الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةبدران جابر.. عن رجل فلسطين الذي عُرف بصلابة مواقفه

بدران جابر.. عن رجل فلسطين الذي عُرف بصلابة مواقفه

عُرف بمواقفه الصلبة وثباته على المبادئ الوطنية، ورغم كل المحاولات الإسرائيلية من نفي واعتقال ومطاردة، إلا أنه ظل متمسكًا بحب القضية فلسطين والانتماء إليها والدفاع عنها في كل مواطن المواجهة إلى أن فارقت روحه الحياة.

إنه القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد مؤسسيها في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، الراحل بدران جابر “أبو غسان”، الذي تُوفي أمس الثلاثاء، وفي هذا التقرير تستعرض “وكالة سند للأنباء” أبرز محطات حياته.

وُلد بدران جابر عام 1947، ودرس المرحلة الأساسية في مدارس مدينة الخليل، وأنهى الثانوية العامة منها عام 1966، وحصل على البكالوريوس في الجغرافيا من الجامعة الأردنية عام 1970.

وفي أواخر خمسينيات القرن الماضي، تأثر الراحل بالحالة النضالية الفلسطينية، فانضم إلى منظمة أبطال العودة، والتحق بجيش التحرير الفلسطيني، وساهم في تأسيس الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين.

وعند عودته للوطن بعد التخرج من الجامعة، استقبلته سجون الاحتلال، حيث اعتقل عدة مرات وقضى ما مجموعه 14 عامًا من حياته في الأسر.

وعاش الراحل في مدينة القدس بين الأعوام 1970-1980، وأبعدته سلطات الاحتلال إلى الخليل مع فرض إقامة جبرية واعتقال منزلي وإثبات وجود يومي في مقر الحاكمية العسكرية فيها.

شاهد على الجرائم..

كان “جابر” شاهدا على معاناة العديد من الأسرى الذين نهشهم الإهمال الطبي المتعمد ومنهم بدر المصري القادم من أحد مخيمات اللجوء في لبنان، إذ كان يقبع سجن السبع عام 1976، وأصر القضاء الإسرائيلي على إيقاع احكام عاليه بحقه، رغم معاناته من مرض الصرع والنوبات المتتالية وغياب أهله عنه.

وكان لـ “جابر” أيضًا موقفًا نبيلًا، حين استقبل أول أسير من “الشعبية” وهو سكران محمد سكران، حيث كان مصابًا بعشرات الطلقات النارية، أسفرت إصابته عن خروج أمعائه والكبد مع بتر لأعضاء أخرى، لكن القدر أقوى من إرادة الاحتلال وظلمه كما كان يحلو القول للراحل في وصف حالة رفيقه.

تجنيد يهود..

أصيب الأمن الاسرائيلي بالجنون عند الكشف عن تجنيد يهود لصالح المقاومة، وكان بدران جابر ضمن المتهمين بالوقوف خلفها وأنه مصدر استلام السلاح وتسليمه والمعدات وفق الاعترافات.

ومورس بحق الراحل التعذيب الشديد، لمرحلة تجاوزت الحصول على المعلومة، إلى الرغبة بالانتقام، وعلى إثرها فقد حاسة السمع بأذنه اليمنى، لكنّه كان دائمًا يردد: “لا أسمع شيئًا إلا نداء واجبي الوطني والخلاص من الاحتلال أرضا وبشرا وحجرا وشجرا”.

وكان للراحل موقفًا بارزًا في رفض ومواجهة إجراءات إدارة سجون الاحتلال عام 1988، بحق أسرى سجن النقب الصحراوي، والتي تمثلت بتوسيع السجن وخيامه بأيدي الأسرى الفلسطينيين، حيث حرض المعتلقين حينها على كسر الأوامر وعدم الامتثال للقرارات الإسرائيلية.

وعُرف عن الراحل “جابر” رفضه لاتفاقيات التسوية مع إسرائيل، وإعطاء الأولوية للمقاومة بكافة وسائلها بما فيها المسحلة كحق مشروع كفلته القوانين الدولية.

وكان للراحل رؤية للخروج من حالة الانقسام السياسي التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ أعوام، وتتمثل بـ “الاتفاق على برنامج وطني جامع يضمن مشاركة الكل الفلسطيني في منظمة التحرير ومؤسساتها”.

نواف العامر – وكالة سند للأنباء

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا