع قالت الطالبة ندى أبو عيسى: يتم إرسال هيكل “ربوت” إلى المكان المطلوب وعن طريق تطبيق هاتف خاص بالمشروع نبدأ اتصال فيديو مباشر ليمكن المستخدم من رؤية ما أمام “الربوت” بتقنيات الواقع الافتراضي، ومن هذا المنطلق يستطيع المستخدم تحريك “الربوت” بالاتجاه الذي يريد عن طريق إيماءات اليد أمام ألواح خاصة بالمشروع للتحكم عن بعد في حركة “الربوت”.

من جانبه قال مدير التربية والتعليم في سلفيت أمين عواد لـ “وفا”: إن هذه المسابقة عالمية التنافس، تتم أولاً على المستوى الوطني لكل دولة، ثم يتم التنافس عالمياً في الولايات المتحدة الأميركية بمعرض العلوم والهندسة الدولي (ISEF)، وفلسطين ستشارك في هذا العام بخمسة مشاريع.

وأضاف: أن طلبة المدارس الفلسطينية لديهم قدرات عقلية هائلة في مجال التكنولوجيا والاتصال، بعض المشاريع هي اختراعات جديدة يمكن تسجيلها كبراءة اختراع، وهناك توجه من قبل وزارة التربية والتعليم لتبني هذه المشاريع وتنميتها، والتواصل مع مؤسسات القطاع الخاص لدعمها، وسيتم تسليط الضوء عليها وتوعية الرأي العام بهذه المشاريع لمعرفة إبداعات الطلبة وقدراتهم.

وذكر عواد أن مدارس سلفيت تحقق إنجازات في كافة المجالات، وتشارك في مشاريع متميزة، لكننا لم نحصل قبل هذا العام على أي مرتبة في معرض فلسطين للتكنولوجيا، ونظراً لأهمية هذا المعرض وضعنا خطة إستراتيجية لنكون ضمن المراكز الأولى، وهذا ما تحقق.

وأشاد بدعم وإمكانيات المدرسة البسيطة، وجهود المعلمة وذكاء الطالبة التي نسقت بين دراستها للثانوية العامة وبين إنجاز هذا المشروع، حتى استطعنا الحصول على المركز الأول.

من جهته أكد وزير التربية والتعليم مروان عورتاني خلال إعلان نتائج المدارس الفائزة بمعرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا للعام 2021، أهمية إشهار المبادرات والمشاريع الفائزة وتعميمها وتعظيم أثرها والتركيز على روح الإبداع، وبلورة نظام داعم للمبادرين؛ ضمن منظومة متكاملة خاصة ضمن برنامج “ستيم”.

وأشار إلى أن هذا الحدث بات مكوناً أصيلاً في الكيان التربوي، ومحفزاً للفكر العلمي وللابتكار الطلابي، لا سيما وأنه يأتي في ظل تحديات فرضها المشهد الكوروني.

وفا- عُلا موقدي

Exit mobile version