المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“غازيتا رو”: الدفاعات الأمريكية عاجرة عن اعتراض “سارمات”

تجربة صاروخية روسيا.(إنترنت)

أعلن الجيش الروسي، الأربعاء، إجراء أول تجربة ناجحة على صاروخ بالستي عابر للقارّات من طراز “سارمات”، وهو سلاح من الجيل الجديد ومداه بعيد جدًا ووصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّه “لا مثيل له”. وقلّلت الولايات المتحدة من أهمية هذه التجربة، ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية هذا الاختبار بأنه “روتيني ولا يشكل تهديداً للولايات المتحدة”.

لكن الباحث الروسي فيكتور سوكيركو كشف أن هذه التجربة أثارت النقاش داخل مجتمع الخبراء العسكريين عن عجز نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في اعتراض هذا الصاروخ، وضعف دفاعها الصاروخي بشكل عام.

بداية انشاء النظام الدفاعي الأمريكي
وكتب سوكيركو، في صحيفة “غازيتا رو” الروسية، أن إنشاء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الحديث بدأ عام 2002، عندما انسحبت واشنطن من جانب واحد من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية، التي أُبرمت بين اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية والولايات المتحدة الأمريكية عام 1972؛ في خطوة اعتبرتها موسكو “ضربة للأمن الدولي”.
منذ ذلك الحين، نشرت الولايات المتحدة نظامها للدفاع الصاروخي في جميع أنحاء العالم، والذي يتكون من أنظمة متحركة وثابتة مضادة للصواريخ. وقد تم نشر هذا النظام جزئياً في أراضي الولايات المتحدة نفسها.
كما تم نشر نظام “باتريوت” كجزء من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليابان وتركيا وإسرائيل. ونشرت رادارات “AN / TPY-2” في جزر مارشال. أما في أوروبا، فتم تشكيل مكون بحري لنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي، يتألف من عدة مدمرات مسلحة بنظام “إيجيس” والصواريخ الاعتراضية “SM-3”. كما نشرت المنظومة الأرضية “Aegis Ashore” في رومانيا وبولندا.

واشنطن تفتقر للوسائل الفعالة
وفي عام 2017، بعد اختبار محرك المرحلة الأولى من “سارمات”، شكّكت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية في قدرات نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي.
وقالت المجلة: “ليست لدينا حتى الآن وسائل فعالة لمكافحة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تحمل وحدة متعددة. لا يمكن محاربة هذه الصواريخ إلا بالاعتراض في القطاع النشط، قبل فصل الرؤوس الحربية. وبعد ذلك، يزداد تعقيد عمل الدفاع الصاروخي عدة مرات، وتقل احتمالية صد الهجوم بشكل متناسب. وهذا يتطلب زيادة حادة في عدد الصواريخ الاعتراضية، والتي ستؤثر بشكل خطير على ميزانية الدفاع”.
وذكرت مصادر متعددة أن عدد الصواريخ الاعتراضية في الولايات المتحدة لم يرتفع منذ 2017.

أوجه القصور
وبعد إطلاق روسيا صاروخ “سارمات”، في 20 أبريل (نيسان) الحالي، أشار مايكل كوليسر، الأستاذ في مركز دراسات الدفاع والسياسة الخارجية في جامعة كولومبيا، في مجلة ” Military Watch Magazine”، إلى أوجه القصور في نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي. وقال: “لم يتم حل مهمة مواجهة الرؤوس الحربية المتعددة بواسطة نظام الدفاع الصاروخي (الأمريكي). بمساعدة الأنظمة المضادة للصواريخ والأنظمة الأخرى، يمكننا بفاعلية مواجهة أبسط الصواريخ، ولكن حتى ضد نظام مثل “الشيطان”، نفتقر إلى حلول مضمونة”.
كما أشار كولريسير إلى أن عدد الصواريخ المضادة للصواريخ “ليس كافياً اليوم”.

“أسطورة” اخترعها البنتاغون
واتفق رئيس كلية الخبراء العسكريين اللواء ألكسندر فلاديميروف، مع وجهة النظر هذه. وقال لصحيفة “غازيتا رو”: “الدفاع الصاروخي الأمريكي أسطورة اخترعها البنتاغون. بالطبع، هو موجود، لكن قدرات الدفاع الصاروخي الأمريكي مبالغ فيها إلى حد كبير، خاصة في مواجهة الصواريخ الباليستية الروسية العابرة للقارات”.
وأضاف: “أعلن البنتاغون في البداية عن تطوراته كرد على التهديدات المحتملة من إيران وكوريا الشمالية، على الرغم من أن الصواريخ الباليستية الأولى العابرة للقارات غير موجودة ببساطة، وأن الأخيرة حصلت عليها مؤخرًا فقط”.

قدرات “سارمات”
وبدوره ، أشار الخبير العسكري الروسي فلاديمير بوبوف إلى أن “صاروخ سارمات يختلف عن الصواريخ السابقة بقدرته على أداء مناورات نشطة، مما يجعل من الصعب على الصواريخ المضادة ضربه حتى قبل نشر الرؤوس الحربية”.
وأضاف أن روسيا “تمكنت من حلّ مشكلة التغلب على الدفاع الصاروخي، والتي من شأنها إبطال أي أنظمة اعتراض في جميع المراحل”.
وختم قائلاً:” تم إنشاء صاروخ قادر على أداء مناورات عميقة ومتعددة أثناء الطيران. وهذا يسمح إما بتجاوز مناطق الاعتراض المحتمل للصواريخ المضادة، أو تقليل الوقت الذي يقضيه في هذه المناطق قدر الإمكان”.

موقع 24 الاماراتي

Exit mobile version