المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بناء خط الدفاع ضد الوباء ومشاركة فرص التنمية العالمية

بقلم: السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

في 20 شباط 2022، تسلمت فلسطين نصف مليون جرعة من لقاح “فاكسيرا-سينوفاك” المضاد لفيروس كورونا المصنع محليا في مصر، كإهداء صيني مصري مشترك مخصص لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. قبل أيام، سلمت الصين للأونروا الدفعتين من لقاح سينوفارم المضاد لفيروس كورونا، والمتمثلتين بـ 80 ألف جرعة و40 ألف جرعة، بهدف تطعيم اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسوريا، وستسلم الصين 80 ألف جرعة من لقاح سينوفارم إضافية للأونروا قريبا، بهدف تطعيم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

هذه التبرعات تمثل التزاماً بالمبادرة المهمة للرئيس الصيني شي جينبينغ لإقامة مجتمع مشترك تتوفر فيه الصحة للبشرية، وعملا ملموسا لدفع تعاون مكافحة الجائحة واللقاحات الذي تتركز عليه مبادرة التنمية العالمية تطرحها الصين، حيث تعكس عمق الصداقة الخالصة بين الشعبين الصيني والفلسطيني.

إن اللقاح سلاح قوي لهزيمة الفيروس، في وجه موجات الجائحة المتكررة والمستمرة، إن الصين أول دولة تتعهد بجعل اللقاحات منفعة عامة للعالم، وأول دولة تدعم التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات، وأول دولة تجري التعاون مع الدول النامية لإنتاج اللقاحات.

قدمت الصين أكثر من ملياري جرعة من اللقاح إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، وواحدة من كل جرعتين مستخدمة عالميا تأتي من الصين.

في آذار العام الماضي، تبرعت الصين لفلسطين بـ100 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا باعتبارها أكبر تبرع من نوعه في دفعة واحدة تلقته فلسطين في ذلك الوقت، بما يساهم في دعم برنامج التطعيم الوطني الفلسطيني.

إن الطريق الصحيح الوحيد لهزيمة الجائحة هو تعزيز الثقة والتحلي بروح الفريق الواحد، وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن هدف منظمة الصحة العالمية تطعيم 70 بالمئة من سكان كل بلد بحلول منتصف العام الجاري يكون بعيد المنال. ويتعرض خط المناعة الذي بناه اللقاح لخطر السلالات المتحورة، وتتسع فجوة المناعة بين الدول المتقدمة والدول النامية. يجب ضمان العدالة في توزيع اللقاحات وتسريع عملية التطعيم وردم فجوة المناعة في العالم، لصون سلامة الشعوب وصحتهم وضمان معيشتهم بصورة جيدة.

وتعمل الصين على جعل لقاحاتها “لقاحات الشعب” و”لقاحات العالم” و”اللقاحات المتاحة”، بما يعود بالأمل على العالم.

يلعب تعاون مكافحة الجائحة واللقاحات دورا قياديا في دفع مبادرة التنمية العالمية. طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ في أيلول العام الماضي مبادرة التنمية العالمية خلال جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعيا إلى التمسك بالأولوية للتنمية ووضع الشعب في المقام الأول، والتركيز على تعزيز التعاون في 8 مجالات بما فيها الحد من الفقر والأمن الغذائي ومكافحة الجائحة واللقاحات والتمويل التنموي وتغير المناخ والتنمية الخضراء والتحول الصناعي والاقتصاد الرقمي والترابط والتواصل. تهدف مبادرة التنمية العالمية إلى حث المجتمع الدولي على الاهتمام بالوضع الخاص للدول النامية، والاستجابة للتحديات الجديدة الناجمة عن جائحة كورونا والوضع الجديد للتنمية العالمية، وتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أنه في وجه الأمواج المتلاطمة من الأزمات العالمية، إن دول العالم لم تكن على متن أكثر من 190 قاربا صغيرا، بل تكون على متن سفينة كبيرة تشترك في مصير واحد. القارب الصغير لا يتحمل الرياح والأمواج بينما السفينة العملاقة تستطيع الصمود أمام الأمواج الهائجة. ستواصل الصين تعزيز روح التضامن في مكافحة الجائحة، وإقامة مجتمع مشترك تتوفر فيه الصحة للبشرية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، والعمل مع الدول النامية بما فيها فلسطين لمواجهة تحديات الجائحة، وتقديم مزيد من المساهمات في تسريع تنفيذ أجندة 2030.

Exit mobile version