المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

صحف عربية: فرنسا تُفلت من كارثة اليمين المتطرف

أعيد انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا لولاية ثانية على حساب اليمينية المتطرفة مارين لوبان بفارق مريح في انتخابات أمس الأحد، التي كادت تكون زلزالاً سياسياً في فرنسا.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، كادت فرنسا تقع تحت نفوذ اليمين المتطرف، ما كان سيشكل كارثة على أوروبا، بنجاح يمينية متطرفة لها ارتباط مباشر بفلاديمير بوتين، ما كان سيعني خروج فرنسا من أوروبا!.

زلزال
قالت صحيفة “العرب” اللندنية، إن فوز ماكرون وضع نهاية لما كان يمكن أن يشكل زلزالاً سياسياً في فرنسا.
وهنأ قادة الاتحاد الأوروبي الأحد ماكرون بإعادة انتخابه رئيسا لفرنسا. ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن أوروبا يمكنها “التعويل على فرنسا لخمسة أعوام إضافية”.
في المقابل، أقرت لوبان بهزيمتها في الانتخابات الرئاسية، لكنها اعتبرت أن ما حصدته من أصوات في الانتخابات الرئاسية يشكل “انتصاراً مدوياً”.
بينما، أظهرت معركة السباق الرئاسي أن ماكرون أول رئيس يُعاد انتخابه لولاية ثانية خلال 20 عاماً، سيواجه مستقبلاً وضعاً أكثر صعوبة، تحصد لوبان ثمار استراتيجية طويلة المدى لـ”نزع شيطنة” صورتها، فقد خففت حدة خطابها وبدت بمظهر المرشحة القريبة من مخاوف الفرنسيين، حتى أنها رفضت وصفها باليمينية المتطرفة.

الخطر مستمر
ومن جهتها قالت صحيفة “الشرق الأوسط” إن “هذا الفوز لا يتعين أن يغطي المخاطر، وأولها أن فرنسا، وهي دولة نووية لها مكانتها في العالم، وتحتل مقعداً دائماً في مجلس الأمن وتتمتع بثاني أكبر شبكة دبلوماسية بعد الولايات المتحدة كادت تقع تحت نفوذ اليمين المتطرف، الأمر الذي كان سيشكل كارثة على أوروبا، شبيهة في وقعها بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي” مضيفةً “وليس مصادفة أن التهاني بالفوز انهالت على الرئيس ماكرون بعد لحظات قليلة من إعلان تغلبه على منافسته اليمينية”.
وتابعت الصحيفة “الانتصار الانتخابي في الديمقراطيات شيء رائع. لكن من المهم النظر في التفاصيل التي أحدها أن 28 % من الناخبين قاطعوا انتخابات الدروة الثانية بزيادة 2.5 % عما كان عليه الوضع في2017. ويُضاف إلى ذلك أن الأصوات التي انصبت على ماكرون لا تعني بتاتاً أنها تبنٍ لبرنامجه الانتخابي بل أن جزءاً مهماً منها كان هدفه قطع طريق الاليزيه على لوبان. وهذه الظاهرة اعترف ماكرون شخصياً بها، واعداً أن يكون “رئيساً لكل الفرنسيين” وليس مرشح فريق ضد فريق آخر”.
وهكذا، فإن المشهد السياسي الفرنسي الخارج من المنافسة الرئاسية لا يشبه ما كانت عليه فرنسا، واليوم هناك كتلتان تحتلان أقصى طرفي الخارطة السياسية اليمين المتطرف واليسار المتشدد، وبينهما كتلة وسطية عمادها الرئيس ماكرون وحزبه فرنسا إلى الأمام وشخصيات من اليمين التقليدي والاشتراكيين.
وأوضحت الصحيفة أن فرنسا ستعرف في يونيو (حزيران) المقبل، انتخابات تشريعية، ستكون حاسمة في تشكيل المشهد السياسي فيها، ولمعرفة حجم وثقل اليمين المتطرف بقيادة لوبان في فرنسا، علماً أن مارين لوبان سارعت للقول إنها “مستمرة في المعركة” وأنها تعول على إيصال مجموعة كبيرة من مرشحي حزبها إلى البرلمان المقبل.

ضربة قاضية
وفي موقع “ميدل إيست اونلاين”، قال خيرالله خيرالله، إن احتمال دخول لوبان قصر الاليزيه، في هذه الظروف بالذات، ستكون له انعكاسات ونتائج في غاية الخطورة على فرنسا وأوروبا والعالم أيضاً.
وقال: “عجز الرئيس الفرنسي عن توجيه ضربة قاضية إلى ممثلة اليمين المتطرف. هذا ما كشفته المناظرة التي استمرت نحو ساعتين ونصف ساعة تبادل فيها الخصمان الضربات الناعمة أحياناَ وغير الناعمة في أحيان كثيرة. استطاع ماكرون جعل منافسته تفقد توازنها أثناء المناظرة التي أجريت الأربعاء الماضي، لكنّه لا يمكن القول إنه قمعها كلّياً رغم من اللغة الهجوميّة التي لجأ إليها مرات عدة”.
وشدد على أنه “رغم أن الفرنسيين ليسوا في وارد الذهاب إلى مغامرة الإتيان بيمينية متطرفة رئيسة للجمهورية، لكن هذه الانتخابات في دورتها الثانية والأخيرة تبقى انتخابات كل المخاطر. على رأس هذه المخاطر شرذمة أوروبا التي حافظت، أقله إلى الآن، على حد أدنى من التضامن في مواجهة المغامرة الأوكرانية لفلاديمير بوتين الذي اختار عزل روسيا عن كلّ ما هو حضاري في هذا العالم. نعم حظوظ مارين لوبن تبقى ضعيفة، لكنّ المخاطر التي ستترتب على نجاحها من النوع الكبير، إذ معناها الأوّل خروج فرنسا من أوروبا”.
وفي موقع “إندبندنت عربية” قالت ماري ديجيفسكي، إن “ماكرون تفوق دون عناء في المناظرة التلفزيونية لكن المثير للقلق هو أن لوبن تبدو حالياً وكأنها ارتقت لتكون جزءاً من تيارات المتن السياسي الفرنسي”.
وأضافت “رغم كل ما فعلته لوبان لتلطيف صورتها وإطلاقها اسماً جديداً على حزبها التجمع الوطني لم يكن لديها أمل في الفوز في المناظرة الانتخابية”.
وتابعت “المفاجأة لم تكن في نجاح ماكرون في الفوز في المواجهة، لكن المفاجئ كان أن لوبن قد بدت في صورة المنافسة الواثقة. وأكثر من ذلك أن هذه هي ربما الخلاصة الأكبر التي يمكن استنتاجها من هذه المبارزة”، مضيفةً أنه “برز أمر آخر من مناظرة هذا العام في النقاش الرئاسي الفرنسي، وهو الحد الذي بلغه تيار اليمين المتطرف أو أقله نوع اليمين المتطرف الذي انتهجته لوبان، والذي أصبح يشكل جزءاً من التيارات السائدة في الأوساط الفرنسية”.
وتساءلت “إذا كانت الـ”لو بينية” نسبة إلى لوبان، قد أصبحت مقبولة على نحو لم يكن مقبولاً على خلاف ما كانت عليه قبل عشرين عاماً مضت، وإذا كان ذلك تغيراً مستداماً، أم أن ذلك سيدوم فقط طالما بقيت في فرنسا شخصية “ماكرونية” مسيطرة على المجال الوسطي، يمين الوسط في السياسة، والذي يحشر اليمين واليسار أكثر باتجاه التطرف؟ حتى الآن، لن يمكننا التنبؤ بما ستنتهي إليه الأمور”.

موقع 24 الاماراتي

Exit mobile version