المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

إلى كوادر حركة فتح الشرفاء

بقلم / محمود جودت محمود قبها

دعوا القافلة تسير ولا تسمعوا نعيق الغربان أيها الأسود الشامخة إلى كوادر حركة فتح الشرفاء

هناك من يتربص بحركة فتح الشامخة العملاقة بكوادرها ويكيد لها الشر أنهم طحالب يعيشون في مستنقعات الخيانة والفساد والمؤامرة ضد كوادر حركة فتح وقيادتها في الوطن الشريف ويتسلقون على أكتاف الشرفاء ليحصلوا على مرادهم ثم ينعقون كنعيق الغراب على حركة فتح وكوادرها.

لكننا اليوم لا نعرف سر هذه الهجمة الشرسة على حركة فتح وكوادرها الشرفاء السبب الوحيد لأنها هي أول البداية في تاريخ النضال الفلسطيني هي أول الرصاص أول الحجارة وحامية المشروع الوطني ولولا نضال حركة فتح لم يعلم العالم بوجود فلسطين كل الاحترام والتقدير لمن رحلوا وضحوا بأرواحهم لتضل حركة فتح شامخة كلاْسود وألف تحية وتقدير لمن يحملون الأمانة ويحافظون على وصية الشهيد أبو عمار رحمه الله .

ودعوا الكلاب تنبح كما تشاء ولا تسمعوا نعيق غربان الاستعمار المأجورين فالأسود تبقى اسودا مهما عصفت بها الرياح فتح أم الجماهير لن تحتاج حماية أو شهادة من أحد في تاريخ قادتها الشاهد الأكبر على تضحياتهم المشرفة المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والخزي والعار للعملاء والمأجورين.

كبرت على حب حركة فتح وقيادتها العظيمة والملهمة، ورموزها الباقية في وجدان الشعب العربي والفلسطيني والعالمي، تلك الحركة التي قادت النضال التحرري الفلسطيني، وكانت البيت الأول للشعب في الداخل والشتات، فيما صدقها الشعب واحتضنها، وقدم لها كل الدعم، آمن بها ورفدها بالدم والمال و الشباب مهجة القلب، رفدها والمثقفين والشعراء والمتعلمين والعمال والطلبة، احتضنت الشعب دون أن تميز نفسها فكريا، وهذا دفع الشعب الفلسطيني والعربي لان يضعها في قلبه.

الحركة التي ضمت أهم رموز الثورة وليس آخرهم القائد الراحل الشهيد أبو عمار، الذي كان في مقام الأب الحاني لأبناء شعبه، الداعم للأفكار الثورية، الصامد والصابر من أجل أبناء وبنات شعبه دون تمييز، فيما كان آخرون من القيادات الثورية الباسلة في الحركة القائد أبو جهاد “خليل الوزير” وصلاح خلف “أبو أياد” وأبو الهول أبو علي إياد وغيرهم ممن أناروا درب التحرير والتحرر إلى فلسطين.

كانت حركة فتح ليس حكرا على الفلسطينيين، بل كان فيها العرب والمناضلين من حركات التحرر العالمي، كانت المكان الذي تجتمع فيه الشجاعة والفروسية والأمان، كانت الحلم وستبقى لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني والعربي، وعنوان التحرر والديمقراطية والوعي الإنسانية والثقافي.

لم تكن حركة فتح تلك التي كان عنوانها أن كل فلسطيني وفلسطينية هم أبناء وبنات الحركة بالضرورة الوطنية والعروبية، ولم تكن حكرا على أبناء التنظيم، كانت تضم اليساري والعلماني والمتدين والمسلم والمسيحي، وكانت عنوان عدالة القضية والحصن الذي يدافع عنه، رغم أنها لم تحتكر النضال الفلسطيني لوحدها بل كان صدر الحركة واسع في محبتها للفصائل والمنظمات الفلسطينية الثورية الأخرى.

بعد استشهاد القائد الرئيس ياسر عرفات أبو عمار، اختلطت الكثير من الأمور، تمر فيه الحركة من ظروف تحتاج القراءة السياسية وتبيان دور الحركة ألان وتفسيرها للحكم وللثورة تلك الحركة الحاضنة لأبناء وبنات شعبها، بات الآن من يخرج عليهم ويهددهم ويخونهم لا لشيء سوى أنهم اختلفوا في النهج السياسي الحالي، في الوقت الذي يعاني شعبنا من احتلال وحصار و اقتحامات واعتقالات واستشهاد، يخرج من يقول انه من حركة فتح يهدد ويتوعد من يخالف الرأي أو يريد أن يتظاهر، بالضرب والاعتقال والتخوين والشتم.

ليست هذه من شيم أم الحركات التحررية في العالم والوطن العربي وفلسطين، فأبناء الحركة دائما كانوا وما زالوا في مقدمة النضال الفلسطيني، وهم القابضون على الجمر، وهم من تصدى للاحتلال في غير ساحة، وهم من قدموا أحلى شبابهم فداءا للوطن والشعب والقضية أذا كان هؤلاء من يسمون أنفسهم أوصياء على الشعب وعلى حركة فتح، فليخرج علينا أبناءها الأصليين وليوضحوا للشعب من يكون هؤلاء، وضمنيا نعلم أن الحركة التحرر الوطني فتح، هي الحاضنة للشعب، وستبقى الحركة الأصيلة المكافحة الصامدة والصابرة في ظل مرحلة عصيبة وصعبة .

لقد استطاعت حركة فتح أن تحافظ على ذاتها وحفظت مصيرها ومستقبلها في ظل محاولات الاستلاب الذي تتعرض له بكل أشكاله وتمثلاته الداخلية والخارجية كرائدة لكفاح شعبنا العظيم وتعريض مشروعها الوطني للخطر المحدق من خلال بث الفوضى وخلط الأوراق وتشتيت أطر الشعب الفلسطيني ومكوناته واللعب على وتر الانقسام المعيب كمقدمة لابتزازها سياسيًا من قبل “إسرائيل”، وبخاصة بعدما اتجهت قيادتها قيادة الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الرئيس محمود عباس إلى انتزاع قرارًا دوليًا يكرس سيادة الدولة الفلسطينية المستقلة من خلال الاعتراف بها في كافة المنظمات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة وانتزاع كافة الاستحقاقات الشرعية لهذه الدولة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

أنا فلسطيني وابن الشبيبة الفتحاوية وابن العاصفة ومن الذين تربوا على حب حركة فتح، وآمن بها وحضورها القوي و بقيادتها وشهدائها الأبرار، بأسمائهم الكبيرة في سماء الوطن، فهم شمسها، وحين يتبدل النهار بالليل هم نجومها الموزعة على خريطة فلسطين كل فلسطين.

Exit mobile version