المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“متحف درويش” ووزارة الثقافة يكرمان الشاعر الراحل هارون هاشم رشيد

نظم متحف محمود درويش بالتعاون مع وزارة الثقافة، مساء اليوم الثلاثاء، حفل تكريم الشاعر الراحل: هارون هاشم رشيد (1927-2020)، في الذكرى الأولى لرحيله، في متحف محمود درويش بمدينة رام الله.

وقال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، في كلمته نيابة عن الرئيس محمود عباس، وممثلا عنه، “شرفني الرئيس محمود عباس أن أقف بهذه الذكرى العطرة لرجل من هامات وقامات فلسطين الخالدة الذي هو أكبر من كل الكلمات التي من الممكن أن نقولها، هناك أشخاص وإن غابوا حاضرون، هناك أشخاص وإن غيبهم الموت إلا أنهم أحياء في القلوب والعقول والضمائر، خصوصا حين يكونون من فرسان الكلمة الخالدة التي كانت ما قبل الوجود وستظل إلى ما بعد الوجود”.

وأضاف الهباش: “جيل شرب من حب الوطن على أيدي وألسنة أولئك العمالقة، الذين علمونا كيف نشدو فلسطين وكيف نغني لها، ونعشقها فوق عشقنا لها، وكيف نحول هذا الحب إلى طاقة وإلى نار حارقة تحرق كل أولئك الذين حاولوا الاعتداء على بهائها وسنائها المتجذر في العقول والقلوب”.

وتابع: “رجل بحجم وقيمة وعنفوان هاشم، عنفوان المعنى الحقيقي الذي حول الكلمات والحروف إلى رصاص وحرائق ولهب، طاقة تتقد في جوانح العاشقين لفلسطين، نقف اليوم بكل احترام وخشوع لفلسطين التي صنعت هارون وما قبله”.

بدوره، قال وزير الثقافة عاطف أبو سيف: “نقف اليوم بعد عام على رحيل هارون هاشم رشيد، الوالد الشاعر، وقفة الوفاء والواجب لاسم عال ومؤسس في الثقافة الفلسطينية، وفي اتحاد الكتاب الفلسطينيين منذ العام 1966، ظلت فلسطين هاجسه وسؤاله الذي حمله في كل الميادين والمغتربات، أمينا على ثقافتها المقاومة، حارسا على وعيها من التردي والسقوط. شاعر العودة والمخيم والقرار 194، ومواصلة طريق الثورة والنضال حتى التحرير الكامل والعودة الكاملة”.

بدوره، أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر، أن مسيرة الشاعر هارون هاشم رشيد، “مسيرة حافلة في التمرد على الظلم ومقارعة الاحتلال بالكلمات”.

وأضاف: “رحل شاعر الثورة الفلسطينية وترك إرثا مشرفا سنستمر في تداوله إلى الأبد، الموت حق والكلمة الخالدة لا تموت. والتاريخ يعرف ويحفظ أن شاعرنا الرشيد هو من كتب فيروز سنرجع يوما إلى حينا، وهذه الأجيال تستذكر كلمات شاعرنا الكبير وكلماته التي انتشرت في الشبكة العنكبوتية في كل العالم”.

وفي كلمته، أكد الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، أن هارون هاشم رشيد واحد من الذين حملوا راية فلسطين ثقافة ونضالا، وهو يلف في سياق الفعل الثوري ونداءات الغرباء تأكيدا على العودة الواجبة التي أصر ونصر معه عليها كأحفاد وأجيال تطلع من حدائق النار والفعل، على أن هذه الفلسطين كاملة من غير سوء، من أولها إلى آخر زنادها ومن أول معناها إلى آخر مبناها، ومن أول نداءات ثورتها وهي هي كما أرادها السادة الشهداء.

وأضاف السوداني: هارون هاشم رشيد، الذي من الاقتلاع كان صائغا جماعيا وجماليا لفكرة هذه الفلسطين التي أكد عليها كما أكدت عليها كل سواتر الفعل والإبداع في الثقافة الفلسطينية الممتدة والمشتدة في آن، لتؤكد أن الثقافة فرح وانتصار وفعل ناجز وأكيد.

وتابع: هارون هاشم رشيد الذي كان حزبا وحركة وحده، هارون هاشم رشيد لتحرير فلسطين، هكذا يقرر المثقف الحق والحر أن ينهض بذاته سياقا ونهرا يشق اليباس والجفاف لتنبع الأزهار والنباتات في لحظة من لحظات العدمية والموت المجاني، لتعلن الفرح وأعراس الربيع وزفات البيادر في انتصار الحق والحقيقة على أعدائها.

من جانبه، قال الشاعر المتوكل طه: رأس هارون المتعبة لم يتساقط منها بلد واحد أو ورقة أو حجر، لقد بقيت الأرض كاملة بكل فحولته الخضراء تفح في حروفه النافحة، فكان الوريث الشرعي لطوقان وخليفة راشدا للنداء الملحف على الثورة والعودة دون مواربة إلى البيت الأول المضاء والشوك والناي.

وأضاف: هارون هاشم رشيد وضع دامر وعينا على عتبة الثورة والتمرد والتجاوز بهدف الخلاص، واسترجع البلاد في قصيدته وقدمها لنا لنستعيدها فيزيقيا، وهذا ينسحب على آبائنا مع الطوقان ويوسف الخطيب ومعين بسيسو ومن جايلهم وجاء بعدهم.

وتابع: عبر هارون هاشم رشيد عن مكانته وموقعه الشعري الوطني وحماه، ما جعل شعره أغنيات تصدح بها حناجر الفنانين، التي تنادي بالعودة الأكيدة، ولعله الذي فتح شهية المغنين ليرددوا ويلحنوا قصائده مبكرا.

وقال عضو مجلس أمناء مؤسسة محمود درويش سعد عبد الهادي: هارون هاشم رشيد المعجون بالشعر والوطن الإعلامي الذي مزج الإعلام بالأدب، السياسي الشاعر، الشاعر السياسي، الذي عايش المقاومة بأشكالها بدءا من كفاح والده والظلم التاريخي للاحتلال البريطاني واستشهاد والدته منذ حداثة سنه عام 1930.

وقال الكاتب حسام أبو النصر: على تلال حي الزيتون في غزة الممتدة إلى فجر التاريخ، ولد شاعر النكبة والعودة والقرار، فكانت أشعاره وكتاباته تجوب العالم وتصبح أغنية ينشدها كبار المغنين ومسرحية يؤديها كبار الممثلين، وتصبح نشيدا في صوت العرب وثقافة في يد الثورة وبيانا في جامعة الدول العربية.

يُشار إلى أن هارون هاشم رشيد (1927-27 تموز2020) هو شاعرٌ فلسطيني من مواليد حي الزيتون في مدينة غزة، وهو من شعراء الخمسينيات الذين أطلق عليهم اسم شعراء النكبة أو شعراء العودة، ويمتاز شعره بروح التمرد والثورة، ويعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالا لمفردات العودة، فأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب (شاعر القرار 194). أصدر عشرين ديوانًا، وكان يشغل منصب مندوب فلسطين المناوب بجامعة الدول العربية.

درس هارون هاشم رشيد في مدارس غزة، فأنهى دراسته الثانوية في عام 1947، وحصل على شهادة المعلمين العليا، وبعد حصوله على الدبلوم العالي لتدريب المعلّمين من كليّة غزة عمل في سلك التعليم حتى عام 1954.

انتقل للعمل في المجال الإعلامي، فتولّى رئاسة مكتب إذاعة “صوت العرب” المصرية في غزة عام 1954 لعدة سنوات، وعندما أُنشئت منظمة التحرير الفلسطينية كان مشرفا على إعلامها في قطاع غزة من عام 1965 إلى 1967.

بعد سقوط غزة في أيدي الإسرائيليين عام 1967 ضايقته قوات الاحتلال وأجبرته في النهاية على الرحيل من قطاع غزة، فانتقل إلى القاهرة وعُيّن رئيس مكتب منظمة التحرير فيها، ثم عمل لمدة ثلاثين عاما كمندوب دائم لفلسطين في اللجنة الدائمة للإعلام العربي واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية. إضافة إلى ذلك واصل عمله الإبداعي في الكتابة والصحافة والتأليف والشعر.

أصدر قرابة عشرين ديوانا شعريا منها: الغرباء عام 1954، وعودة الغرباء 1956، وغزة في خط النار، وحتى يعود شعبنا 1965، وسفينة الغضب 1968، ورحلة العاصفة 1969، وفدائيون 1970، ومفكرة عاشق 1980، ويوميات الصمود والحزن 1983، وثورة الحجارة 1991، وطيور الجنة 1998، وغيرها.

اختير ما يقارب من 90 قصيدة من أشعاره قدمها إعلام الغناء العربي، وفي مقدمة من أشدوا أشعاره فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وآخرون.

كتب أيضا أربع مسرحيات شعرية، مُثِل منها على المسرح في القاهرة مسرحية “السؤال” من بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي، وبعد حرب العبور عام 1973 كتب مسرحية “سقوط بارليف” وقٌدمت على المسرح القومي بالقاهرة عام 1974، ومسرحية “عصافير الشوك”، إضافة إلى العديد من المسلسلات والسباعيات التي كتبها لإذاعة “صوت العرب” المصرية وعدد من الإذاعات العربية.

قدم العديد من الدراسات منها:

-الشعر المقاتل في الأرض المحتلة (المكتبة العصرية، صيدا، 1970م).

-مدينة وشاعر: حيفا والبحيري (مطابع دار الحياة، دمشق، 1975م).

-الكلمة المقاتلة في فلسطين (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973م).

كما نال عدة جوائز تقديرية منها:

-وسام القدس عام 1990.

-الجائزة الأولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977.

-الجائزة الأولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988.

ومن أعماله: مع الغرباء – الديوان الأول (القاهرة 1954م). وقد اختار منها الأخوان رحباني عندما زارا القاهرة بدعوة من إذاعة صوت العرب عام 1955 قصيدة جميلة هي حوارية بين فتاة فلسطينية من اللاجئين واسمها ليلى وبين والدها، بالإضافة لقصيدة “سنرجع يوما” و”جسر العودة”، فغنتهما فيروز وتم تسجيلها بالقاهرة ضمن باقة من 48 عملا تم إنتاجها في تلك الرحلة.

-عودة الغرباء (بيروت، 1956م).

-غزة في خط النار (بيروت، 1957م).

-أرض الثورات ملحمة شعرية (بيروت، 1958م).

-حتى يعود شعبنا (بيروت، 1965م).

-سفينة الغضب (الكويت، 1968م).

-رسالتان (القاهرة، 1969م).

-رحلة العاصفة (القاهرة، 1969م).

-فدائيون (عمّان، 1970م).

-مزامير الأرض والدم (بيروت، 1970م).

-السؤال- مسرحية شعرية (القاهرة، 1971م).

-الرجوع (بيروت، 1977م).

-مفكرة عاشق (تونس، 1980م).

-المجموعة الشعرية الكاملة (بيروت، 1981م).

-يوميات الصمود والحزن (تونس، 1983م).

-النقش في الظلام (عمان، 1984م).

-المزّة- غزة (1988م).

-عصافير الشوك/مسرحية شعرية (القاهرة، 1990م).

-ثورة الحجارة (تونس، 1991م).

-طيور الجنة (عمان، 1998م).

-وردة على جبين القدس (القاهرة، 1998م).

-جذور أعماله الروائية: سنوات العذاب (القاهرة، 1970م).

Exit mobile version