المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

واشنطن تسلم موسكو ردا مكتوبا على مطالبها المتعلقة بأوكرانيا فما الذي يتضمنه؟

رد واشنطن المكتوب بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها موسكو جاء بعد تنسيق واسع مع أعضاء الناتو وأوكرانيا.

واشنطن– أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تسليم بلاده ردها الرسمي على المطالب الروسية، المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، عن طريق سفارتها في موسكو.

وأشار الوزير الأميركي، في إفادة صحفية، إلى أن بلاده لن تفصح عن محتوى ردها على المقترحات الروسية لأنها تعتبر أن السرية أفضل على الصعيد الدبلوماسي.

وصرح بلينكن للصحفيين بأن الولايات المتحدة أرسلت لروسيا ردها على المقترحات الأمنية، وأعربت عن مخاوفها فيما يتعلق بأي “عمل عدواني روسي” مشيرا إلى أن الرد يتضمن “أشياء إيجابية جدا”.

وأضاف الوزير أن الرد المذكور تم بالتنسيق مع أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين، وسيسلم حلف الناتو أيضا رده الخاص إلى موسكو في وقت لاحق اليوم.

المقترحات الروسية
وكانت روسيا قد قدمت مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية والأمن في أوروبا، إلى واشنطن، في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وطالبت بتقديم رد مكتوب على مقترحاتها.

وتضمنت المقترحات الروسية اتفاقين مع واشنطن والناتو حول ملف الضمانات الأمنية الذي أصبح في صلب سلسلة محادثات أجراها الجانبان خلال الأسابيع الأخيرة. وتشمل هذه المقترحات، طبقا لتقارير روسية، النقاط الأساسية:

أولا: ضمانات لعدم توسع الناتو شرقا على أراضي أوكرانيا وأي دول أخرى.

ثانيا: توثيق التزامات بعدم نشر صواريخ أميركية جديدة متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، لأن نصب مثل هذه الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى تدهور جذري للأوضاع الأمنية بالقارة الأوروبية.

ثالثا: الحد من الأنشطة العسكرية في أوروبا، واستبعاد زيادة ما يسمى مجموعات قوات المرابطة الأمامية.

وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية، روسيا، بالتحضير لهجوم عسكري على أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو في مناسبات عدة معتبرة أن الاتهامات ذريعة لزيادة الحضور العسكري للحلف بالقرب من حدودها.

كما تنفي موسكو ما يروجه الغرب حول اعتزامها شن هجوم على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير، التي تتحدث عن ذلك، كاذبة والغرض منها تصعيد حدة التوتر في المنطقة، وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا.

وتعتبر موسكو أن التصريحات الغربية، حول “العدوان الروسي” المزعوم، تأتي استعداداً لفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وتبريراً لتوسع الناتو شرقاً، وهو ما تعتبره تهديدا للأمن القومي.

جوهر الرد الأميركي
وتتمسك واشنطن بإمكانية التوصل لحلول وسط مع روسيا بخصوص قضايا الأمن الأوروبي، دون الحاجة للالتزام بعدم ضم أعضاء جدد.

وقال بلينكن إنه يأمل من روسيا أن “تأخذ ردنا على محمل الجد ونتوقع لقاء وزير الخارجية الروسي حالما ينتهي من قراءة ردنا، إننا منفتحون للحوار والدبلوماسية، ومستعدون لإجراءات شفافة متبادلة بشأن تمركز قواتنا”.

وأشار معلقون إلى أن الرد الأميركي يتضمن تأكيد الموقف المزدوج، فمن ناحية يهدد بفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا قد تطال الرئيس فلاديمير بوتين نفسه، ومن ناحية أخرى تدعم المسار الدبلوماسي لتجنب أي غزو روسي لأوكرانيا.

كما تؤكد واشنطن أنه إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا فسيكبدها ذاك تكلفة كبيرة، خاصة مع إرسال الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الكثير من الأسلحة والعتاد لأوكرانيا خلال الأيام والأسابيع الأخيرة.

وكان البنتاغون قد أعلن أمس الأول رفع جاهزيته لنشر آلاف الجنود شرق أوروبا على إثر التطورات الأخيرة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في مؤتمر صحفي، إن وزير الدفاع، لويد أوستن، أمر بزيادة جاهزية وتأهب وحدات عسكرية من نحو 8 آلاف و500 جندي داخل الولايات المتحدة لتكون مستعدة في مدة زمنية قصيرة للانتشار في أوروبا، إذا تم تفعيل قوة الردع السريع التابعة للناتو.

التشدد سيد الموقف
وفشلت العديد من جولات المفاوضات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة، وروسيا من الجهة المقابلة، في التوصل إلى أي يمكن العمل من خلاله لحلول وسط. وشملت هذه الجهود الدبلوماسية لقاء افتراضيا بين الرئيسين الروسي ونظيره الأميركي جو بايدن الشهر الماضي، إضافة للعديد من اللقاءات في مدن أوروبية على مستوى وزراء الخارجية ونوابهم.

وتتمسك واشنطن بسياسة “الأبواب المفتوحة للناتو” والتي لا تمنع من انضمام أوكرانيا للحلف في المستقبل، في الوقت الذي تؤكد فيه الولايات المتحدة رسميا أنه لا توجد أي خطط لضم أوكرانيا لحلف الناتو في المستقبل القريب.

وكان بايدن قد استبعد احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو خلال مؤتمره الصحفي الأسبوع الماضي، وعلى النقيض يؤكد بوتين ضرورة تلقي ضمانات تشمل عدم ضمها لحلف الناتو في المستقبل.

المصدر : الجزيرة

Exit mobile version