المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

في مواجهة “الحمى القلاعية”

قبالة عين الحلوة بالأغوار الشمالية، أصبحت حظيرة المواطن عادل عليان دراغمة مكانا لنفوق أكثر من 22 رأس بقر بلدي وعجل صغير، بعد تشخيص إصابتها بوباء “الحمى القلاعية”.

“هذه واحدة من أكبر الخسارات في قطاع الماشية لي”، قال دراغمة.

لكن “القصة لم تبدأ من هنا”، قال مدير دائرة الخدمات البيطرية في محافظة أريحا والأغوار عدنان بني عودة، “في نهاية العام الماضي، رُصدت أولى حالات الإصابة بالحمى القلاعية في قطيعي أغنام لمواطنين في خربة الحديدية بالأغوار الشمالية.

وضمن استراتيجية “تحليل المخاطر”، بدأت طواقم دائرة البيطرة بتطعيم القطيع في البؤرة المصابة، وتحصين محيطها بقطر يمتد لـ3 كيلومترات.

ولأن المرض مستوطن في البلاد، تعتمد خطة تحليل المخاطر المعمول بها على تطعيم الأغنام في أماكن الإصابة وتحصين ما حولها، لكن بالنسبة للأبقار فتطعم كل ستة أشهر.

وقال بني عودة لمراسل “وفا”: “تلقى أكثر من 20 ألف رأس غنم الطعم المضاد للحمى القلاعية في مناطق الحديدية ومكحول وسمرة والمناطق القريبة منها”.

وفي مكان رعوي ضمن سلسلة جبال مطلة على الجانب الأردني، وهي جبال أمكن سماع قصص محكية عن بقاء الأبقار البلدية سارحة فيها لعدة أيام، كانت أبقار دراغمة ترعى في المنطقة التي اكتشفت فيها أولى حالات الإصابة بالحمى.

لكن بعد تتبع دائرة البيطرة تبين أن العدوى انتقلت إلى قطيعه من قطيع بقر بلدي للمواطن برهان عودة كان يسرّح أبقاره في “أم العبر”.

وقال بني عودة “وجدنا قرابة عشرين عجلا قد نفقت عند برهان”.

بشكل عام، وحسب الإرشادات البيطرية، فإنه إذا ما لوحظ في قطيع ما انتشار مثل هذه العدوى، فيجب على مربي الماشية عزل القطيع المصاب عن بقية القطعان.

وتوصي الجهات البيطرية بحجر القطيع مدة 14 يوما، ابتداء من آخر حالة مكتشفة في القطيع، لكن هناك خبراء عالميين أوصوا بالحجر لمدة 28 يوما فلا يباع ولا يشترى من القطيع.

وقال بني عودة: “طلبنا من المواطن برهان عزل ماشيته، حيث لا يمكن تطعيم الأبقار وهي في حالة إصابة”. وأضاف: “لقد كانت العدوى عنده كبيرة”.

وبالنسبة لدراغمة، كان الوقت قد فات، وبدأت عجوله بالنفوق تباعا، فقد لاحظ الرجل أولى الإصابات في المراعي المنتشرة في أم العبر والتي كانت أبقاره ترعى فيها، في تلك اللحظة تواصل دراغمة مع دائرة بيطرة طوباس التي أبلغت طواقمها الرجل بضرورة عدم إرجاع القطيع الذي تفشى فيه المرض إلى الحظيرة.

يقول بني عودة: “هذا مرض معدٍ وسارٍ، ووجود ماشية مصابة بالمرض مع ماشية سليمة ينقل المرض إليها، وهذا ما حدث مع دراغمة”.

فالمرض الفيروسي ينتقل عن طريق الهواء، ومع الحليب أيضا، والعجول حديثة الولادة التي تعتمد بشكل كبير على حليب أمهاتها معرضة للإصابة بشكل أكبر.

“فتاك بنسبة قد تصل إلى 100% عند العجول حديثة الولادة”، يقول بني عودة.

ويمكن التماس بعض الأعراض لدى الماشية المصابة بالحمى القلاعية، كالسيلان من الفم، وتقرحات في اللثة، لكن إذا كانت الأبقار من الهولندي، وهي المعروفة بإنتاج الحليب بوفرة فإن المصاب منها قد تنخفض نسبة إنتاجه من الحليب لـ20% فقط من النسبة الكاملة، عدا عن الإجهاض لدى الحوامل منها.

وبعد اكتشاف البؤرة الجديدة في حمصة، وهي تجمع تنشط فيه تربية الماشية، وسعت دائرة البيطرة نطاق منح الطعومات للماشية لعشرة كيلومترات.

ويقول بني عودة “يمكن مكافحة الوباء من خلال التطعيم وعزل القطعان المصابة عن السليمة”.

وفا- الحارث الحصني

Exit mobile version