المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

اسرائيل تشهر”سلاح المستعربين ” بكثافة في وجه الفلسطينيين من جديد

نجيب فراج – كثفت قوات الاحتلال الاسرائيلي في الاسبوع الاخير استخدام الوحدات الخاصة المتنكرين بالزي المدني سواءا اللباس النسائي او الرجالي على حد سواء لقمع التظاهرات الفلسطينية في القدس وباقي مناطق الضفة الغربية التي اندلعت تضامنا مع المقدسيين في مواجهة سياسة التهويد وتدنيس المقدسات والتطهير العرقي.

التوثيق

وقد التقطت العديد من الصور الثابتة والمتحركة لاعتداءات هؤلاء المستعربين في اكثر من موقع تحديدا في مناطق مختلفة من القدس المحتلة واكثرها في بلدة الطور المقدسية وذلك على مدار الايام القليلة الماضية ففي احدى الحالات ارتدى نحو ستة من هؤلاء المستعربين الزي النسائي اضافة الى النقاب على وجهوههم وانتظروا لبعض الوقت حتى يتمكنوا من “التقاط” الشاب المستهدف وما ان مر في المكان الا “وتحولت النساء الستة” الى جنود بايديهم الاسلحة النارية وانقضوا عليه والقوه ارضا ومن ثم اشبعوه ضربا قبل ان ينقلوه وجنود اخرون كمنوا في المكان الى جهة غير معلومة، وفي حادثة اخرى اختطفت قوات خاصة تابعة للاحتلال “مستعربون”، مساء الجمعة الماضي ، شابا من بلدة الطور بالقدس المحتلة، خلال مواجهات في ساحة باب العامود بالقدس القديمة.

وذكرت مصادر محلية أن “مستعربين” اعتقلوا الشاب علاء ابو جمعة (18 عاما)، وسط تواجد مكثف لجنود الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت ، عند بابي الزاهرة والعامود بالقدس القديمة.

وفي حادثة اخرى اعتقل هؤلاء الشاب محمود عشاير “17 سنة” من سكان الطور بعد كمين لهم اثناء ماجهات مع قوات الاحتلال الاسبوع الماضي وتعرضوا له بالضرب المبرح قبل اعتقاله

الاختطاف المباشر

واختطفت قوة اخرى من “المستعربين “، أربعة شبان خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت حنينا، بالقدس المحتلة، دعما للحراك الشعبي ضد المستوطنين، حيث كمن هؤلاء بلباس مدني وكانوا يتحدثون العربية في سيارة باحدى الشوارع القريبة من تظاهرة اندلعت في المكان ، وقال أمين سر منطقة بيت حنينا شعفاط التنظيمية، عامر عوض،إن مستعربين اختطفوا 4 شبان من البلدة خلال مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، والشبان الذين خرجوا في بيت حنينا، رفضا لاعتداءات الاحتلال المتواصلة على المقدسيين في باب العامود، وعرف من بين المختطفين، مصطفى الهيموني، وعمر عطا الله.

واوضح العديد من الشبان والنشطاء انه لا تخلو ليلة واحدة من ليالي الحراك في باب العامود من انطلاقها قبل نحو الاسبوعين الاويكون هناك في هذه الحراكات اشخاص مشبوهي التحرك يندسون بين الشبان الذين يتحسبون بين الفينة والاخرى ان يظهر من بين ظهرانيهم وبشكل مفاجيء مثل هذه الوحدات التي كثفت ايضا وجودها في كل مواقع التماس في الاونة الاخيرة ففي بيت لحم اكد نشطاء ان هؤلاء المستعربين قد ظهروا في كل ليلة من ليالي المواجهات التضامنية مع القدس منذ اندلاعها قبل نحو اسبوع وجرى خلال هذه الايام اعتقال ثمانية شبان في هذه المواجهات معدل كل ليلة واحدا، وقال هؤلاء النشطاء ان غالبا ما يرتدي المستعربون لباسا شبيها بلباس الشبان قميصا وبنطال كابوي ويتلثم بعضهم بالكوفية الفلسطينية اما السمراء او الحمراء او لباس تلثيم خاص وعندما يقتربون من الفريسة ينقضون عليها.

عملية للمستعربين صباحا

وصباح اليوم تسلل نحو عشرة من المستعربين الى مدينة بيت لحم وكان بينهم افرادا من هذه الوحدات يبيعون بطيخا في سيارة مخصصة لذلك ويعتقد بانهم صادروها من احد الباعة حيث يحتجزونه في مكان بعيد ويبقونه في قبضتهم حتى تنتهي المهمة حيث وصلت هذه السيارة الى حي جبل الموالح وكانت مهمة افراد هذه الوحدات استطلاع الوضع وترقبه حتى حانت ساعة اقتحام ثلاثة منازل في نفس الوقت واعتقلوا شبانا ثلاثة.

وهذه الاحداث حصلت بكثافة في الاونة الاخيرة ايضا في جنين ونابلس والخليل ورام الله في محاور الصدام وجرى اعتقال عدد من الشبان.

ولم تقتصر هذه النشاطات في اراضي الضفة الغربية ومدينة القدس وقد تعدتها الى مناطق الـ48 التي شهدت في الاونة الاخيرة مظاهرات ضد جرائم القتل وتواطؤ الشرطة الاسرائيلية حيث ظهر مستعربون في ام الفحم ومناطق اخرى واعتقلوا مواطنين شاركوا في مواجهات مع الشرطة.

جاء ذلك مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تشكيل وحدة “مستعربين” جديدة حصرا في البلدات الفلسطينية بأراضي الـ48؛ بذريعة مكافحة الجريمة والعنف.
وأوضحت القناة 12 العبرية، أن قرار تدشين الوحدة الجديدة اتخذه “المفتش العام” الجديد للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاني، في حين انطلقت خلال الأيام القليلة الماضية أول دورة تدريبية للضباط الذين سينضمون للوحدة الجديدة.

وستعمل وحدة “المستعربين” الجديدة، التي سيتم إنشاؤها، مثل سابقاتها، تحت إشراف ما يسمى بـوحدة “حرس الحدود” ، التي تعمل على تنفيذ العمليات بالمشاركة والتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتضم الوحدة الجديدة العشرات من المقاتلين، معظمهم عملوا في وحدات المستعربين التي تنشط في الضفة الغربية وعلى المناطق الحدودية.

ومن المقرر أن تبدأ الوحدة الجديدة عملها خلال أشهر معدودة، وسيعمل عناصرها تحت ستار “سكان محليين” في البلدات الفلسطينية بأراضي الـ48، محاوليين الاندماج في أوساط الأهالي، بادعاء “محاولة الكشف وأحباط جرائم القتل”، ولكنها على ارض الواقع بدات فعلا والهدف ملاحقة المتظاهرين وهذا ما جعل مركز عدالة ان يصدر موقفا واضحا مفاده ان نشر الوحدات الخاصة هو حالة حالات القمع واتخاذ محاربة الجريمة ذريعة للتضييق على النشاطات المناهضة لقمع الاحتلال والمساعدة في تفشي الجريمة وليس انحسارها.

من هم “المستعربون”؟

و”المستعربون” عناصر مدربة جيدًا يعملون فى أجهزة الأمن الإسرائيلية سواء الجيش الإسرائيلى أو جهاز الأمن العام الداخلى “الشاباك” ويتسللون بشكل متكرر إلى المتظاهرات الفلسطينية والمواجهات للقيام باعتقال الفلسطينيين وقتلهم عند الضرورة.

ملامحهم شبيهة بالعرب ويتحدثون العربية بطلاقة

وتنفذ وحدات “المستعربين” أيضًا عمليات استباقية وانتقامية ضد العرب سواء داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة أو خارج حدود الدولة العبرية، ويتحدثون “العربية” بطلاقة مثل الفلسطينيين وملامحهم قريبة من العرب وبينهم “دروز” و”بدو” و”يهود”.

ومن المستحيل على المتظاهرين بالضفة أو القدس التعرف بسهولة على “المستعربين” وسط الحشود فى الاشتباكات بالمناطق المختلفة لأن الجميع يلجأ إلى تغطية الوجه باستخدام الكوفية الفلسطينية أو الزى الفلسطينى المعروف.

المستعربون يندمجون بالمجتمعات العربية

أطلق هذا الاسم على عناصر الجيش الإسرائيلى الذين يخدمون بهذا السلاح، حيث يموهون أنفسهم كأنهم من العرب، من أجل الاندماج فى المجتمع العربى دون إثارة أدنى شك حولهم، ويكون ذلك لأغراض أمنية معينة من بينها التجسس والقيام بمهمات استخباراتية وقتالية أيضًا.

وحدات “المستعربين”

وهناك عدد من الوحدات من “المستعربين” فى إسرائيل تنتمى إلى أجهزة أمنية مختلفة سواء الجيش الإسرائيلى أو جهاز الأمن العام الداخلى “الشاباك”، من بينها وحدات المستعربين التى تنتمى إلى “حرس الحدود” ووحدة “دوفدوفان” بالإضافة لوحدة “الكرز” وهى وحدة معينة خاصة، للقتال فى أراضى الضفة الغربية.

أصل التسمية

ومصدر اسم “المستعربين” هو نشاط “الاستعراب” الذى يقومون به، وتشكلت الكلمة من خلال دمج كلمتى “اعتداء” بالعبرية “هستعروت”، وكلمة “عرب” بالعبرية “عفريم”، ويعبر الاسم عن الاندماج فى الأراضى وكأنهم عرب، حتى لحظة الهجوم.

وقد التصق وصف “المستعربين” بجميع المقاتلين المندمجين فى صفوف السكان فى المناطق المتاخمة للحدود الإسرائيلية، حتى حين تكون مهمتهم المعرفة وليست هى الهجوم وإنما جمع المعلومات الاستخباراتية فقط.

“دوفدوفان” أبرز وحدات المستعربين

وتقوم وحدتا المستعربين التابعة للجيش الإسرائيلى، المنتمية لوحدة “دوفدوفان” والتى تعد أبرز تلك الوحدات، والأخرى المنتمية لسلاح “حرس الحدود”، بإجراء ترسانة من العمليات الهائلة والسرية، وكلتاهما جعلتا من مهمة “الاستعراب” ميزة فى العمليات، حيث تعملان فى الأراضى الفلسطينية والعربية يوميا.

مهمات وحدة “المستعربين”

ومن أهم مهمات وحدة “المستعربين” بحرس الحدود، هى جلب المعلومات الاستخباراتية، والخطف، والكشف عن عناصر المقاومة الفلسطينية، والاغتيالات، ومواجهة أى بوادر لانتفاضات مرتقبة، والاعتقالات، ولا تصبح تلك العمليات بسيطة عند تنفيذها للعملية خلال الاندماج مع السكان المحليين.

تعمل وحدة “المستعربين” والتى تعتبر أحد أهم وحدات القوات الخاصة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، منذ سنوات التسعينات باستخدام أساليب التمويه، والاندماج فى المناطق التى يعملون داخلها والتنكر، وكل ذلك من أجل الوصول بأقرب ما يكون إلى الأهداف دون إثارة الشكوك.

وتتميز مهماتهم بفرق عمل صغيرة تقوم بالتلاعب بالأهداف، مع استخدام المعلومات الاستخباراتية والتعاون مع وحدات أخرى، وخلال تأهيلها، يتعلم مقاتلو وحدات المستعربين عادات القرى العربية المختلفة، وطريقة الكلام، ومعلومات عن العشائر والقبائل وموازين القوى بينها، ويستخدمون هذه المعلومات المهمة للاستعراب.

نشأت الوحدة بعد الانتفاضة الأولى

ومع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، فرض على الجيش الإسرائيلى وسلاح حرس الحدود على حد سواء بأن يخفضا مستوى العنف فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وفى هذا الإطار تم تأسيس وحدة “المستعربين” التابعة لحرس الحدود، إلى جانب وحدة المستعربين التابعة لوحدة “دوفدوفان”.

ولا تزال معظم المعلومات عن العمليات الاستطلاعية التى يقوم بها “المستعربين” سرية، وأنه بفضل هؤلاء المقاتلين تم إجراء المئات من عمليات الاعتقال الناجحة لعناصر المقاومة، وإجراء عمليات مكثفة بالضفة.

تكوين وحدة “المستعربين”

وتتكون وحدة المستعربين التى تعمل فى إطار حرس الحدود و”الشاباك” من عدد من الوحدات الفرعية المنتشرة فى إسرائيل وخارجها وفقًا للمناطق والمقاطعات، وتعمل وحدات المستعربين فى منطقة الضفة الغربية تحت قيادة الجيش الإسرائيلى وجهاز الأمن العام، وهى متخصصة فى حرب داخل مناطق فيها أبنية سكنية.

وقد عملت وحدة المستعربين سابقًا فى قطاع غزة، ولكن بعد فك الارتباط انتقلت للعمل ضد الفلسطينيين الذين يحاولون الدخول إلى إسرائيل من غزة، كما تعمل وحدة مستعربين القدس فى منطقة القدس وهى متخصصة فى العمل الاستعرابى فى أوساط سكّان المنطقة الشرقية.

طبيعة عمل وحدة “دوفدوفان”

وحول طبيعة عمل عناصر وحدة “دوفدوفان”، فتعتبر وحدة مشاة من القوات الخاصة، تم تأسيسها عام 1986، وهى تعمل فى أراضى الضفة الغربية من أجل منع الأعمال المسلحة ضد الإسرائيليين، وتنفّذ أنشطتها الرئيسية بطريقة استعرابية، حيث يقوم مقاتلوها بالتنكر بزى العرب والاندماج وسط السكان المحليين.

وتقوم الوحدة أحيانا بتنفيذ مهامّها بطريقة علنية، وهى تتواجد فى استدعاء دائم للعمليات على مدار أيام السنة، لأنها تتعامل إما مع عمليات تم تحديدها مسبقا أو وفقًا للحاجة بموجب تحذيرات من الشاباك، وتتفرد الوحدة بتنفيذ العمليات الخطرة فى قلب المدن الفلسطينية.

تدريبات وحدات “المستعربين”

ويستغرق مسار خدمة المقاتل فى الوحدة نحو عام و4 أشهر، فى البداية يكون المسار مشابهًا جدا لمسار تدريب مقاتلى المشاة ويشمل تدريبات أساسية وتدريبات متقدمة، ولكن فى وقت لاحق تتوسع المهمات أكثر وتشمل تدريبات قتالية خاصة وتدريبات متخصصة.

وبعد ذلك يمر المقاتلون بتدريب مكافحة الإرهاب، وعمليات “حرب العصابات”، والهبوط بالمظلات، وعمليات القنص، وتدريبات ملاحية على مستوى عال، والقتال عن قرب، كما يمر بعض المقاتلين بتدريبات فى دراسة اللغة العربية الفصحى والعامية والتمويه.

ولا تخلو عملية اقتحام واحدة في اي منطقة ليلا الا وتضم القوة المقتحمة قوات من المستعربين الذين تتعدى مهماتهم الاعتقال بل في احيان كثيرة يقدمون على التصفية والاغتيال كما حدث في العديد من الاحيان ويذكر النشطاء حالات اغتيال عديدة في صفوف النشطاء

PNN

Exit mobile version