المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

صحف عربية: الحرب في أوكرانيا… مقدمة لنظام عالمي جديد

كشفت الحرب في أوكرانيا ملامح نظام عالمي جديد قيد التشكل بعيداً عن القطب الواحد الذي تتسيده الولايات المتحدة.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، كشفت الحرب في أوكرانيا تراجع وانحسار العولمة، وانكفاء الدول للبحث عن الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد لحماية نفسها من أي ضغط دولي محتمل.

نظام عالمي جديد
في موقع “الحرة” قال مالك العثامنة، إن التحالفات السياسية بعد الحرب في أوكرانيا خاصةً في الشرق الأوسط، تكشف حجم التحولات السياسية الجديدة المبنية على نظام مصالح اقتصادية مختلف تماماً عن النظام التقليدي الذي كان سائداً.
وتساءل العثامنة “من كان يتخيل قبل عقدين أن دولاً خليجية ستعارض واشنطن بوضوح مثلاً، وتبحث عن مصالحها ضمن تفاهمات إقليمية قيد الولادة، نحن أمام منظومة شرق متوسط جديد، يحاول التخفف من الإرث التاريخي الثقيل للشرق الأوسط”.
ويضيف “أوروبا نفسها، التي لم تعد موحدة منذ سنوات رغم كل محاولات التغطية الأوروبية الرسمية على ذلك، هناك معسكران أكثر عمقاً من الانزياحات السياسية، فأوروبا الوسطى والشرقية تميل إلى المنظومة الاجتماعية المحافظة التي تجد في سياسات بوتين مكاناً مريحاً. بينما هناك نفور واضح من القيم النيوليبرالية في غرب أوروبا والتي وصلت حداً من التغول الاجتماعي الذي يجد مقاومة تتجلى بتيارات اليمين المتصاعد”.
وينتهي الكاتب إلى “باختصار، هناك إعادة تموضع عالمي جديدة بمعطيات مختلفة تماماً عن عالمنا الذي عهدناه. معطيات تشمل تكنولوجيا المعلومات والذي أثبت أن حروب السويفت مثلاً لم تعد ذات معنى، وحروب رقمية وصلت إلى تغيير مفاهيم العملة والبنكنوت، ودفق معلوماتي مرعب يكاد يطيح بعالم الجاسوسية التقليدي، غير التحولات الاقتصادية العابرة ليس للقارات فقط، بل عابرة عبر كبسة زر خلف جهاز كمبيوتر، وعنوانها طاقة بديلة للنفط، وطرق تجارة جديدة وسلاسل توريد تحتاج قوانين دولية جديدة تنظم السيطرة على الطرق والمعابر والبحار وأماكن العبور”.

نهاية العولمة
وفي صحيفة الاتحادن يقول ماثيو إيغليزياس، إن “الهجوم الروسي على أوكرانيا يمثل صراعاً أصغر بكثير من الحرب العالمية الأولى، والاضطرابات التجارية المرتبطة بشبه الحظر الأمريكي والأوروبي على روسيا أصغر من الحصار البريطاني لدول المحور. لكن الصدام مع ذلك يمثل خطوة كبيرة تبتعد عن العولمة”.
ويضيف، أنه قبل ظهور جائحة كورونا “كان للسيادة الوطنية الأولوية، على التجارة الحرة في كل مكان تقريباً. وفجأة، أصبح مكان إنتاج الأقنعة، وأدوات الحماية الشخصية الأخرى مسالة ذات أهمية كبيرة. وبالمثل، تمت عملية إعطاء اللقاحات في الولايات المتحدة وأوروبا، ليس فقط قبل البلدان منخفضة الدخل، لكن أيضاً قبل الدول الغنية الأخرى، لأن لديها قدرات الإنتاج”.
ويؤكد الكاتب، أن هذه التطورات المتلاحقة دفعت قوى إقليمية طموحة مثل الهند، والبرازيل، ونيجيريا، للعمل على “تفادي أسلحة الدمار الشامل المالية الأمريكية وتفكر في إمكانية تعديل دفاعاتها خشية أن ينتهي بها الأمر في مرمى النيران. وهناك أسباب وجيهة لكل هذا الانحسار للعولمة، لكن له كلفة أيضاً. فلم تُربط دول العالم اقتصاداتها ببعضها البعض لمجرد التسلية أو كتصور تجريدي للعلاقات الدولية. فقد حصد المستهلكون في جميع أنحاء العالم فوائد كبيرة من عالم من التخصص والميزة النسبية والشحن في الوقت المناسب وسلاسل التوريد الدقيقة”.

درس خليجي قاس
في صحيفة الوطن، قالت سوسن الشاعر، إن الصدمة التي هزت أمريكا، بعد فشل الرئيس جو بايدن، في دفع دول الخليج إلى رفع طاقتها لإنتاج النفط بحثاً عن تهدئة الأسعار، تكشف تحولاً كبيراً منتظراً في السياسة الأمريكية في المنطقة في المستقبل القريب، ذلك أن الرئيس بايدن يجد نفسه مضطراً بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، لمراجعة قراراته السابقة “ألف مرة قبل أن يُصعد في خطاباته ويعد ناخبيه بأنه سيجعل السعودية دولة منبوذة”،وهو الذي وجد اليوم أنه “يحتاج السعودية في حربه ضد روسيا ويحتاجها في وقف تذمر المواطن الأمريكي الذي ارتفع عنده سعر البنزين وزاد التضخم عنده وارتفعت نسبة البطالة، واتضح أن العالم يحتاج بعضه بعضاً، لا كما كانوا يعتقدون أن السعوديين هم الذين يحتاجونه ولا يحتاج هو لأحد، هذا الدرس القاسي المُذل يجب أن يعيه التيار اليساري الواهم بأن هذه المنطقة أو دول الخليج دول هم أوجدوها، وهم قادرون على إزالتها بجهل مدقع تاريخي وحس سياسي معدوم، بل وحس أمني مفقود تماماً”.

روسوفوبيا
في موقع “اندبندنت عربية” قالت أمينة خيري، إن الحرب والعقوبات على موسكو، جعلت الانتماء إلى روسيا وحده كافياً للشعور بالذنب. وأضافت، أن الموجة الجديدة المعادية لروسيا هي “إعادة إحياء مصطلح الـ”روسوفوبيا” أو كراهية كل ما هو روسي، “الفوبيا” التي تملكت كثيرين في دول عدة وقعوا فريسة لتسييس الرأي العام وتوجيه بروباغندا تفاقمت إبان الحرب العالمية الثانية، لم تنتهِ بانتهاء الحرب، أو بموت وزير الدعاية في ألمانيا النازية جوزيف غوبلز”.
واعتبرت الكاتبة أن هذا التحول المتزايد، في أوروبا والعالم، بسب العداء المتنامي لروسيا، سيفتح المجال لصراعات مقبلة محتملة بسبب سياسة البحث عن كباش الفداء، التي بدأت تشق طريقها إلى الطبقة السياسية الغربية، مثل “عضو الكونغرس الأميركي إريك سوالول الذي انجرف في مشاعره أثناء لقاء أجرته معه قناة “سي إن إن”، فاقترح طرد كل الطلاب الروس من الولايات المتحدة الأمريكية لردع بوتين. وكذلك انجرف نائب مجلس العموم البريطاني المحافظ السير روجر غايل، الذي اقترح أن ترسل بريطانيا كل روسي مقيم على أرضها إلى بلاده وإلغاء كل تأشيراتهم، معتبراً ذلك وسيلة جيدة لإرسال رسالة عنيفة إلى بوتين. وبسؤاله إذا كان مقترحه يسري كذلك على الأطفال الروس الملتحقين بمدارس خاصة في بريطانيا، قال: “هذا قاسٍ، لكن على الجميع الرحيل”.

المصدر: 24 الاماراتي

Exit mobile version