الرئيسيةمختاراتمقالاتلهذا كله علينا التمسك بوحدتنا الوطنية!

لهذا كله علينا التمسك بوحدتنا الوطنية!

بقلم: سعدات بهجت عمر

ليست مصادفة استعمار فلسطين وزرع الإسرائيلي الصهيوني فيها. إن التضحية باليهود كان أرخص ثمناً مما كان سيدفعه الإستعمار نتيجة لانعدام الحماية الفعّالة خصوصاً إذا تمسّك العرب بقوميتهم ودينهم. إن أفكاراً يهودية كثيرة جاهرت بالقول بأن وعد بلفور كان مؤامرة كبرى.
كلنا يعرف أن البحر الأبيض المتوسط الذي تمخُر عبابه الاساطيل الإمبريالية هو شريان حيوي للمصالح الإمبريالية ضمن الزمن الثلاثي المُتحد. فهو الجسر السحري بين الشرق والغرب وهو الممر الطبيعي لقارة آسيا وقارة أفريقيا وأن الحماية الناجحة للمصالح الإمبريالية لا تتوفر إلا من خلال السيطرة عليه، وقد بات واضحاً أن من يُسيطر عليه يسيطر على العالم. فهو منطقة صراع نفوذ حقيقي.
إن الشعب العربي من الخليج إلى المحيط بمسلميه ومسيحييه هو شعب واحد تتوافر فيه جميع شروط وأسس القوة، وله وحدة تاريخية ودينية ولغوية وآمال مشتركة مع ثرواته الطبيعية وموقعه يستطيع هذا الشعب الممتد من الماء إلى لماء بوحدته الجغرافية والشرائعيه أن يُصبح مصدر الخطر الداهم من جديد على المصالح الإمبريالية. لذلك يجب تجزأة هذه الجغرافيا العربية الواحدة وإبقاء شعوبها مفككة في حِراب دائم ومحاربة كل إتحاد عربي يجمع وحدة كل أنواع الارتباط القومي والفكري والروحي والتاريخي والجغرافي وإيجاد القوة الدائمة لفصلها عن بعضها البعض والسيطرة عليها والتخطيط الإمبريالي المُبرمج عَمِلَ وفصل الجزء العربي في أفريقيا عن الجزء العربي في آسيا وقام بإقامة حاجز بشري قوي وغريب يُشكّل قوة رأس حربة حادة للإمبريالية وعدو شرس لشعوبنا العربية.
فكانت المستعمرة الإسرائيلية العنصرية في فلسطين، والمُبتغى لا في فلسطين وحدها. بل من النيل إلى الفرات ومن ثم من الماء الى الماء أي من الخليج إلى المحيط
وهذا ما يتفق تماماً مع المصالح الإمبريالية فتمت الاستعانة بهرطقات التلمود لإضافة الهلوسة القومية اليهودية الفوقية مسحة من القدسية الدينية لتكون مُستقبلاً فكراً سياسياً وعلماً نفسيا قابلاً للإستخدام لجميع الأذواق والاتجاهات والميول والأفكار بضاعة رائجة لإلباسها لكل الزعماء العرب، ورأيناها حُلَّة برَّاقة تم إلباسها لملوك وأمراء وشيوخ الخليج وزعمائه إضفاءً للتطبيع بمشروع أبراهام الحد الذي جعل الكثيرين من مفكري ومثقفي العرب بِإعداد أنفسهم قنابل دخان تُمَوّه الحقيقة وتُبعد الإنسان العربي عن مسار تاريخه المرتبط بوحدة الأرض والإنسان.
فوعد بلفور كان نتاجاً مشتركاً لجهود أمريكية-بريطانية وأن اليهودي كيهودي” وليس الصهيوني كصهيوني” آخر من يعلم ولم يكن له أية رغبة أو مطمع في ذلك فكان التهديد بالتفجير ثم القتل فقد مَثَّلَ اليهود هنا الوقود الذي يحترق لِيُحرك قاطرة الإمبريالية. فالحذر الحذر فإن العناد الكاذب والعزوف المقصود عن البحث في جدية إنهاء الإنقسام والعودة إلى طاولة الحوار الوطني الجاد والمصالحة سيكون شعبنا في الضفة وغزة وقوداً للترانسفير بفعل أسباب بعيدة كل البعد عن هذا الدافع بحيث يجد شعبنا الفلسطيني نفسه في مصيدة لا فكاك منها وهذا ما يُفسر الترانسفير خصوصاً بعد اكتمال التطبيع مع الأنظمة العربية والإسلامية ونحن نرى الآن بأم أعيننا تحريف التاريخ والانحراف عن مساره بإعادة الأمور إلى أصول مصطنعة وجذور باهتة باتفاق مُريب بين إسرائيل والحكام العرب ونحن نلهث وراءها محاولين دحضها تارة والتعامل معها تارة أخرى دون أن ندري أننا نُجر إلى مصيدة قاتلة لا فكاك منها. فالوحدة الوطنية هي جذرنا المانع في أرضنا التاريخية فلسطين.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

أخبار هامة

إخترنا لكم

شتات

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا