المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: الشيخ جراح والتطهير العرقي

تهويد القدس يسير بتسارع كبير من قبل حكومة الرأسين في دولة الاحتلال وسط صمت العالم وبدون أي تحرك عملي وعلى أرض الواقع من قبل الجانب الفلسطيني باستثناء إصدار بيانات الرفض والشجب والاستنكار التي بات الاحتلال يتعايش معها والتي أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع.

وما جرى أمس لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح من محاولة للاستيلاء على منزلها وهدم المشتل ومصادرة الستة دونمات المقام عليها المنزل والمشتل، هو مثال صارخ على التطهير العرقي الذي تقوم به دولة الاحتلال في القدس في إطار سياسة التهويد والأسرلة وتزييف تاريخ المدينة.

فحي الشيخ جراح هو المستهدف الاول من قبل سلطات الاحتلال الى جانب البلدة القديمة في القدس وأحياء من سلوان والتي تأتي تحت ادعاءات ومزاعم المنفعة العامة، واقامة حدائق وغيرها من الحجج التي هدفها في نهاية المطاف بناء مستوطنات عليها وتحويل ما يتبقى من أهالي القدس، بعد تشريد وطرد ما يمكن طرده، الى أقلية ضئيلة يمكن السيطرة عليها كما يعتقد الاحتلال.

غير أن ما قامت به عائلة صالحية أمس من الاعتصام على سطح العمارة والتهديد بإشعال النيران بأنفسهم وبالبناية، هو دليل على ان شعبنا لن يقبل بالجرائم والانتهاكات الاحتلالية وبأنه على استعداد لتقديم الغالي والنفيس والتضحية بالنفس من أجل الحفاظ على أرضه ومنازله.

فشعبنا هو شعب حي قدم ولا يزال يقدم التضحيات على مذبح قضيته الوطنية، والبقاء ثابتاً فوق أرضه والدفاع عنها وعن المقدسات.
واذا اعتقد الاحتلال بأن مثل هذه الممارسات يمكنها ان تجعل شعبنا يرفع الراية البيضاء فهو واهم، فشعب التضحيات لا يمكنه أن يهزم أو يرفع الراية البيضاء، بل على العكس من ذلك سيواصل نضاله حتى تحقيق كامل أهدافه الوطنية في كنس الاحتلال وإقامة دولته المستقلة فوق أرضه.

والشيء الوحيد الذي ينقص شعبنا هو إنهاء مهزلة الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية لسابق عهدها، والتي من خلالها حقق شعبنا الكثير من المنجزات على طريق الحرية والاستقلال.

فمواجهة القمع الاحتلالي وعمليات التطهير العرقي تحتاج الى إعادة اللحمة للساحة الفلسطينية، لأنه بدونها ستبقى قضية شعبنا معرضة للتصفية خاصة في ضوء قيام بعض الدول العربية بتوقيع اتفاقيات تطبيع مع دولة الاحتلال، وتجاهل البعض الآخر للقضية الفلسطينية التي هي القضية المركزية للأمة العربية. ومن هنا ندعو الى تعزيز صمود أهالي القدس من خلال تقديم ما يلزم لتعزيز هذا الصمود الذي سيبقى كالشوكة في حلق الاحتلال.

Exit mobile version