المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

خيارات محدودة أمام إسرائيل لمواجهة الاتفاق النووي

ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن اسرائيل أكدت أنها غير ملزمة بقبول أي صفقة تنتج عن مفاوضات فيينا حول العودة إلى الاتفاق النووي الذي تخلّى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.

وقالت الصحيفة إن الاستمرار في تخريب البنية التحتية النووية الإيرانية، هو “خيار قائم وحر لتل أبيب من الناحية النظرية”، حيث يُشتبه في قيام اسرائيل في السنوات الأخيرة بتنفيذ تفجيرات في منشآت إيرانية، بالإضافة لهجمات إلكترونية على البنية التحتية النووية وغيرها، فضلاً عن اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده في أواخر عام 2020.

الخيار العسكري “غير مجدٍ”
واعتبر العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن الخيار العسكري الكامل للتخلّص من المشاريع النووية الإيرانية “غير مجد” من الناحية الفنية، وعزوا السبب إلى المسافات الطويلة التي يتعيّن على الطائرات الاسرائيلية قطعها، والعدد الكبير من المواقع التي ستضطر إلى قصفها بشكل متكرر، خاصّة وأن هناك أكثر من عشرة أهداف محصنة ومخبأة جيداً، والعديد منها في أعماق الأرض.
وأضافت الصحيفة أن محلّلين سياسيين يرون أن إسرائيل ربما “تُخفي قدراتها على الاحتفاظ بعنصر المفاجأة”، موضحين أن “الجيش الإسرائيلي خصّص مئات الملايين من الدولارات للتغلّب على تحديات ضرب الأهداف النووية الإيرانية بشكل فعال”.
كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية أنه تم عرض مجموعة واحدة على الأقل من الخيارات على المسؤولين الأمريكيين في هذا الإطار خلال الأسابيع الأخيرة.

خيارات دبلوماسية ضعيفة ايضًا
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن قدرة تل أبيب للتأثير على قرار الولايات المتحدة والقوى العالمية في خضم محادثات فيينا ضعيفة أيضاً بنفس قدر ضعف الخيار العسكري”.
وقال إفرايم أسكولاي، الذي عمل مع كل من لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، إن رغبة الحكومة الأمريكية في الحصول على اتفاق، وحاجة إيران الملحّة لتخفيف العقوبات، تعني أن إسرائيل يجب أن تفترض أن الصفقة محتملة.
وأضاف: “لا أعتقد أن لدى إسرائيل أي خيارات حقيقية إلى جانب تقديم المشورة للحكومة الأمريكية بشأن ما يجب أو لا ينبغي أن يكون في الاتفاق النهائي”.
من جهته، قال أحد المسؤولين إنه من خلال الإبقاء على خلافهما مع الولايات المتحدة خلف الأبواب المغلقة، يأمل رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت ووزير خارجيته يائير لابيد أن يكونا قادرين على التأثير في النتيجة النهائية عندما تصل تفاصيل المحادثات إلى البيت الأبيض.

صفقة أفضل من الوضع الحالي
ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع على المناقشات قوله إن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء أهارون حاليفا، أبلغ الحكومة، في اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن أي صفقة أفضل من الوضع الحالي، حيث تتمتع إيران بحرية فعل ما تشاء.
وختمت الصحيفة نقلاً عن مسؤول اسرائيلي متقاعد قوله إنه مع استئناف المحادثات في فيينا، تُدرك إسرائيل مدى محدودية خياراتها، الدبلوماسية أو العسكرية، مضيفاً “هناك دائماً خيار عسكري – لكنه قد لا يكون خياراً عسكرياً عظيماً”.

المصدر: موقع 24 الاماراتي

Exit mobile version