المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

استقبال آفاق تطور جديد لأوجه العلاقات بين الصين والدول الإسلامية

بقلم: السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية

صمد التواصل الممتد لأكثر من ألف سنة بين الصين والعالم الإسلامي أمام اختبار تغيرات الأوضاع الدولية، كما يتمتع هذا التواصل بأرصدة تاريخية كبيرة وأسس شعبية قوية. يظل تواصل الجانبين ملتزماً بتبادل الاحترام والثقة ودعم الهموم المحورية، وبالتضامن وتبادل المساعدة والسعي إلى التنمية المشتركة، وبالتعلم والاستفادة من بعضهما البعض والمحافظة على الحضارات المتنوعة في العالم.

في 22 آذار 2022، حضر مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجلسة الافتتاحية للدورة الـ48 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسلام أباد، وألقى كلمة فيها بناء على الدعوة. وكانت تلك هي المرة الأولى التي حضر فيها وزير خارجية صيني اجتماع مجلس وزراء خارجية المنظمة، الأمر الذي يجسد بجلاء الرغبة الصادقة من الصين والعالم الإسلامي في تعزيز التواصل والتعاون فيما بينهما، ويعكس التطور المستمر للعلاقات الثنائية وزيادة تعميق الثقة المتبادلة بينهما، ومن شأنه أن يرتقي بالعلاقات بين الجانبين إلى مستوى جديد بكل التأكيد.

أشار مستشار الدولة وانغ يي إلى أن الصين تحرص على بناء علاقات الشراكة مع الدول الإسلامية في أربعة محاور. أولا، يجب أن يكون الجانبان شركاء يقومون بالتضامن والتنسيق فيما بينهم. من المطلوب أن يتبادل الجانبان الدعم الثابت دفاعاً عن سيادة الدولة واستقلالها وسلامة أراضيها، ويتبادل الدعم الثابت استكشافاً طرق تنموية تتناسب مع الظروف الوطنية لمختلف البلدان وبإرادة مستقلة، ويتبادل الدعم الثابت دفاعاً عن حقوقه العادلة للتنمية والمصالح المشتركة للدول النامية الغفيرة.

ثانيا، يجب أن يكون الجانبان شركاء في التنمية والنهضة. ينبغي أن يواصل الجانبان تضامناً من أجل مكافحة الجائحة، سيواصل الجانب الصيني تقديم 300 مليون جرعة من اللقاحات إلى الدول الإسلامية في المرحلة القادمة. سيواصل الجانبان تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، ويأخذ التشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية والتعاون في تنفيذ مبادرة التنمية العالمية كـ”المحركين” لترسيخ التعاون التقليدي وخلق نقاط بارزة جديدة، بما يسهم في التنمية والنهضة للصين والدول الإسلامية، ويقود تيار التعاون بين الجنوب والجنوب.

ثالثا، يجب أن يكون الجانبان شركاء في الأمن والاستقرار. سيواصل الجانب الصيني دعم الدول الإسلامية لحل القضايا الساخنة المعاصرة بالحكمة الإسلامية والإمساك بقوة بمفتاح صيانة الاستقرار وتعزيز السلام في يدها، بما يسهم في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، ودعم أفعانستان في بناء السلطة الشاملة وانتهاج الحوكمة المتزنة وتسجيل صفحة جديدة للسلام وإعادة الإعمار، ودعم الجانب الروسي والجانب الأوكراني لمواصلة مفاوضات السلام الجارية بينهما من أجل التوصل الى وقف إطلاق النار ومنع الحرب وإحلال السلام، وتجنب حدوث كوارث إنسانية، والحيلولة دون انتشار الأزمة.

رابعا، يجب أن يكون الجانبان شركاء في الاستفادة المتبادلة بين الحضارات. من المطلوب أن يكرس الجانبان القيم المشتركة للبشرية جمعاء المتمثلة في السلام والتنمية والعدالة والإنصاف والديمقراطية والحرية، رفضاً لصنع الانقسام والمواجهة حسب الأيديولوجيات و”نظرية التفوق الحضاري” و”نظرية صراع الحضارات”، معارضةً للتحريف والتشويه ضد الحضارات غير الغربية وربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه، تعميقاً التعاون في مكافحة الإرهاب بالتدابير الاحترازية ونزع التطرف، بما يرفض ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب. ولم تتردد الصين ولم تكن غائبة في دعم القضية الفلسطينية التي تكون موضع اهتمامات العالم الإسلامي، وستواصل وقوفها الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتدعم عقد مؤتمر سلام دولي أكثر مصداقية وتمثيلا في يوم مبكر على أساس “حل الدولتين”، بما يسهم في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

كما أكد مستشار الدولة وانغ يي خلال لقائه مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على هامش أعمال الدورة، أنه طالما لم يتم حل القضية الفلسطينية، فلن تتوقف جهود الصين في دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة. لقد أثبت التاريخ وسيظل يثبت أن الصين صديق مخلص وشريك تعاون للعالم الإسلامي، مستعدةً للعمل سويا مع الدول الإسلامية على تعزيز تعددية الأقطاب للمعادلة الدولية ودمقرطة العلاقات الدولية والتنوع للحضارات الإنسانية، وبذل جهود دؤوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

Exit mobile version