المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بايدن يتحدى المنطق في الاتفاق مع إيران

رأى العقيد الأمريكي المتقاعد وَس مارتن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن مصمم على توسيع أخطاء باراك أوباما حين وقع سنة 2015 على الاتفاق النووي.

لم تملك إيران قط نية الالتزام بقيود الاتفاق وخادعت العالم بينما واصلت تطوير قدراتها النووية. لهذا السبب بالضبط، انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي وفرضت عقوبات شديدة على إيران.

نجاح مذهل!
أوضح مارتن في موقع “ستارز أند سترايبس” الذي يعنى بنقل وتحليل أخبار الجيش الأمريكي أن كبيرة مفاوضي إدارة أوباما كانت وندي شيرمان التي اكسبت شهرتها بالمفاوضات مع كوريا الشمالية حول أسلحتها النووية. أدى ذلك النجاح المذهل إلى تحول سلالة كيم إلى قوة عسكرية نووية. الآن، شيرمان هي نائبة وزير الخارجية وذات مصلحة شخصية في إعادة إحياء الفشل الذريع للاتفاق النووي.

المعاهدة تظل معاهدة
عقد بايدن العزم على تكرار تجاهل أوباما للمادة الثانية من الدستور الأمريكي التي تنص على أن الرئيس “يتمتع بالسلطة، بمشورة وموافقة مجلس الشيوخ، لإبرام المعاهدات، بشرط موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ”. زعم أوباما أنه بسبب كون خطة العمل الشاملة المشتركة اتفاقاً لا معاهدة، لم يكن يتوجب نيل مصادقة مجلس الشيوخ عليها. لكن المعاهدة تظل معاهدة حتى ولو أعطيت اسماً آخر.

دليل يدحض أي شك
يفاوض الأمريكيون في فيينا من دون الاجتماع مباشرة مع الإيرانيين موسعين الأخطاء السابقة. يقول بايدن علناً إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “مجرم حرب” و”لا يستطيع البقاء في السلطة”، لكنه يقبل أن تكون روسيا وسيطاً في المفاوضات مع إيران. ستعمل موسكو وطهران معاً لتحقيق أقصى استفادة من تصميم بايدن على إخبار العالم أن برنامج طهران النووي يركز على الأبحاث السلمية.
يكتب مارتن أن بايدن يتجاهل تحذير رئيس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية ديفيد بيرمان: “عبر تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، تصلون إلى خيار السلاح النووي. لا يوجد طاقتان ذريتان”. بما أن برنامج الأبحاث النووية الإيرانية يخضع لإشراف الحرس الثوري، لا يمكن الشك في أن هدف إيران تطوير أسلحة نووية.

ما أحجم عنه ريغان وخلفاؤه
في تطور غريب، يفكر بايدن بجدية بقبول مطلب إيران التفاوضي بشأن رفع الحرس الثوري عن لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية. يجب توفر ثلاثة معايير وضعها الكونغرس لتصنيف منظمة أجنبية على لائحة الإرهاب: أن تكون أجنبية، ومنخرطة أو محتفظة بالقدرة والنية على الانخراط في الإرهاب، وتهديد أمن المواطنين الأمريكيين أو الدفاع القومي أو العلاقات الخارجية أو المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة.
لقد تورط الحرس الثوري باستمرار في هجمات إرهابية مميتة ضد الولايات المتحدة ومواطنيها طوال عقود. تشمل هذه الهجمات تفجير مقر المارينز في بيروت سنة 1983 ومقتل 241 شخصاً، وتفجير أبراج الخبر في السعودية مما أدى إلى مقتل 19 جندياً أمريكياً، وغيرها الكثير. في 2011، منع مكتب التحقيقات الفيديرالي الحرس الثوري من تفجير مطعم في واشنطن يرتاده السفير السعودي الأسبق في الولايات المتحدة عادل الجبير. يؤكد مارتن أن إدارة ترامب كانت محقة في تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب حيث كان يتوجب على إدارة رونالد ريغان وكل إدارة لاحقة فعل ذلك.

بايدن يبيض سجل الحرس… على حساب الأمريكيين
حين خدم الكاتب ككبير ضباط مكافحة الإرهاب لقوات التحالف في العراق، أدرك أن الحرس الثوري كان يوفر لفيلق بدر وجيش المهدي وميليشيات أخرى مناهضة لواشنطن الأسلحة والمتفجرات وتقارير تقييم نقاط ضعف الآليات الأمريكية المدرعة. وفي حديث إلى مارتن، وصف مخبر داخل القاعدة القنابل العالية التقنية المزروعة على جانب الطريق التي كان التنظيم يحصل عليها من الحرس الثوري. في أبريل (نيسان) 2019، نشرت وزارة الدفاع معلومات كانت سرية نسبت مقتل 603 عناصر من الخدمة الأمريكية إلى الحرس الثوري. الآن، فوق قبور المحاربين الأمريكيين، يفكر بايدن في تبييض سجل قتلتهم.

تصعيد وتهديد
منذ تصنيفه على لائحة الإرهاب، صعّد الحرس الثوري عملياته الإرهابية. لقي القائد السابق لقوة القدس (أحد فروع الحرس) قاسم سليماني حتفه حين كان عائداً إلى بغداد في إطار التخطيط للمزيد من الهجمات على القوات الأمريكية. هدد خلفه اسماعيل قاآني باغتيال مسؤولين أمريكيين من بينهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومستشار الأمن الأسبق جون بولتون. من المرجح أن يكون سليماني قد نجح في الوصول إلى رئاسة الجمهورية الإيرانية لو لم يقتل بغارة أمريكية. يتولى اليوم الرئاسة الإيرانية ابراهيم رئيسي قاضي المشانق الذي أرسل الآلاف من المعارضين الإيرانيين إلى الإعدام.

نتيجة تحدي المنطق
بعد اتفاق أوباما، تم الإفراج عن 140 مليار دولار من الأصول الإيرانية. وسينهي اتفاق بايدن العقوبات الحالية التي تشل الحكومة الإيرانية. حين يكافح النظام الإيراني للنجاة، يأتي رئيس أمريكي لينقذه، حسب مارتن. ويتساءل عن سبب تصميم بايدن على ارتكاب هذا الكم من الأخطاء في إحياء اتفاق سيئ يتحدى المنطق. سينتج عن هذا التحدي أن تصبح الدولة الأولى المصدرة للإرهاب حول العالم حائزة على أسلحة نووية.

موقع 24 الاماراتي

Exit mobile version