المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“غلوبال تايمز”: ماذا فعلت أميركا في تجارب “فيروس كورونا-الخفافيش” في أوكرانيا؟

إن الكشف عن أن المختبرات البيولوجية الممولة من الولايات المتحدة في أوكرانيا كانت تجري تجارب على عينات من فيروس كورونا – الخفافيش، يجعل أميركا مدينة للعالم بشرح.

تناولت افتتاحية صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الخميس حول المعامل البيولوجية التي تموّلها الولايات المتحدة في أوكرانيا والتي تجري تجارب على عينات من “فيروس كورونا الخفافيش”.

وقالت الصحيفة إنه لا يوجد دخان من دون نار. فقد علّق بعض مستخدمي الإنترنت أن الأميركيين يبدو أن لديهم تفضيلاً خاصاً لصنع أفلام مصاصي الدماء، وأن النموذج الأولي لمصاصي الدماء يأتي من الخفافيش. وأشاروا إلى أن تجارب الأميركيين مع فيروس كورونا الخفافيش لها أصول ثقافية.

وأشارت الصحيفة إلى احتدام المناقشات حول المعامل الحيوية الأميركية في أوكرانيا. ففي وقت سابق، كشف الكرملين عن أدلة على أن الولايات المتحدة تشارك في أبحاث الأسلحة البيولوجية في المعامل الأوكرانية. وقال إن أوكرانيا دمّرت عينات من مختلف مسببات الأمراض. يوم الثلاثاء الماضي، قالت فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، أمام جلسة استماع في الكونغرس، إن أوكرانيا لديها مرافق أبحاث بيولوجية وأننا “نعمل مع الأوكرانيين على كيفية منع وقوع أي من هذه المواد البحثية في أيدي القوات الروسية”.

ومع ذلك، تراجعت الولايات المتحدة بسرعة. يوم الأربعاء، نشرت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين ساكي، ثماني تغريدات متتابعة، لم تقتصر فقط على اتهام روسيا بتقديم مزاعم كاذبة حول معامل الأسلحة البيولوجية الأميركية في أوكرانيا، بل ألقت باللوم كذلك على الصين في تأييد هذه الدعاية. ونشرت وسيلة الإعلام الأميركية بلومبرغ مقالًا بعنوان “الصين تدفع بنظرية المؤامرة بشأن مختبرات الولايات المتحدة في أوكرانيا”.

جاء الاتهام ضد الصين بعد أن حض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الولايات المتحدة على “تقديم تقرير كامل عن أنشطتها العسكرية البيولوجية في الداخل والخارج وإخضاع نفسها للتحقق متعدد الأطراف”.

ورأت الصحيفة أن التصريحات المتناقضة لمختلف المسؤولين الأميركيين جعلت نفي الولايات المتحدة لوجود مختبرات حيوية لها في أوكرانيا أمراً مشكوكاً فيه.

وقال لي هايدونغ، الأستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة “غلوبال تايمز”، إنه خلال عملية صنع السياسة الخارجية للولايات المتحدة، من الشائع أن الإدارات المختلفة تحمل روايات مختلفة، وهذا الاختلاف يمكّن الناس من معرفة حقيقة الكذبة التي تحاول الولايات المتحدة إخفاءها. كلما تناقضت الولايات المتحدة مع نفسها، زاد عدد الأسباب التي تدفع العالم إلى التشكيك فيها.

اتهم المسؤولون ووسائل الإعلام الأميركيون الصين بدعم المؤامرة، لكن الولايات المتحدة هي اللاعب الأول في المؤامرة. في عام 2020، قامت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووسائل الإعلام الأميركية المحافظة بإخراج نظرية المؤامرة الخاصة بظهور فيروس “كوفيد-19” من معهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات. كان الضجيج لنظرية التسرّب في المختبر جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الأميركية الشاملة لاحتواء الصين.

إلا أن الكشف عن أن المختبرات البيولوجية الممولة من الولايات المتحدة في أوكرانيا كانت تجري تجارب على عينات من فيروس كورونا – الخفافيش، يجعل الولايات المتحدة مدينة للعالم بشرح.

وفيما يتعلق بالمختبرات الحيوية الأميركية في جميع أنحاء العالم، لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي يتعين الإجابة عليها. ليس لدى المجتمع الدولي أي فكرة عما إذا كانت المختبرات الحيوية الخارجية للولايات المتحدة والمختبرات الموجودة على أراضيها، مثل فورت ديتريك Fort Detrick، ​​وعددها 336 معملاً، تتوافق مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية، في حين أن ما يتم إجراؤه داخل هذه المختبرات الحيوية يتعلق بالأمن البشري.

لماذا كانت الولايات المتحدة تقف بمفردها في عرقلة إنشاء آلية للتحقق من الالتزام باتفاقية الأسلحة البيولوجية ورفضها التحقق من مرافقها البيولوجية في الداخل والخارج على مدى العقدين الماضيين؟

تذكروا أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة المتبقية في العالم التي تمتلك أسلحة كيميائية، وقد تأخر تدميرها لهذه الأسلحة مرتين.

وتابعت افتتاحية “غلوبال تايمز” قائلة: قد أدى كل ذلك إلى قلق أعمق من جانب المجتمع الدولي. إن تصنيف القلق الدولي ببساطة على أنه معلومات مضللة لا يمكن إلا أن يُنظر إليه على أنه وسيلة للولايات المتحدة لتحويل الانتباه والتهرب من المسؤولية. يجب على الولايات المتحدة أن توضح تجاربها البيولوجية داخل وخارج حدودها، وأن تخضعها للتحقق، وأن تدمّر مخزونها من الأسلحة الكيمائية في أسرع وقت ممكن”.

الميادين نت – نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم

المصدر: غلوبال تايمز

Exit mobile version