المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ناشيونال إنترست: الغرب وقع في فخّ بوتين الحقيقي في أوكرانيا

دبابات روسية في طريقها إلى الحدود مع أوكرانيا (أرشيف)

كتبت نائب مدير مركز أوراسيا بالمجلس الأطلسي ميلندا هيرنغ في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن على الحكومات الغربية أن تحسب بعناية التأثيرات الجانبية للمعلومات التي تنشرها مع تجنب إثارة الذعر.

وقالت إن الغرب يجهل اللعبة الحقيقية في أوكرانيا، وأن الضربة قد لا تأتي بهجوم عسكري، وقد تتخذ شكلاً آخر.
ووردت تقارير إخبارية الثلاثاء تشير إلى أن شركات الطيران توقف رحلاتها الدولية إلى أوكرانيا اعتباراً من الأربعاء، لأن وكالات التأمين لن تفي بإلتزاماتها في الظروف الحالية، ما يعني حظر طيران بحكم الأمر الواقع فوق هذا البلد بأكمله.
ولفتت الكاتبة إلى أن الاقتصاد الأوكراني يتعرض لضربة تلو الأخرى، يفر الأجانب إلى المطارات، بعد نصيحة الولايات المتحدة ومسؤولين آخرين للجميع بالمغادرة. وتراجعت العملة الأوكرانية إلى مستويات قياسية.
وفي التسلسل الزمني للأحداث، حشدت روسيا قوات على الحدود، وتقدمت بسلسلة من المطالب السياسية، التي تتضمن اعترافاً بنفوذها في أوروبا الشرقية، وحق الفيتو ضد السيادة الأوكرانية.
ورفضت الدول الغربية هذا الابتزاز، وفي الوقت نفسه، أطلقت تحذيرات صارمة لمواطنيها، مشيرة إلى معلومات استخباراتية عن غزوٍ وشيك، رغم إضافة عبارة أن الرئيس فلاديمير بوتين “لم يتخذ قراره النهائي بعد”، لكن الناس لم تستمع إلى الجملة الأخيرة.
وزاد القلق في أوكرانيا. وخوفاً من خسارة محتملة في الأرواح بعد هجوم عسكري روسي واسع، ذهب المسؤولون الأمريكيون خطوة أخرى، وبدأوا يتحدثون صراحة عن نوع من المعلومات الاستخباراتية التي لم تعلن عن هجمات مزيفة، وارتكاب مجازر، واحتمال مقتل الآلاف.
ولاحظت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بإعجاب أنه “بعد عقود من الحرب النفسية التي كان يبرع بها فلاديمير بوتين، ها هي الولايات المتحدة تحاول أن تهزمه بلعبته”.
لكن موسكو تستمع وتراقب أيضاً. وحتى لو كان المسؤولون الغربيون يحاولون ترشيد ما يكشفونه بعناية لحماية المصادر والأساليب، فإن الكرملين يعرف أن بعضاً على الأقل مما يسربه عبر قنوات سرية يصل إلى الصحافيين والرأي العام وإلى الإيجازات الصحافية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

مطالب معلنة سياسية
وأضاف الكاتب أن مطالب روسيا المعلنة، سياسية، وتحاول أن تضع الاقتصاد الأوكراني على فوهة بركان، وأن تسلط ما يكفي من الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لينهار أو تسقط حكومته.
إن أزمة التأمين لشركات الطيران، التي لم يتوقعها أحد، تكشفت في غضون ساعات. وبينما الأعصاب مشدودة، والمسؤولون الغربيون المعنيون يروون روايات مخيفة لوسائل الإعلام، من المتوقع أن تحدث أمور مشابهة لاحقاً.

الحملات الدعائية
بعيداً عن الأوحال والدبابات، حان الوقت للحديث عن الحملات الدعائية، والذعر والضغط. وعلى الحكومات الغربية أن تجري حسابات دقيقة للانعكاسات التي تسفر عنها المعلومات التي تنشرها مع التركيز على ضرورة منع نشر الذعر.
ويجب اتخاذ إجراءات لحماية الاقتصاد الأوكراني، والعمل مع شبكات وسائل التواصل الاجتماعي لتحتوي عاصفة المعلومات المضللة والمشوهة التي تتسرب بسهولة وسط الأزمات.

موقع 24 الاماراتي

Exit mobile version